في تصريحات من شأنها أن تؤجج العاصفة السياسية المحيطة بفيروس "كورونا" المستجد (كوفيدــ19) وأصله وأفضل الطرق للتصدي له، هدّد الرئيس البرازيلي اليميني المتطرّف جاير بولسونارو بانسحاب بلاده من منظمة الصحة العالمية احتجاجاً على "انحيازها العقائدي" في وقت أعلن نظيره دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تجاوزت الوباء.وانتقد بولسونارو منظمة الصحة لتعليقها التجارب السريرية لعلاج مرضى الفيروس بعقار "هيدروكسي كلوروكين"، وهدّد بالسير على خطى ترامب بالانسحاب من المنظمة.
وقال للصحافيين في برازيليا: "أقول لكم هنا إن الولايات المتحدة غادرت منظمة الصحة العالمية ونحن نفكر بذلك في المستقبل". وأضاف: "إما أن تعمل منظمة الصحة العالمية من دون انحياز عقائدي أو نغادرها نحن أيضاً".وبينما ارتفع إجمالي عدد حالات الوفاة بالبرازيل إلى 35026 حالة والإصابات إلى 645771 حالة، قالت الناشطة السويدية المعنية بالمناخ غريتا تونبري (17 عاماً) في مؤتمر صحافي عبر الفيديو، إن "حكومة بولسونارو فشلت بالتأكيد في مواجهة كورونا، كما حدث مع حكومات أخرى".وفي المكسيك تجاوزت حصيلة الوفيات في شركة النفط المملوكة للدولة "بيتروليوس ميكسيكانوس" وحدها 100 حالة.
ترامب
وفي الولايات المتحدة، التي سجلت أسوأ الأضرار مع 109 آلاف وفاة وقرابة 1.9 مليون إصابة، صرح ترامب بأن الاقتصاد يعود إلى الانتعاش. وقال للصحافيين أمام البيت الأبيض: "كان لدينا أقوى اقتصاد في تاريخ العالم، وهذه القوة أتاحت لنا تجاوز أسوأ مراحل الوباء الفظيع". وتابع: "اتخذنا جميع القرارات على نحو صحيح، قمنا بخطوة كبيرة نحو العودة إلى وضع ما كان قبل التفشي".ولفت ترامب إلى إحراز "تقدم هائل" في سبيل تطوير لقاح ضد الفيروس، قائلاً، إن مليوني جرعة من اللقاح جاهزة للاستعمال بعد انتهاء اختباراته.وأكد أنه ينوي "إعادة فتح البلاد"، مضيفاً أنه لا يفهم سبب إصرار حكام بعض الولايات على إبقاء القيود الصحية فيها.وأقرّ بأن إلغاء الإجراءات التقييدية قد يؤدي إلى "إعادة اشتعال نيران الجائحة"، متعهدا بـ"إطفائها على وجه السرعة".وفي أوروبا، حيث تواصل الدول الأكثر تضرراً بالوباء جهودها للعودة إلى الحياة الطبيعية، أوضح الاتحاد الأوروبي، أنه سيعيد فتح حدوده أمام المسافرين من خارج المنطقة مطلع يوليو، بعد أن أعاد عدد من دول الاتحاد فتح أبوابه أمام الزوار الأوروبيين، لكن هذا التفاؤل قابله تصريح للأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، قال فيه، إن التحالف يقوم بإعداد خطط محددة للاستعداد لمواجهة موجة ثانية محتملة من الفيروس.وأوضح ستولتنبرغ، أن "الهدف هو التحرك على نحو منسق في مكافحة الفيروس، ويتعين علينا أن ننسق خططنا على نحو يتيح مساعدة الدول الأعضاء في الناتو والدول الشريكة، المرتبطة على نحو وثيق بالحلف، بصورة أفضل وأسرع في مكافحة الفيروس".ماكرون
وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثات مع نظيره الصيني شي جين بينغ حول مكافحة "كورونا".وأعلن قصر الإليزيه أمس، أن ماكرون أعرب خلال محادثة هاتفية مع الرئيس الصيني، أمس الأول، عن إصراره على رد فعل دولي قوي إزاء الجائحة، مؤكداً أهمية الاقتصاد والدور الرئيسي والحتمي لمنظمة الصحة العالمية.أستراليا والصين
في غضون ذلك، رفضت أستراليا أمس، تحذيرات صادرة من بكين للمواطنين الصينيين بتجنب السفر إليها، بسبب الارتفاع المفترض في الحوادث بسب "عنصرية كورونا".وكانت وزارة الثقافة والسياحة الصينية أصدرت بياناً، أمس الأول، حذّرت فيه من "زيادة مقلقة في الآونة الأخيرة في أعمال التمييز العنصري والعنف ضد الصينيين والآسيويين في أستراليا، بسبب تأثير الوباء".وقال وزير السياحة الأسترالي سيمون برمنغهام أمس، إن "الزعم بوجود زيادة في الهجمات العنصرية لا يستند إلى أي أساس واقعي". أضاف: "تتمتع أستراليا بنجاح رائد عالمياً في الحد من انتشار الفيروس، وعندما تسمح المشورة الصحية، نتطلع إلى الترحيب مرة أخرى بالزوار من جميع الخلفيات إلى بلدنا الآمن والمضياف".ويدرس أكثر من مليوني طالب صيني في جامعات أسترالية، حيث يجلبون سنويا 12 8.3 مليارات دولار أميركي.الهند
وقبل يومين من تخفيف إجراءات العزل العام بعودة مراكز التسوق والمطاعم ودور العبادة لفتح أبوبها، سجلت الهند رقماً قياسياً للإصابات الجديدة في يوم واحد بلغ نحو 10 آلاف حالة أمس، ما جعلها تتخطى إيطاليا وتصبح السادسة على مستوى العالم في أكثر الدول التي تشهد تفشياً للمرض.وقال مايك ريان، كبير خبراء الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن عدد الإصابات في الهند يتضاعف كل ثلاثة أسابيع، لكن، لم يصل الوضع بالنسبة للمرض إلى حد الانفجار، لكن خطر حدوث ذلك موجود دائماً".مصر
وفي مصر ووسط ضغوط على المستشفيات الحكومية المخصصة للعزل الصحي، تواصلت أزمة المستشفيات الخاصة، إذ رفضت الأخيرة علاج حالات "كورونا" بسبب تسعيرة العلاج التي قدرتها وزارة الصحة بـ 10 آلاف جنيه في الليلة الواحدة بحد أقصى، بينما ترغب المستشفيات الخاصة في وضع تسعيرة خاصة بإمكانات كل مستشفى بما يتجاوز الرقم المعلن بمراحل، وهو ما تجلى في إعلان غرفة مقدمي الخدمات الصحية رفضها التعامل بالتسعيرة.روحاني
وفي طهران، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، إن حفل زفاف ساهم في ارتفاع جديد في عدد الإصابات، لكنه أصر على أن البلاد ليس أمامها خيار سوى أن تبقي اقتصادها مفتوحاً رغم تحذيرات من موجة ثانية من التفشي.وأضاف روحاني: "في موقع واحد، شهدنا ذروة في هذه الجائحة وكان المصدر حفل زفاف تسبب في مشكلات لمواطنين وطواقم طبية وخسائر للاقتصاد وللنظام الصحي في البلاد". ولم يذكر متى وأين أقيم ذلك الزفاف.وحذر مسؤولون في مجال الصحة من موجة ثانية من التفشي، لكنهم قالوا إن سبب الارتفاع في الحالات الجديدة ربما يعود لاتساع نطاق إجراء الفحوص.