تقرير ساكسو بنك: أهمية متزايدة للتعاون في «التحول الرقمي»
يعتبر التغيير الثابت الوحيد في الحياة، وقد اتضحت معاني هذه العبارة أكثر خلال تفشّي فيروس كورونا. وفي قطاع الخدمات المالية، يدفع هذا التغيير عجلة التحوّل الرقمي والتحسينات الضرورية في تجربة العملاء في الشرق الأوسط.وحسب تقرير لـ"ساكسو بنك"، وصلت شركات الخدمات المالية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولاسيما في دول مجلس التعاون الخليجي، إلى مرحلة حاسمة مقارنة بالأسواق المتقدمة في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية. وتدرك الحكومات اليوم مدى أهمية إنشاء مراكز مالية يتخطى دورها تنويع الاقتصاد، وتقليل الاعتماد على الإيرادات النفطية إلى تحسين المكانة العالمية للمنطقة.
وبفضل مركزي تسريع التقنية المالية في دبي وأبوظبي، تشهد الاستثمارات الإقليمية في مجال التقنيات المالية نمواً ملحوظاً بمعدل 64 في المئة، أي أكثر من ضعف المعدل العالمي 26 في المئة. ولا تدّخر حكومتا البحرين والمملكة العربية السعودية جهداً لاستقطاب شركات التقنية المالية وتعزيز سبل التعاون في مجال الخدمات المالية. وضماناً لاستدامة وجودها على المدى البعيد، ينبغي على الشركات المتخصصة بالخدمات المالية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الاستفادة من التوجه المتزايد نحو الحلول الرقمية، والسلوكيات المتغيرة للعملاء لتعزيز سوية ابتكار عروضها. وفي دول مجلس التعاون الخليجي، يستخدم أكثر من 70 في المئة من السكان هواتف ذكية، ما يمثل فرصة كبيرة للشركات ذات التفكير التقدّمي لطرح المزيد من الخدمات الرقمية المميزة.ولم يعد عملاء الخدمات الاستثمارية وإدارة الثروة راضين عن الاستثمار على الصعيد المحلي، ويزداد بحثهم عن الخدمات العالمية وسبل الوصول إلى الأسواق الدولية من خلال مزوّد واحد. ولتوفير خدمات بمستوى عالمي، ينبغي أن توسّع الشركات عروضها وتستثمر في التقنيات التي تعزز سلاسة التجربة التي يخوضها العملاء، وتوفر عرضاً عالمياً حقيقياً. لكن، ما هي السبل التي تتبعها البنوك والمؤسسات المالية لتزويد عملائها بمنتجات وخدمات تعكس الرحلة الرقمية دائمة التغير دون التأثير على النفقات الرأسمالية ونفقات التشغيل؟يعتبر التعاون الوسيلة الوحيدة الفعّالة التي يمكن أن تعتمد عليها الشركات للنهوض بأعمالها، ما لم تكن شركات متعددة الجنسيات بموارد ضخمة. ويجب على المؤسسات المالية استكشاف سبل الشراكات الخارجية للابتكار، وتطبيق تغييرات تقنية، وإجراء تحسينات على تجربة العملاء مع زيادة الاستهلاك الرقمي في مرحلة ما بعد كوفيد-19.