أول العمود: دخول المرأة الكويتية سلك القضاء أنهى عقودا من التمييز العنصري ضدها، وهي قضية أنتهت منها دول عربية وإسلامية منذ زمن بعيد.***
استمعت كغيري لحديث سمو رئيس الوزراء في لقائه مع رؤساء تحرير الصحف، ولي بعض التعليقات والملاحظات:لم نعتد منذ سنوات على مثل هذه الطريقة في التحاور مع رؤساء الحكومات السابقة، ولم نعتد على الصراحة والتلقائية التي أبداها سموه، وفي ذلك إيجابية، في المقابل كانت الطموحات عالية والنِسب كبيرة (تركيبة سكانية بـ70 في المئة من المواطنين مقابل 30 في المئة من الوافدين)، كإعادة هيكلة الاقتصاد وغيرها.شَعُرت– وأتمنى أنه شعور خائب– أن الرئيس «وحيدٌ» في التصدي لما كشفه الوباء من فساد إلا من بعض الاستثناءات القليلة من الوزراء، هذا عدا عن انعدام وزن المؤسسة التشريعة في المشهد العام، وإذا ما انتظرنا خمسة شهور مقبلة لحين إجراء انتخابات برلمانية تليها وزارة جديدة فذلك يعني تأخيراً غير مبرر لإزاحة وزراء متقاعسين وغير مدركين لمآل الأمور الآن.كل ساعة تمر في زمن الوباء تُعَد من ذَهَب، لأنها وقود للإصلاح الحقيقي بسبب الدفع الشعبي المتعطش للإصلاح، لكن كلمة الرئيس بأن كل متطلبات الإصلاح بحاجة إلى إرادة أوصلتني إلى محصلة أن الرئىس «وحيدٌ» في المركب، وفي أحسن الأحوال مؤقت. كل كويتي يتمنى التوفيق للرئيس، لكن كلنا نتمنى أيضاً تجهيز أدوات إصلاح لما نستطيع فعله خلال ٥ شهور مثلاً، بالطبع هناك أمور عصيبة تحتاج وقتاً وإقناعا مجتمعيا ومواجهة مجاميع الضغط، لكن في المقابل هناك مسائل لا يجادل فيها أحد وسهلة التنفيذ بالمقارنة مع ملفات أخرى. فقد تبين الانكشاف في مسألة التصنيع الطبي وتأهيل الأراضي للزراعة الغذائية- وهي أمور استراتيجية- سهلة التنفيذ، وحتى تعديل التركيبة السكانية ليس بالموضوع المخيف الذي يعتقد الشعب الكويتي أن حكومته تتجنب حله لأنها لا تريد قلقاً مع حكومات دول المصدر، ومن الخطأ تصويب الحديث عن الجنسيات بقدر أن المطلوب إدخال كل ما نحتاجة فعلياً من تخصصات ومهن حقيقية للبلاد وبنسب يتم تقديرها أمنياً.هناك امتعاض شعبي من إطلاق الوعود، ولو قُدر لجهة عمل استبانة رأي حول الثقة بوعود الحكومة لكانت النتائج مفزعة.لقد أنهكنا الكويت كثيراً، وتعاملنا مع المال العام في كثير من الأحداث على أنه «عيادي»، وتساهلنا مجاملة مع أشخاص أهانوا البلد وشعبه ونظامه ودستوره، أما آن لهذا أن ينتهي؟
مقالات
الرئيس ورؤساء الصحف
07-06-2020