فلسطين والثورة العالمية ضد العنصرية
![مصطفى البرغوثي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1564897822016822100/1564897879000/1280x960.jpg)
صادف يوم الخامس من يونيو الماضي الذكرى الثالثة والخمسين لاحتلال الصهاينة للضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة وهضبة الجولان، بعد أن مرت الذكرى الثانية والسبعين لنكبة التطهير العرقي التي مارستها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.ولا يوجد ما هو أهم من ربط الكفاح والنضال الفلسطيني من أجل الحرية والعودة وضد الأبارتهايد الإسرائيلي، بالنضال العالمي الجاري اليوم ضد العنصرية، فنضالنا كفلسطينيين هو في جوهره نضال ضد التمييز العنصري الإسرائيلي، الذي يمثل اليوم، ولا مبالغة في ذلك، أشد أنواع العنصرية في عالمنا. ولعل جريمة القتل البشعة التي ارتكبتها الشرطة الإسرائيلية ضد الشاب الفلسطيني الذي يعاني التوحد إياد الحلاق، والجريمة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المسعفة الفلسطينية البريئة الشهيدة رزان النجار لا تقلان إن لم تزيدا بشاعة في عنصريتهما عن جريمة قتل الأميركي الأسود جورج فلويد. ما يجري في العالم يذكرنا بمن يمكن أن يكونوا الحلفاء الطبيعيين للنضال الفلسطيني، أولئك الرجال والنساء والشباب المتدفقين في الشوارع لا أصحاب المليارات والمناصب، والعديد من الحكام الممعنين في اضطهاد شعوبهم نفسها.بعد جائحة الكورونا وبعد الأزمة الاقتصادية التي نجمت عنها، وبعد انفجار الغضب الشعبي، الذي نأمل أن نرى مظاهره في فلسطين أيضا، ليس أمام العالم سوى واحد من خيارين: إما النضال من أجل العدالة السياسية والاجتماعية والإنسانية، أو مواجهة خطر الفاشية العنصرية. * د. مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية