رفعت أندية "الخطر"، المهددة بالهبوط من الدوري الممتاز لكرة القدم، وبعض أندية الدرجة الأولى، التي تجد صعوبة في العودة إلى الأضواء، شعار المصالح الخاصة فوق مصلحة الرياضة الكويتية، متجاهلين العواقب والحاجة الماسة لتجهيز المنتخبات خلال الفترة المقبلة، والتي تتطلب، من دون تراخ أو تباطؤ، عودة النشاط في أسرع وقت، وتذليل كل العقبات لمواكبة العالم، الذي بدأ يتعافى من أزمة فيروس كورونا.

وتسير الجهود الحكومية في هذا الملف على أعلى درجات العمل الجاد، من أجل عودة الرياضة الكويتية من دون تأخير، لمواكبة المنافسات الدولية، وضمان ممارسة الشباب الكويتيين حياتهم الطبيعة، مع فرض كل المحاذير التي تضمن السلامة العامة.

Ad

ومن المقرر أن يحسم مجلس الوزراء اليوم أمر عودة النشاط يوم 28 الجاري، على أن تكون المنافسات متاحة في سبتمبر، بعد أن أثمرت خطط اللجنة الثلاثية المشكلة من وزارة الصحة وهيئة الرياضة، واللجنة الأولمبية عن خطط واضحة تعزز هذا التوجه.

ووجدت تلك الأندية ذريعة الفيروس للعب من ورائه لتحقيق أهداف ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، بالمناداة بضرورة الحفاظ على صحة الرياضيين، التي ستتحقق من وجهة نظرهم بإلغاء منافسات الموسم المنقضي، وعودة دوري الدمج، حتى لو كانت بداية المنافسات كما هو محدد سلفاً في سبتمبر المقبل!

ولم تقدم تلك الأصوات، التي تنادي بإلغاء الموسم المنقوص، الذي تتبقى فيه 4 جولات بالدوري الممتاز، إلى جانب منافسات بطولة كأس الأمير، التي تقام بنظام خروج المغلوب، وهو ما يمكن إنجازه في شهر ونصف على أبعد تقدير، أي خطط بديلة لتجهيز المنتخب الأول المقبل على مواجهات حاسمة في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لمونديال قطر 2022، وكأس آسيا 2023، مؤكدين أن اختيارات توليفة الأزرق محسومة، وليس هناك ما يستدعي عناء بدء المنافسات، ليتسنى للجهاز الفني الوقوف على مستوى اللاعبين وجاهزيتهم لموقعتي الحسم في مشوار التصفيات أمام أستراليا والأردن.

ملف المحترفين

ووجدت أندية الخطر أن صعوبة استقدام محترفين، خلال الفترة المقبلة، نظرا لتعليق رحلات الطيران، من بين الأسباب التي توجب إنهاء الموسم، والعودة إلى دوري الدمج، متناسين أن بارقة الأمل موجودة في فتح الأجواء منتصف يوليو المقبل، أي قبل بدء منافسات الموسم في الموعد المحدد قبل أكثر من شهر ونصف من بدء المنافسات.

البداية في سبتمبر والنهاية آخر مايو

وضعت لجنة المسابقات الخطوط العريضة لرزنامة الموسم الجديد، على أن تبدأ المنافسات في سبتمبر المقبل، بمباريات الموسم المنقوص، لتستمر المنافسات حتى 30 مايو المقبل.

وحسب مصدر، فإن الابتعاد عن بداية الموسم في سبتمبر قد يجبر اتحاد الكرة على تأجيل الموسم إلى ما بعد يناير المقبل، نظراً لارتباطات الأزرق في شهري أكتوبر ونوفمبر، وأولمبياد الخليج في ديسمبر المقبل، وبطولة غرب آسيا في يناير المقبل.

لماذا المنافسات في سبتمبر؟

تتعدد الأسباب التي من شأنها أن تعزز بداية الموسم الرياضي في سبتمبر المقبل، لاستكمال ما نقص من الموسم الماضي، والدخول بعدها في منافسات الموسم الجديد، فإلى جانب تجهيز المنتخب للمنافسات الآسيوية، وارتباط الأزرق بمباريات في شهري أكتوبر ونوفمبر المقبلين، فإن رزنامة الموسم المقبل تبدو مكتظة بمشاركات كثيرة، أهمها دورة الألعاب الخليجية، والتي تم ترحيلها من أبريل الماضي، كذلك فإن الكويت مقبلة على المشاركة في دورة "غرب آسيا"، إلى جانب ارتباط الكويت والقادسية بالمشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي.

اتحاد القدم على المحك

لاشك أن اتحاد القدم أمام امتحان جاد في الموسم الجديد، ويقف على المحك في مواجهة المساعي الفردية للمصالح الخاصة لبعض الأندية، وعليه أن يتحلى بالمسؤوليات الأدبية والأخلاقية بالحفاظ على مبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية واستكمال الموسم، والرياضية بتوسيع دائرة المشاركات، فبداية اللعب في سبتمبر وضغط المباريات بالموسم الجديد من شأنه أن يصب في مصلحة اللاعب الكويتي بزيادة مشاركاته، وهو ما يصب في تطوير مستواه، ومن ثم خدمة المنتخبات، كذلك فإنه مطالب بتقنين المشاركات بإبعاد المنتخب الأول عن مشاركات وهمية للباحثين عن التتويج، كالمشاركة في بطولة "غرب آسيا".

وفيما يخص المشاركة في أولمبياد الخليج المقبلة، فإن الاتحاد مطالب بضرورة التنبيه على الأندية بخوض المنافسات من دون لاعبي المنتخب الأولمبي، وهو أمر معمول به في كل العالم.

وأخيراً، فإن التحديات التي تنتظر الرياضة الكويتية وكرة القدم في الموسم المقبل كثيرة، وعلى الجميع التكاتف، ووضع مصلحة الرياضة الكويتية فوق كل اعتبار بعيداً عن المصالح الضيقة.