مع دخول "الفروانية" في دائرة المناطق المعزولة بفعل تداعيات فيروس "كورونا"، حاول بعض الأهالي الخروج من المنطقة مع الساعات الأولى، خوفاً من قرارات العزل الصحية الوقائية والإجراءات الأمنية، إلا أنه مع وضع الحواجز الأمنية ومنع الخروج تعايش الجميع مع الأمر الواقع، وأصبحت أوضاع المنطقة مطمئنة وطبيعية باستثناء عبور الحواجز."الجريدة" أجرت جولة استطلاعية للتعرف على طبيعة الحياة اليومية لأهالي الفروانية المعزولة، حيث أشاد عدد من السكان بالتعامل الراقي جداً من قبل العسكريين الذي يبدون كل مرونة خلال عمليات التفتيش، ولا يمنعون التنقل داخل المنطقة. وأكد الأهالي أن جميع الخدمات متوفرة، سواء من جمعيات أو أو أسواق مركزية وبنوك ومحطات وقود، لافتين إلى أنه لا توجد مشاكل تواجههم، متمنين انتهاء فترة العزل، وعودة الأمور إلى طبيعتها بعد انقضاء غمة أزمة "كورونا".
في البداية، يقول المقيم المصري محمد الهامي، "فكرت في الهروب من الفروانية مع أفراد عائلتي والتوجه الى منطقة اخرى غير معزولة كالجابرية بمجرد إعلان حظر منطقة الفروانية حظرا كليا، ومما زاد مخاوفي ان عملية اغلاق المنطقة اوكلت للجيش".وأكد الهامي انه كان يفكر بجدية الخروج من منطقة الفروانية التي يقطنها منذ 20 عاما مع بداية عزلها كليا مطلع الاسبوع الحالي، مشيرا إلى أن مخاوفه زادت عندما شاهد آليات وزارة الدفاع تغلق المنطقة.وتابع ان الأمور اختلفت بشكل كامل عند اول تعامل مع نقطة التفتيش التي لا تبعد عن سوى امتار معدودة عن سكنه، مشيدا بالتعامل الراقي جدا من قبل العسكريين الذي يبدون كل مرونة خلال عمليات التفتيش ولا يمنعون التنقل داخل المنطقة.وأضاف أن جميع الخدمات متوافرة سواء من جمعيات أو أسواق مركزية وبنوك ومحطات وقود، مستطردا: "لا أواجه أي صعوبات، ونتمنى انقضاء هذه الأزمة بأمان، وان تعود الحياة إلى طبيعتها".
تعامل إنساسي
بدوره، قال المواطن خالد الرشيدي انه رغم أن منزل افراد اسرته يقع بالقطعة التي لا يشملها الحظر الكلي على منطقة الفروانية، إلا أنه يمر بشكل يومي على نقاط التفتيش للدخول والخروج منها، مشيراً إلى أنه يفخر جدا عندما يلمس تعامل افراد القوات المسلحة، الذين يراهم المواطن والمقيم للمرة الأولى في الميدان، خصوصا أن لدى الجميع فكرة ان عناصر الجيش لديهم حزم في التعامل.ولفت الرشيدي إلى انه مما زاد فخره برجال القوات المسلحة عاملهم المنضبط، وتوزيعهم المساعدات على الوافدين، وتبادلهم اطراف الحديث معهم، الأمر الذي خلق حالة من التفاهم بين النقاط الأمنية وسكان المنطقة.قلق كبير
بدوره، أوضح المقيم المصري مصطفى محمود أن بعض سكان الفروانية كان لديهم قلق كبير من فرض العزل على المنطقة، خوفا من الازدحام الشديد على الخدمات، وشراء الأغذية والمستلزمات اليومية، حيث كان حاضرا وقتها مشهد ازدحام المهبولة والجليب، ولله الحمد تم تدارك هذه المشكلة في الفروانية، مستطردا: "كل الخدمات والمواد الاستهلاكية والغذائية متوافرة، والأمور شبه طبيعية، والحياة عادية جدا داخل المنطقة باستثناء الخروج منها".وأضاف محمود: "لا توجد أي مشاكل، فالأسواق المركزية والجمعيات ومحطات الوقود والمخابز والبقالات متاحة، وتوفر كل شيء، لكن نتمنى أن تعود الأسواق والحياة إلى طبيعتها قريبا".وتابع: "نستطيع التحرك بحرية داخل الفروانية خلال فترة السماح من 6 صباحا حتى 6 مساء، والاطمئنان على الأهل، مع الالتزام بجميع الاحتياطات الوقائية والصحية.