أظهر تقرير إرنست ويونغ "EY" للاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نمو حجم وقيمة صفقات الاكتتابات العامة خلال الربع الأول من عام 2020 في المنطقة، حيث تم تسجيل أربع صفقات من بينها إدراج صندوق استثمار عقاري واحد، مما رفع إجمالي العائدات إلى 814.2 مليون دولار، بزيادة بلغت 14 ضعفاً مقارنة بنحو 57.6 مليوناً من العائدات من اكتتاب عام واحد في الفترة نفسها من العام الماضي.وحافظ نشاط الاكتتابات العامة العالمية على ارتفاعه في الربع الأول من عام 2020، إذ سجّل 235 صفقة بقيمة 28.5 مليار دولار في ذلك الربع، مقارنة بـ 15.1 مليار دولار في الفترة نفسها من العام السابق.
وتعليقاً على نشاط الاكتتابات العامة، قال ماثيو بنسون رئيس خدمات استشارات الصفقات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى "EY": "بدأ هذا العام بتفاؤل كبير وتوقعات واعدة لسوق الاكتتابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وعلى إثر الاهتمام الكبير الذي حظي به الاكتتاب العام لشركة "أرامكو" السعودية، شهدنا زيادة ملحوظة في عدد الشركات التي تسعى إلى الإدراج في بورصات دول مجلس التعاون الخليجي". وأضاف بنسون أن تراجع النمو الاقتصادي والاضطراب الذي أصاب مختلف القطاعات جراء تفشي وباء "كوفيدـ19"، فضلاً عن تراجع الطلب على النفط وانخفاض أسعاره، أجبر جهات الإصدار على إعادة النظر في الجداول الزمنية وتأجيل عمليات الإدراج في البورصة؛ وهي خطوة حكيمة نظراً إلى حركة السوق الحالية، ومع ذلك، تواصل جهات الإصدار المحتملة البحث عن مصادر جديدة لرأس المال، مدفوعةً في بعض الأحيان بالأوضاع الراهنة في السوق".
السعودية تقود نشاط «الاكتتابات» وعُمان ومصر تنضمان إليه
قادت الشركة السعودية للكهرباء نشاط الاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بتسجيل إدراجين في الربع الأول من عام 2020، بلغ صافي عائداتهما 748.7 مليون دولار. وحققت مجموعة د. سليمان الحبيب للخدمات الطبية عائدات بقيمة 700.9 مليون دولار (السوق الرئيسي) بإصدار 15 في المئة من أسهمها، بينما حققت شركة "سمو" العقارية عائدات بقيمة 47.8 مليون دولار (السوق الموازي/نمو) بإصدار 30 في المئة من أسهمها.واحتلت السوق المالية السعودية "تداول" (أكبر بورصة في الشرق الأوسط حالياً) المركز التاسع عالمياً من حيث القيمة السوقية نتيجة إدراج شركة أرامكو السعودية. وكان الحدث البارز في هذا الصدد قرار المملكة تخفيض ميزانيتها لعام 2020 بسبب الظروف الاقتصادية الناجمة عن تفشي وباء "كوفيد-19" وانخفاض أسعار النفط.وفي سلطنة عُمان، قام صندوق أمان للاستثمار العقاري (أمان ريت)، بتعويم 50 في المئة من أسهمه في سوق مسقط للأوراق المالية في صفقة بقيمة 52.5 مليون دولار في يناير 2020.وفي مصر، حققت شركة إيميرالد للاستثمارات العقارية عائدات بقيمة 13 مليون دولار في فبراير 2020 بطرح 28 في المئة من أسهمها مسجّلةً نسبة اكتتاب عالية بلغت 134 في المئة.وكان متوقعاً لسوق رأس المال المصري طرح ما لا يقل عن 14 شركة للاكتتاب العام في عام 2020، لكنه شهد تأخيراً في خطط الإدراج جراء تأثيرات "كوفيد-19" على أسواق الأسهم المحلية والعالمية.معايير إضافية
اعتمدت بورصة البحرين قواعد إدراج جديدة، ومنحت للشركات المدرجة حالياً في السوق فترة سماح مدتها ثلاثة أشهر لتعديل أوضاعها وفق المتطلبات الجديدة.وعززت الكويت أسواقها المالية بخصخصة بورصتها في ديسمبر 2019، وإطلاق مؤشر "رئيسي 50" (the BK Main 50 Index). فيما قد تؤدي ترقية تصنيف الكويت من سوق ما دون ناشئ إلى سوق ناشئ في عام 2020، إلى جذب تدفقات غير نشطة بمليارات الدولارات.وفي هذا السياق، قال غريغوري هيوز رئيس خدمات الاكتتابات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى "EY": "لاحظنا أن أسواق رأس المال في عموم المنطقة أتاحت هامشاً إضافياً للشركات العامة خلال فترة وباء "كوفيدـ19". وليس متوقعاً لأسواق الاكتتابات العامة أن تنتعش بسرعة في الربعين الثاني أو الثالث من عام 2020، لكننا نعلم أن العديد من الشركات تستعد لطرح الاكتتابات بعد هذه الفترة. وسوف يستمر توجه المستثمرين نحو توخي الحذر، نظراً للتقلبات الكبيرة في الأسواق وانعدام اليقين بشأن المستقبل، بما في ذلك الآثار الناجمة عن وباء "كوفيدـ19" وأسعار النفط والانتخابات الرئاسية الأميركية وغيرها".