سورية: إقفال محال والاحتجاجات المعيشية تتجدّد
• الليرة تواصل «السقوط الحر»
• مناوشات محدودة في إدلب وحلب ترفع التوتر
عادت السخونة إلى الساحة السورية، مع اقتراب سريان العقوبات الأميركية، وفق «قانون قيصر»، فقد تجددت التظاهرات المعيشية مع بدء ارتفاع الأسعار، وتردّي الأحوال المعيشية، في وقت واصلت الليرة سقوطها الحر، مسجلة أدنى سعر صرف في تاريخها.
مع اقتراب سريان "قانون قيصر"، الذي يفرض عقوبات أميركية قاسية على الحكومة السورية والمتعاملين معها، خصوصاً في إيران والعراق ولبنان، تجددت الاحتجاجات، أمس، على تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية، بينما شهدت المحال التجارية المختلفة في عدد كبير من المحافظات السورية، إقفالاً عاماً، مع تواصل الانهيار الكبير لليرة السورية المتواصل في الأيام الأخيرة.ونقل موقع "النشرة" اللبناني، المقرب من دمشق عن مصادر في سورية، أن "الأسواق السورية شهدت ارتفاعاً كبيراً في أسعار جميع الأصناف، وصل بعضها إلى ثلاثة أضعاف، وتوقفت الحركة في الأسواق".بدوره، أفاد موقع "صوت العاصمة" السوري، بأن "أغلبية المحال التجارية العاملة في بيع الجملة، بأسواق الحريقة ومدحت باشا، والبزورية بالعاصمة دمشق، أغلقت بسبب الهبوط الكبير في سعر صرف الليرة".
ونقل الموقع عن بعض التجار قولهم، إن "إغلاق المحال في الوضع الحالي يعتبر أقل ضرراً من خسارة ثمن البضائع الموجودة لديهم في المستودعات، لأنهم سيبيعون اليوم بسعر، وسيشترون غداً بسعر أعلى، وهو ما سيعرضهم لخسارة كبيرة".يشار إلى أن شبكات إخبارية موالية للحكومة، بثت صوراً امس، تظهر أسواقاً في مدينة طرطوس واللاذقية مغلقة وخالية من الناس، قائلةً "إن الأسباب ما زالت مجهولة".
الصيدليات
وفيما يتعلّق بأسعار الدواء، نقلت "النشرة" عن المصادر نفسها، أن "الصيدليات رفعت أسعار الأدوية بشكل كبير قبل أن تغلق أبوابها بسبب فقدان عدد من الأصناف، والتفاوت في الأسعار، فيما انقطعت أهم الأدوية التي يحتاج إليها مرضى الضغط والسكري والربو والسرطان، وغيرها من الأمراض المزمنة"، مع استمرار انهيار الليرة السورية، أمس، تباعا لتسجل نحو 3000 ليرة مقابل الدولار الواحد.وتراجع الدولار في سورية منذ ديسمبر الماضي، من 650 ليرة إلى 3000 ليرة مقابل الدولار الواحد، وسط شح كبير بالدولار.وحسب وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، فإن سبب تراجع سعر صرف الليرة يعود إلى 3 عوامل رئيسية: أولها حالة عدم اليقين في ظل تفشي "كورونا" حول العالم، وثانيها مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة لأحد أكبر رجال الأعمال السوريين رامي مخلوف، وتعيين حارس قضائي على شركة "سيرياتيل"، وثالثها العقوبات الأميركية المدرجة تحت "قانون قيصر".تظاهرات السويداء
في غضون ذلك، لليوم الثاني على التوالي، تجدّدت التظاهرات في محافظة السويداء بجنوب سورية، أمس، مطالبة بـ"إسقاط النظام"، ورحيل الرئيس بشار الأسد، اعتراضا على تردي الأوضاع المعيشية، مع الهبوط الحاد بسعر صرف الليرة. وتجمع العشرات أمام مبنى المحافظة وسط المدينة، رافعين شعارات تندّد بالوضع الذي وصلت إليه البلاد.ونشر موقع "السويداء 24" المعني بنقل أخبار المحافظة عبر موقع "فيسبوك"، محتجين يطالبون أيضاً بخروج كل من روسيا وإيران من سورية.وكانت السويداء شهدت، أمس الأول، خروج تظاهرة احتجاجية مماثلة.وفي أول تعليق رسمي، قال محافظ السويداء همام الدبيات، لإذاعة المدينة "إف إم": "يتم التواصل مع المحتجّين، للاستماع إلى المطالب المنطقية، وهناك من يخرج عن الإطار العام، ويتم التواصل مع الجهات المعنية لمتابعة هذا الأمر".وأفيد عن استقدام تعزيزات عسكرية إلى محيط مبنى محافظة السويداء، بعد خروج التظاهرة.يذكر أن السويداء من المحافظات التي شهدت انفلاتا أمنيا على مدار السنوات القليلة الماضية، إذ انتشرت مجموعات مجهولة مسلحة نفذت العديد من عمليات القتل والخطف والنهب، ما أسفر عن توجيه المواطنين سهام الانتقاد نحو الأجهزة الأمنية، متهمين إياها بالتقصير بالقيام بواجبها لحمايتهم.ريف دمشق
وأفاد موقع "صوت العاصمة"، بأن تظاهرة شعبية خرجت، مساء أمس الأول، في ريف دمشق تنادي بإسقاط نظام الرئيس بشار أسد.وحسب الموقع، فإن "تظاهرة شعبية خرجت في بلدة زاكية غرب دمشق، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية وتدهور الوضع الاقتصادي".وأكدت مصادر محلية خاصة لموقع "أورينت نت" المعارض المقرب منن الإسلاميين، أنه "تمّ تفريق تظاهرة أخرى نظمها مدنيون في ضاحية دمّر بريف دمشق بالرصاص الحي، وسط غليان الشارع، من جراء الوضع المعيشي المتردي، والانهيار المتلاحق لليرة مقابل العملات الأجنبية".وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أعلن أمس الأول انه رصد "خروج تظاهرات معيشية في مدينتي إدلب والسويداء وبلدة طفس في درعا".ميدانياً، أفاد "المرصد" بحصول اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة على محاور ريف حلب الغربي، إثر محاولة تسلل نفذتها القوات الحكومية على محور كفرعمة.وكانت القوات النظامية قصفت بالمدفعية الثقيلة قرى كنصفرة والفطيرة وبينين والرويحة في ريف إدلب الجنوبي، ما دفع بالفصائل المقاتلة الى الرد بقصف مماثل.وتشهد جبهات القتال، ونقاط التماس استقدام الفصائل العاملة في منطقة "بوتين - إردوغان" تعزيزات عسكرية في المنطقة الممتدة من ريف اللاذقية وصولا إلى ريف حلب، تحضيرا لعمل عسكري مرتقب، حسب "المرصد".الى ذلك، كشف "المرصد" أن مجموعات منضوية ضمن غرفة عمليات "وحرض المؤمنين"، بدأت أمس مهاجمة قريتي الفطاطرة والمنارة بسهل الغاب، الخاضعتين لسيطرة القوات الحكومية في ريف حماة الشمالي الغربي، على مقربة الحدود الإدارية مع جبل الزاوية، مشيرا الى أن المجموعات "استهلت هجومها العنيف بقصف مكثف، وسط اشتباكات عنيفة".
الصيدليات رفعت أسعار الأدوية بشكل كبير قبل أن تغلق أبوابها بسبب فقدان عدد من الأصناف