العالم ما بعد «كورونا»
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
ملامح آثار هذه الجائحة عصفت بأكثر الدول انضباطاً وقدرة على التحمل، وما يحدث في أميركا من فوضى وإضرابات إلا واحد من الأمثلة الحيّة، ولم تكن لتحصل بسبب مقتل رجل أسود على يد شرطي أبيض فقط، بل هذه الحالة تتكرر كل يوم سواء في أميركا أو غيرها، لكنها الشرارة التي أيقظت الشعوب، فيكفيك أن تعرف أن هذا الوباء قد تسبب في إخراج أكثر من 20 مليون مواطن أميركي عن العمل، والحال ينسحب على بقية الدول، وربما الوضع أسوأ بكثير مما نظن. العالم كله يعاني أزمة اقتصادية شلت معظم القطاعات الصناعية والزراعية والتجارية والسياحية وحركة الطيران وصناعته، وهوت بأسعار النفط إلى أدنى مستوياتها، وأوقفت المصانع، والنتيجة عشرات الملايين فقدوا وظائفهم، والمؤشرات تقود إلى كساد اقتصادي وبطالة غير مسبوقة في التاريخ البشري.الكويت ليست بمعزل عن هذه الآثار ولا عن تداعيات أزمة كورونا، لكن أوضاعها ليست بالسوء ذاته إذا ما نظرنا إلى الفرص المتاحة أمامها، شريطة أن يحدث القائمون عليها تغيراً نوعياً في فلسفتها الاقتصادية، وأن يكون تصدير النفط الخام آخر اهتماماتها، والبدء بإصلاحات اقتصادية حقيقية تكون بعيدة عن جيب المواطن، من خلال تفعيل الرقابة وتعزيز المشاركة الشعبية كي تصل إلى نهضة ورفاهية اجتماعية حقيقية يكون المواطن فيها شريكاً في القرار وشريكاً في المسؤوليات.الخلاصة:«قيادي غاية همه معالجة وحل المشاكل الآنية لا يسعى إلى التطوير واقتناص الفرص وجوده من عدمه واحد، فهو مثل ساعة الرولكس غالي الثمن لكنه لا يقدم ولا يؤخر».ودمتم سالمين.