أولاً وأخيراً: التغريد خارج سرب دولة الإنسانية
![مشاري ملفي المطرقّة](https://www.aljarida.com/uploads/authors/778_1682431386.jpg)
ومع كامل احترامنا وتأييدنا للكثير من المطالب العادلة التي ينادي بها رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيما يخص تكويت الوظائف وتعديل ميزان التركيبة السكانية المائل كثيراً، ومنح الفرص للكفاءات الوطنية لتولي مناصب يقوم بها وافدون وهم أولى بها، ولكن يجب أن تكون الطريقة التي نحقق بها هذه المطالب المشروعة والمرغوبة من الجميع طريقة حضارية تضع الحلول الواقعية على المديين القصير والطويل لإحلال الكويتيين في الكثير من الوظائف، ولا تستخدم أسلوب الردح ومصطلحات تفوح منها رائحة العنصرية، وتعمم على جميع الوافدين صفات سلبية، وتحمّل أبناء بعض الجاليات مسؤولية كل فساد وتراجع في البلاد، فهذا كلام غير منطقي لا يقنع أحداً بل يأتي بنتائج عكسية.وما أود التركيز عليه هنا أن ما يحدث من بعض الناس على مواقع التواصل الاجتماعي من تجريح وسب ومطالبات بترحيل جميع الوافدين وإلقائهم في الصحراء لا يضر من يروّج هذا الكلام فقط، إنما يمثل إساءة كبيرة إلى الكويت دولة الإنسانية وصاحبة الأيادي البيضاء على كل الناس في كل بقاع العالم، لذا يجب أن تتوارى هذه الأصوات النشاز التي تغرد خارج سرب ما رسمه صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، والمكانة الراقية التي وضع فيها الكويت إقليمياً وعالمياً، ويجب أن تكون لأجهزة الدولة قبضة من حديد على من يروجون الشائعات، ويحبطون همم القائمين على البلاد، وينشرون الفتن، ويسعون إلى الوقيعة بين الشعوب الشقيقة التي امتزجت دماء أبنائها في الحروب بهذه الأرض وتعاونت في البناء والتعمير، وحفظ الله بلادنا الحبيبة الكويت وكل الدول الشقيقة والصديقة وحمانا من مروجي الفتن وأصحاب الأجندات الهادمة.