في برنامج السيمنار الإلكتروني على برنامج زوم، الذي نظمه قسم التاريخ والآثار في كلية الآداب بجامعة الكويت، وقدمه الاستاذ الدكتور السيد أحمد محفوظ، شارك مدير إدارة الآثار والمتاحف لدى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. سلطان الدويش، بمحاضرة بعنوان "أختام حضارة دلمون بين البحرين وفيلكا.

وقال د. الدويش إن البحرين وفيلكا كانا المركزين الرئيسين في حضارة دلمون، وتركزت فيهما الكثير من المواد الأثرية، وتحدث عن نشأة منظومة العلاقات الدولية وأن الاختام لها علاقة بالتجارة، مشيرا إلى أنه في البداية يجب الحديث عن نشأة التجارة في منطقة الخليج، التي أسست قبل 8000 سنة، خلال فترة العبيد، حيث نشأت مستوطنات صغيرة على ضفاف الخليج وفي الجزر الصغيرة، والتي كانت بداية الحركة التجارية ومنظومة العلاقات.

Ad

معبد إنزاك

كما تحدث عن تجار دلمون وقال: "كانوا يسافرون إلى الشمال ويقطنون أرو، حيث عثر على أختام دلمون هناك، وذُكر أهل دلمون في رسائل ماري الشهيرة التي عثر عليها في سورية وسط الفرات، وذُكر رجل أو ملك دلمون الذي أرسل إليه هدية عبارة عن زيت دمغة ختم دلموني على لوح من سوسا، ونعلم أن إيران كانت تشترك في الشبكة من العلاقات التجارية، ووُجد معبد مخصص للإله الدلموني إنزاك في سوسا، وقد يوحي أن تجار من دلمون كانوا يقيمون هناك"، مشيراً إلى أن هناك سجلات أثرية كشفت عن أدوات الوزن البيضاوية والمربعة في فيلكا.

وأضاف الدويش أن ذكر دلمون جاء في أقدم الكتابات التي شهدها العالم بالحروف المسمارية المدونة على الألواح الطينية في بلاد وادي الرافدين قبل 4000 سنه قبل الميلاد، وأيضا جاء وصف دلمون في الألواح الطينية على أنها أرض أعالى البحار، والمكان الذي تشرق منه الشمس.

وبين أنه تم اكتشاف الكثير من دور العباد في البحرين، والصبية، وفيلكا، لافتا إلى أنها تجعلنا نعتقد أن الطابع المقدس لدلمون كان عظيما.

البعثة الدنماركية

وأكد أن البعثة الدنماركية كان لها فضل كبير في اكتشاف حضارة دلمون، فقد وصلوا البحرين عام 1954، وبعد العام الأول ظهرت نتائج ملحوظة جعلت دول الخليج ترغب في أن تقوم عمليات التنقيب على أرضها لكشف عن هذه الحضارة.

وبين أنه في السنة الثانية عملت البعثة في الكويت وقطر، مشيرا إلى أنهم أعدوا الكثير من الكتب أهمها "البحث عن دلمون" الذي أعده جفري بيبي، وترجم إلى العديد من اللغات.

الأختام الدلمونية

وتطرق إلى تاريخ الأختام، حيث كان أول ظهور لها في بلاد الرافدين في حضارة العبيد، وهي الاختام الانطباعية التي تأخذ الشكل البيضاوي. أما عن الأختام الدلمونية فقام بتعريفها وبيان مكوناتها وأنواعها، وأماكن انتشارها، ومميزاتها، واستعرض الكثير من الصور.

ولفت إلى أن أختام الخليج مميزة عن جميع ما سواها، فهي أختام دمغ مدورة لها في العادة شكل قبة في الخلف، في حين أن سطحها الأمامي يزخر بالنقوش المتنوعة: الحيوانات ومناظر الحياة اليومية ومقاطع من الأساطير والملامح، التي كانت من نسج الخيال المبدع لأدباء المنطقة. وقال الدويش إنه اكتشف ما يقارب 1400 ختم في منطقة الخليج حتى الآن، والعدد يبدو قابلاً للزيادة، 800 ختم في فيلكا، و600 في مملكة البحرين، وساحل المملكة العربية السعودية الشرقي.

مرسوم الآثار في الكويت

يؤكد المرسوم الأميري رقم 11 لسنة 1960 المتعلق بقانون الآثار، أهمية الحفاظ على الآثار الموجودة في الكويت، وفقا لأحكام هذا القانون، صيانةً لتراثها الثقافي الذي تركته عصور ماضيها المتعاقبة، واحترام آثار الشعوب العربية والأمم الأخرى خارج حدودها، وفقا لأحكام الاتفاقيات والمعاهدات التي تعقدها.

وتناط مهمة المحافظة على الآثار بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ويعود إلى هذه الجهة وحدها مسؤولية تقدير الصفة الأثرية والتاريخية للأشياء والمواقع والمباني، والحكم بأهمية كل أثر، وتقرير الآثار الواجب تسجيلها وصيانتها ودراستها والانتفاع بها.

كما يعتبر كل ما صنعه الإنسان أو أنتجه أو شيده قبل أربعين سنة ميلادية، من الآثار الواجب دراستها وتسجيلها وصيانة ما تجدر صيانته منها.

وتقسم الآثار إلى نوعين: آثار غير منقولة، وآثار منقولة. الآثار غير المنقولة هي الثابتة التي اكتسبت هذه الصفة بطبيعتها من خرائب المدن وأطلال المنشآت البائدة، والأبنية التاريخية المشيدة لغايات مختلفة. والآثار المنقولة هي المنفصلة عن الأرض مهما كانت فائدتها والغرض من صنعها ووجوه استعمالها. وجميع الآثار المنقولة وغير المنقولة الموجودة في باطن أراضي الكويت تعتبر من أملاك الدولة العامة. أما الآثار الظاهرة على سطح الأراضي الكويتية، فتبقى في تصرف مالكيها إلى أن يتم لوزارة الاعلام استملاك ما ترى ضروريا لاستملاكه منها.