مصر تتأهب لتدشين متاحف جديدة بعد ذروة فيروس كورونا
تضم قطعاً أثرية نادرة وأبرزها متحف شرم الشيخ ومتحف المطار» والمركبات الملكية في مدينة بولاق
تتأهب مصر لإعادة فتح متاحفها المغلقة، إلى جانب افتتاح عددٍ آخر من المتاحف والمواقع الأثرية الجديدة، وذلك بعد عبور البلاد أزمة فيروس كورونا المستجد، التي قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي خالد عبدالغفار، في تصريح سابق، إنها ستصل إلى الذروة في 28 مايو. وقد تنامت أعداد الإصابات بالفعل خلال الأسبوع الماضي، كما توقع انتهاء الأزمة بحلول منتصف يوليو المقبل.
يعلق عشاق الآثار في مصر آمالاً عريضة على تجاوز أزمة فيروس كورونا، في منتصف يوليو المقبل، لإعادة افتتاح الأماكن والمزارات الأثرية، وكذا افتتاح عدد آخر من المتاحف التي يجري تجهيزها حالياً ونقل العديد من القطع الأثرية الفرعونية النادرة إليها.التصريح الباعث على التفاؤل لوزير البحث العلمي المصري، خالد عبدالغفار، دفع مسؤولين حكوميين آخرين إلى ترتيب الأوراق من جديد، استعداداً لاتخاذ خطوات تخفيف إجراءات الإغلاق، التي سبق أن اتخذتها الدولة لمواجهة تفشي جائحة كورونا، ومن بين هؤلاء وزير السياحة والآثار خالد العناني، الذي وجه أخيراً بضرورة الالتزام بالجدول الزمني المحدد للافتتاحات الخاصة بالمتاحف الجديدة، والاستعداد لمرحلة إعادة فتح المتاحف والمواقع الأثرية للزائرين، وفقاً لضوابط السلامة الصحيّة المعتمدة، لإقامة عنصر جذب فريد ومتميز للمقاصد السياحة الثقافية في مصر.واستعرض الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، خطة الافتتاحات الأثرية خلال الفترة الزمنية المقبلة، خلال اجتماع مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار نهاية الأسبوع الماضي، برئاسة العناني.
وأكد وزيري التزام المجلس بالانتهاء من مشروعات ترميم وتطوير هذه المناطق والمتاحف وجاهزيتها للافتتاح وفقاً للجدول الزمني المحدد لها مسبقاً.وتشمل هذه الافتتاحات متاحف كل من العاصمة الإدارية الجديدة وشرم الشيخ وكفر الشيخ والمركبات الملكية في بولاق والمتحف القومي للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط ومطار القاهرة الدولي وقصر البارون بحي مصر الجديدة.
متحف شرم الشيخ
وفي هذا الإطار، كان متحف شرم الشيخ استقبل قبل أيام ثلاثة قطع أثرية كبيرة من المتحف المصري الموجود في ميدان التحرير بقلب العاصمة المصرية، وذلك ضمن سيناريو العرض المتحفي الخاص به، تمهيداً لافتتاحه قريباً. وقال رئيس اللجنة العليا لسيناريو العرض المتحفي، علي عمر، إن تلك القطع شملت مركبي دهشور الخشبيين وتمثالاً لقرد البابون واقفاً في وضع التهليل لشروق الشمس، لافتاً إلى أن المراكب يبلغ طولها أكثر من 10 أمتار وعرضها 2.30 متر، وهي تخص الملك سنوسرت الثالث من الدولة الوسطى.ومن المقرر أن يتم عرضهما داخل قاعة مخصصة لهما في المتحف، في حين أوضح رئيس قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار، مؤمن عثمان، أن هذين المركبين جرى اكتشافها بجوار هرم سنوسرت الثالث في منطقة دهشور، وتم نقلهما إلى المتحف المصري في التحرير وإعادة تركيبهما وعرضهما منذ عام 1910.وقد تم نقلهما باستخدام أحدث الأساليب العلمية المتبعه لضمان سلامتها والحفاظ عليها أثناء عملية النقل، حيث تم نقل المركبين باستخدام شاسيه معدني مصنوع من الـ"استانلس ستيل" لسهولة تحريكهما ورفعهما في أمان من دون المساس بجسمي المركبين الخشبيين.متحف المطار
من ناحية أخرى، استقبل متحف مطار القاهرة الدولي في صالة (3) مجموعة من القطع الأثرية قادمة من مخازن كل من المتحف المصري بالتحرير ومتحف السويس القومي تمهيداً لافتتاحه الوشيك.وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، أن عملية النقل تمت طبقاً للطرق العلمية المتعارف عليها دولياً، وجرى إعداد تقرير حالة خاص لكل قطعة، بالإضافة إلى تغليف كل مومياء على حدة داخل صناديق معدة ومجهزة لهذا الغرض ومبطنة بـ"الفوم المقوى" تتفق وطبيعة المادة الحسّاسة، وتم تدعيم كل قطعة بأحزمة ربط منعاً لأي اهتزازات في أثناء عملية النقل.وقال رئيس قطاع المتاحف، مؤمن عثمان، إن القطع بلغ عددها 12 قطعة جرى اختيارها من قِبل اللجنة العليا لسيناريوهات المتاحف لإثراء العرض المتحفي، وشملت ثلاث مومياوات مزينة بـ"كرتوناج" مذهب ورسومات ملونة كانت في مخازن المتحف المصري بالتحرير، ومجموعة أخرى من الأواني الكانوبية وتمثال للإلهة إيزيس مصنوع من خامة البرونز، إلى جانب تماثيل أخرى صغيرة تعود إلى العصرين اليوناني والروماني جُلِبت من متحف السويس القومي.وأشار عثمان إلى أن متحف المطار تم نقله إلى مكان آخر أكبر مساحة في الصالة نفسها رقم (3)، بما يلائم عرضاً متحفياً شائقاً، ليصبح ذلك عنصراً جاذباً داخل المطار للزائرين والوافدين، وجار العمل أيضاً على إقامة متحف آخر داخل صالة (2) في المطار على مساحة 150 متراً.
مركبان للملك سنوسرت الثالث و3 مومياوات مزينة أهم القطع الأثرية