استعرض الفنان التشكيلي أسعد بوناشي، عبر حساب "Artmaas" في "إنستغرام"، موضوعا بعنوان "الجائحة في عقول الفنانين عبر التاريخ".

وسلط بوناشي، من خلال حديثه، الضوء على مجموعة من اللوحات الزيتية، وبعض الآثار في الأنثروبيولوجي، التي ناقشت قضية الأوبئة ووصفت الأحداث بأساليب مختلفة لفنانين وأساتذة كبار ولوحات خُلدت في التاريخ لقيمتها الفكرية، كما كان لها الأثر الأكبر في نقل وشرح الفترة الزمنية للوباء، وتم الحفاظ عليها في متاحف أوروبا وغيرها من المتاحف العظمى التي ساهمت في تقدير القيمة.

Ad

وقال بوناشي: "باتت قضية وباء كورونا المنتشر في هذا العصر قضية تسري في أذهان كل سكان المعمورة وتهددهم، فلم تترك أحدا على وجه الأرض الا زحفت إليه تلتوي من حولة كمجموعة من الاشباح تحيط بنا، لا ندرك اسبابها ولا علاجها ولا من أين أتت بالتحديد، أو إن كانت مؤامرة أم إرادة الطبيعة والقدر".

وأشار إلى أن هذه الظاهرة لا تقتل فقط، إنما تكشف عن الخداع البشري والخيانات والجبن والجشع، كما تكشف التخطيط السليم والشجاعة والولاء والتضحية وقيمة العلم في التصدي لهذه الأحداث ودراسة الطب بين أفراد المجتمع والدول.

الرؤية البصرية

وتطرق في حديثه إلى أن سجلات التاريخ باتت توثق أحداثا يشيب لها الرأس، وتم تدوين مئات الكتب التي تحدثت عن المآسي في الجوائح، والروايات التي دمرت العالم، مشيرا إلى أنه كان للفنان دور مهم في ترك البصمة وتوضيح الرؤية البصرية من خلال توصيل ما رأت عيناه من آلام ودمار أحدثتها هذه المخلوقات المجهرية عن طريق إبداع فكري مدمج بعقلية خيالية ورؤية فلسفية أو دينية، وهذه وظيفته وهذا ما كان يقدمه الفنان التشكيلي قبل ظهور الكاميرات والتقدم التقني، واللوحات التشكيلية كانت الوسيلة الأقرب لتصوير الأحداث وتسجيل اللحظة وتوثيقها ولنقل الأحداث للجيل القادم ولنشر الوعي والحذر.

وقدم تسلسلا دقيقا عن كيفية تناول الفنانين هذه الأوبئه في أعمالهم، وذكر نماذج مختلفة بطريقة مشوقة، ومنهم على سبيل المثال الفنان روبرت فاليت الذي رسم لوحة وباء مارسيليا عام 1665 الذي تفشى في أوروبا حتى قضى على سدس سكانها، وعند وصوله الى لندن خطف ما يقارب 65.000 من سكان لندن، حتى تم تسمية هذه الكارثة من قبل المؤرخين بوباء لندن، كأكثر الدول ضررا. صور الفنان روبرت لحظة وصول السفينة المحملة بالطاعون، ورغم أن تم تحذير التاجر ببقاء السفينة في الحجر الصحي فإن علاقاته كانت أقوى مع مدير الجمارك، ففتح أبواب السفينة وفتح ابواب جهنم على لندن.