في ظل أجواء العطلة الصحية التي يعيشها الطلبة بسبب تداعيات فيروس كورونا، أكدت جموع طلابية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب أن تأجيل الدراسة إلى شهر أغسطس المقبل خلف وراءه أضرارا مست المسيرة الدراسية، منها تأخر العديد من الطلبة عن تخرجهم وخروجهم عن الأجواء الدراسية قرابة أربعة أشهر، متسائلين: من المسؤول عن تأخر تخرجنا؟ ولماذا لا تطبق إدارة الهيئة الحلول المطلوبة لمعالجة تعطيل الدراسة؟!وقال الطلبة، لـ"الجريدة"، إن عودة الطلبة في أغسطس المقبل تبقى في إطار الاحتمالات، فإذا كانت الأجواء الصحية سيئة فمن الممكن أن يتم تأجليها مرة أخرى، متسائلين: لماذا لا يتم إدراج التعليم عن بعد، واستئناف الدراسة بأسرع وقت خلال الشهر الجاري؟! لافتين إلى أن كليات ومعاهد الهيئة لديها القدرة على تطبيق آلية التعليم عن بعد دون أي مشاكل.
بداية، ذكر رئيس الاتحاد العام لطلبة ومتدربي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ضاري الشمري: "على الرغم من تعطيل الدراسة في الجامعة والتطبيقي فإن الجامعات الخاصة في ظل الأزمة الصحية استأنفت الدراسة عبر التعليم عن بعد، ولم تواجه أي مشاكل، فلماذا لا تتم الاستفادة من تجربتها؟!"، مشيرا إلى أن الاتحاد على تواصل مع وزير التربية وزير التعليم العالي د. سعود الحربي، وإدارة الهيئة، وعرض مقترح إدراج التعليم عن بعد بأسرع وقت.وأشار الشمري إلى أن الكثير من الطلبة على مشارف التخرج، ولم يتبق لهم الا مقرر التدريب الميداني، ولكن الازمة الصحية عطلت العديد من الوزرات والمؤسسات الحكومية، فما الحل لمواجهة مصير تخرج طلبة الميداني؟!وأفاد بأن "التطبيقي" لديها إمكانيات لتطبيق التعليم عن بعد دون أي مشاكل، فالعملية لن تحتاج سوى تنظيم الوقت وإدراج البرنامج الإلكتروني الذي سيتم الاعتماد عليه خلال فترة الشرح، وضغط باقي الفصل الدراسي لمدة شهر.وشدد على ضرورة إدراج التعليم عن بعد حتى لا يكون هناك ضغط خلال الفترة المقبلة، وخاصة بعد فتح المجال لالتحاق الطلبة المستجدين بالدراسة في تخصصات التطبيقي، فكل هذه النقاط يجب أن تضعها الهيئة في عين الاعتبار.
أجواء الدراسة
من جانبه، أكد الطالب علي العليان، تخصص هندسة البترول في كلية الدراسات التكنولوجية، ضرورة تدشين التعليم عن بعد بأسرع وقت، مشيرا إلى أن تأخير استئناف الدراسة قرابة أربعة أشهر ليس من مصلحة الطلبة، فالدول المجاورة طبقت التعليم عن بعد، وانجزت المهام الدراسية دون أي مشاكل، فلماذا لا تطبق الكويت ذلك على "التطبيقي" أسوة بقرار مجلس الجامعات الخاصة، الذي سمح للجامعات الخاصة في الكويت باستئناف الدراسة دون اي مشاكل، لدرجة ان أغلب الطلبة فيها أشادوا بهذا التوجه، وعبروا عن ارتياحهم الشديد دون ضياع مستقبلهم الدراسي.غير منطقي
بدوره، ذكر طالب الهندسة الميكانيكية في كلية الدراسات التكنولوجية سعد المطيري أن تأجيل الدراسة إلى شهر أغسطس المقبل أمر غير منطقي، على الرغم من وجود طرق أخرى مثل تدشين التعليم عبر اونلاين، مما يساهم في القضاء على الهاجس الذي ينتاب الطلبة الذين أصبح مصيرهم معلقا دون علم في احتمالية عودة الدراسة التي ترتبط بالأوضاع الصحية في البلاد.وشدد المطيري على ضرورة استغلال الوقت الضائع وهم في الحظر المنزلي باستكمال الدراسة عبر التعليم عن بعد.التخصصات الفنية
أما الطالب حمود لافي من المعهد العالي للطاقة فأشار إلى أن المعهد يتمتع بآلية متطورة في تدريب الطلبة على الدراسة عن بعد، أما دراسة التخصصات الفنية فتكون على شقين: الدراسة النظرية تكون عبر اونلاين، والعلمية عبر إرسال فيديو مصور حولها.وتمنى لافي أن تكون هناك آلية لتطبيق التعليم عن بعد من قبل إدارة الهيئة بأسرع وقت، "لأن التأخير يضيع مصالحنا في التوظيف مستقبلا، خاصة أن هناك العديد من الطلبة على أبواب التخرج".نسيان المعلومات
من جهته، اشار طالب تخصص مختبرات كيمياء تطبيقية في كلية الدراسات التكنولوجيا سلطان المنصور الى ان عملية توقف الدراسة كسرت الروتين الدراسي ونسيان المعلومات خلال الفترة الماضية.ولفت المنصور الى ان الطالب يحتاج الى تأهيل لاستسقاء المعلومات مرة اخرى، مناشدا ادارة الهيئة اتخاذ اجراءات تهم مصلحة الطلبة من خلال تدشين التعليم الالكتروني في الوقت الحالي لانه يحل العديد من المشاكل ابرزها اعادة الحياة الدراسية للطلبة.تجارب... وتقنية الإنترنت
أكد طالب هندسة الاتصالات في كلية الدراسات التكنولوجية محمد منسي ضرورة الاستفادة من تجارب الجامعات الخاصة في تطبيق التعليم عن بعد، خاصة ان طلبة الجامعات الخاصة ينتظرون قرارا لإدراج التعليم عبر اونلاين بالفصل الصيفي بعد انجازهم الفصل الثاني بنجاح، فلماذا تتأخر مصالحنا مقابل صدور قرارات التعليم عن بعد؟!من جهته، ذكر طالب تخصص معلم حاسوب في كلية التربية الاساسية مساعد الطوالة ان الكثير من الكليات لديها اقسام او ادارات تختص بتقنية الحاسب الآلي والانترنت، فلماذا لا تتم الاستعانة بهم لتدريب الاساتذة والطلبة على التعليم عن بعد، حتى يطبق على ارض الواقع بأسرع وقت ممكن؟