تلفاز
![دانة الراشد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/400_1702572887.jpg)
قد يقول قائل إن هذه المسلسلات بشخصياتها إنما تعكس الواقع فحسب، وهنا أقول إن دور الإعلام الحقيقي هو الحوار مع المشاهد وإعادة تشكيل قناعاته بعيداً عن الوعظ المباشر، فقد يكون وجود شخصية إيجابية فاعلة إلهاماً للمشاهدين بدلاً من تأرجح أدوار البطولة ما بين دور الضحية العاجزة أو المستهزئ السلبي. من الجيد تطور ذائقة المشاهد وقدرته على الانتقاد، فهو الآن يملك ما بين يديه القدرة على مشاهدة روائع السينما من الأفلام والمسلسلات العالمية ذات الجودة الممتازة، وذلك بفضل منصات المشاهدة الرقمية كـNetflix وغيرها، لكن المشكلة تقع حينما يصبح المشاهد جلاداً أقسى وأشد من مقص الرقابة، فيكون غارقاً في سلبيته على منصات التواصل الاجتماعي، وهنا أيضاً يأتي دور الرقابة، الذي يُفترض أن تقدم لائحة واضحة بما يجوز أو لا يجوز عرضه بدلاً من كون الممنوعات ضمنية أو عُرفية، وعدم الاستجابة للضغط الشعبي إن كان العمل لا يمس لائحة الممنوعات تلك.هنالك العديد من المخرجين والممثلين الشباب ذوي المهارات والمواهب المصقولة، وهم قادرون على صنع محتوى جميل ومميز، نرى إبداعهم في العديد من الأفلام القصيرة والدعايات، كذلك بدأت المسلسلات بإخراج الجيل الجديد لترى النور، وأفضل مثال على ذلك هو مسلسل «تقدير الاحتياج»، الذي لامس الحياة اليومية للموظف الكويتي بقالب مرح وحبكة ممتعة وتمثيل واقعي متميز دون المبالغات المعهودة. وفي عصر الإنترنت أصبح الفضاء مفتوحاً للجميع لنشر محتواه على مختلف المنصات الرقمية، إلا أن عدم وجود تمويل لهذه الأعمال الشبابية ما زال مشكلة قائمة، وهو الأمر المستهجن تحت ظل تمويل العديد من الأعمال الرديئة وضخ ميزانيات هوليوودية ضخمة فيها دون نتيجة تذكر، نتمنى من القنوات الثقة بجيل الشباب والتحلي بروح المغامرة وإعطاء هؤلاء فرصة، فقد سئمنا من الوجوه المكررة والتناول السطحي.* «تحتاج ثلاثة أشياء لصنع فيلم جيد: السيناريو، والسيناريو، والسيناريو». (ألفريد هيتشكوك)