في كل الأزمات يظهر لنا عادة بعض النجوم المؤقتين الذين تجدهم يحاولون خطف الأضواء وإبراز أدوارهم، خصوصاً بعد الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي وظهور أبطال السوشيال ميديا ممن يستخفون دمهم ويجيدون الضحك على الذقون، لزيادة أعداد الإعلانات وغيرها، حتى تحولت إلى ظاهرة بين بعض السياسيين والتجار وغيرهم من البارزين الذين وجدوا فيها مكاسب مالية حقيقية. وبعد ظهور جائحة فيروس كورونا اختفى هؤلاء فبدأ التنافس بين بعض أعضاء الحكومة والقياديين الذين أصبحوا أكثر ظهورا رغم التحذيرات الصحية من الاحتكاك بين المجاميع التي أصبحنا نراها بين بعض الوزراء «نجوم كورونا»، وهؤلاء أصبحوا الأكثر انشغالا في تصوير السلفي من أداء عملهم والوقوف أمام عدسات التصوير أكثر من إنجازاتهم، خصوصاً أولئك الذين يسعون إلى إجادة «تضبيط النسفة» قدر الإمكان حتى لا يظهروا غير متوازنين.
ولا يزال التنافس على أشده بين هؤلاء، لا سيما مع تصاعد «الترند» في «تويتر» أيهم أكثر خطفا للأضواء رغم شدة أزمة كورونا وارتفاع أعداد المصابين، وحسب ما يراه بعض المتابعين أنها منافسة شريفة بين النجوم الجدد الذين يسعون إلى إظهار حزنهم الشديد، وهي ميزة لا يعرفها البعض، فساهمت في ذرف دموع العديد من المتابعين، وأصبحنا أمام مظاهر لا نحسد عليها مع تعطل أعمال الحلاقين.وانتقل الوضع إلى التنافس بين تقييم العاملين في مختلف أجهزة الدولة حول تحديد من هم في الصفوف الأولى ومن هم أقل خطورة، وتناسوا أن جميع أبناء هذا الوطن يعتبرون في الصف الأول طالما دفعتهم الوطنية إلى المبادرة منذ بدء الإعلان عن هذا الوباء، والتحقوا بعملهم أو تطوعوا من أجل خدمة هذا الوطن، فصارت المنافسة الحالية والتفاخر والتظاهر بين البعض حول تحديد الصف الذي سيتم تقييمه فيه بسبب تخبط واضح وصريح من بعض المغردين خارج السرب الذين عادة يخلطون الحابل بالنابل، دون أن يستشعروا الآخرين، ويساهموا في إحباط المواطنين.الطامة الكبرى عندما يتناسى بعض الوزراء والقياديين «نجوم كورونا» الدور الوطني والحقيقي للمتطوعين الذين يجب أن يفخروا بهم، ويشجعوهم ويكرموهم ليس ماديا فقط، بل معنويا ولو بكلمة ترسم لهم مدى الدور الحيوي الذي شاركوا فيه بهذه الأزمة.إن الدور الذي يقوم به كل شخص في هذه الأزمة هو بالدرجة الأولى من دافع وطني، خصوصا أن أهل الكويت عُرفوا على مر التاريخ بفزعاتهم لهذا الوطن الجميل الذي لم ينكروا خيره عليهم، بعكس من يطمحون إلى التكسب أو استغلال الأزمات من أجل المال.على «نجوم كورونا» أن يخرجوا من عباءة التلميع والتصوير، وأن يبرزوا العاملين في هذه الأزمة، ويشدوا من أزرهم ويشجعوا أبناء الكويت من المتطوعين وغيرهم، بعيدا عن الشو والبهرجة غير المبررة، لا سيما أننا مازلنا في دوامة الوباء الذي لا نعرف متى ينتهي، وبالتالي من السابق لأوانه لكل ذلك، لأنه حتى آخر يوم من هذه الأزمة ستتضح الصورة، وما بعدها ستكتمل الحكاية التي سيتم سردها عبر التاريخ وسيتذكرها الجميع.العمل بصمت عادة أفضل من الكلام، والإنجازات هي من ستتحدث عن البطولات وستحدد الأدوار الحقيقية بدون نفاق أو رياء أو ردات فعل، والسجلات ستدون فيها كل تلك المذكرات، أما نجوم الهجمات المرتدة الذين يعتاشون عادة على إثارة الشائعات، ويبحثون عن إثارة المشاكل، فهم دائما يسطعون في سماء تغريداتهم التي تكشف منذ الوهلة الأولى عن قبح نواياهم.
مقالات - اضافات
شوشرة: نجوم الأزمات
05-06-2020