بعد تلقيها دعما نوعيا من تركيا لوقف حملة قوات شرق البلاد، التي انطلقت قبل عام، أعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية، المعترف بها من الأمم المتحدة، استعادة السيطرة على طرابلس وضواحيها بالكامل، بعد تمكنها من طرد قوات الجيش الوطني، الموالية للمشير خليفة حفتر، من جنوب العاصمة أمس.

وقال المتحدث باسم قوات «الوفاق» العقيد محمد قنونو إن «قواتنا تسيطر على كامل الحدود الإدارية لمدينة طرابلس، بعد طرد آخر فلول ميليشيات حفتر من منطقتي عين زارة ووادي الربيع وتحريرهما بالكامل».

Ad

وأكدت وزارة الدفاع بـ«الوفاق» مواصلة قواتهم تقدمها ومطاردة «الميليشيات الإرهابية»، وطردها من على أسوار طرابلس الكبرى، مشيرة إلى هروب عناصر إلى مطار مدينة بني وليد جنوب شرقي العاصمة، مبينة أنها تتقدم في الوقت الراهن باتجاه الحدود الإدارية لمدينة ترهونة، آخر مركز رئيسي لقوات حفتر في غرب البلاد.

ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مصدر عسكري في قوات حفتر قوله إن «الجيش يستكمل انسحابه اليوم من أحياء عين زارة وأبو سليم وقصر بن غشير في طرابلس نحو بلدة قريبة من معقلها في ترهونة».

وكانت قوات السراج أعلنت سيطرتها مساء أمس الأول على المطار الرئيسي في طرابلس، بعد عام من سيطرة حفتر عليه، وتواصل قوات «الوفاق» تقدمها في جبهتي مصراتة ومناطق بغرب العاصمة، حيث تلعب الطائرات المسيرة التركية دورا كبيرا في هذا التقدم.

في غضون ذلك، التقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رئيس حكومة «الوفاق» لتقييم آخر المستجدات الحاصلة على الساحة الليبية.

وبحث إردوغان مع السراج في أنقرة مستجدات الأوضاع الميدانية، إلى جانب التطورات الدبلوماسية والسياسية المتعلقة بعقد مفاوضات برعاية الأمم المتحدة بين طرفي النزاع الليبي، لبحث وقف إطلاق النار والدخول في مسار سياسي لإنهاء الأزمة.

في هذه الأثناء، توقع أحمد معيتيق، نائب السراج، الذي كان على رأس وفد ليبي يزور وزارة الخارجية الروسية أمس أن تشهد بلاده «الكثير من تخفيف التصعيد العسكري خلال الأيام القليلة المقبلة»، مضيفا ان الجانب الروسي، الداعم لحفتر، أكد أنه ليس مع الحل العسكري وأن الحل السياسي هو الأساس.

في المقابل، قام حفتر بزيارة مفاجئة وغير معلنة للقاهرة، مساء أمس الأول، والتقى عددا من كبار المسؤولين، في إطار مشاوراته مع الدول الداعمة له، قبل استئناف محادثات إيقاف إطلاق النار.

وعلمت «الجريدة» من مصدر مطلع أن زيارة حفتر، الذي يحظى بشرعية البرلمان الليبي المعترف به دوليا في طبرق، تطرقت إلى التدخلات الأجنبية في ليبيا، وسبل رفع الحظر الأممي على تسليح «الجيش الليبي» الذي يسيطر على شرقي البلاد.

في سياق قريب، خفف رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي دعمه الصريح لحكومة السراج، بعد انتقادات تونسية إثر تهنئته للأخير في وقت سابق بالسيطرة على مناطق في غرب ليبيا، وقال الغنوشي تعليقا على تصريحاته الأخيرة بشأن ليبيا، والتي أكد فيها رفضه لما وصفه بـ»الحياد السلبي»: «لم ننتصر في ليبيا لطرف على طرف آخر، بل كانت أهدافنا واحدة، وهي خدمة المصلحة الوطنية ولا شيء غيرها، فما يجمعنا بالليبيين علاقات أخوة متينة وعلاقات اقتصادية وتجارية متبادلة». ودعا إلى حل سلمي توافقي بين فرقاء ليبيا من أجل بناء دولة ديمقراطية تعددية تكون إلى جوار الجزائر حصنا لتونس.

وأسقط البرلمان التونسي، مساء أمس الأول، لائحة تقدم بها «الحزب الدستوري الحر»، من أجل إلزام مجلس نواب الشعب برفض التدخل العسكري في ليبيا والتزام تونس بمبدأ الحياد.