«مافيا تجسس» اخترقت قمة هرم النظام الإيراني
• الإعدام لمقرب من سليماني أبلغ «الموساد» و«CIA» بتحركاته
• تكتُّم على التحقيقات وخيوط الاتهام تقود لمساعد صادق لاريجاني
أكد مصدر رفيع المستوى في مكتب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن الأجهزة الأمنية الخاصة، التي شكّلها الأخير، استطاعت كشف ما سماه «مافيا تجسسية» ضخمة تمكنت من اختراق «قمة هرم السلطة القضائية والعسكرية والحكومية» في إيران.وذكر المصدر، لـ «الجريدة»، أن محمود موسوي مجد، الذي أعلنت السلطات الإيرانية أمس إدانته بالتجسس على القوات المسلحة وخصوصاً «فيلق القدس» ومكان وجود وتنقلات قائده الراحل قاسم سليماني مقابل مبالغ كبيرة من جهاز «الموساد» الإسرائيلي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، كان يعمل بمنصب مسؤول التنسيق والاتصالات الخاصة بسليماني.وأكد أن المدان، الذي قالت طهران إنها ستعدمه قريباً، كان أحد المقربين جداً من سليماني الذي قُتل بضربة أميركية قرب مطار بغداد يناير الماضي.
ولفت إلى أن التحقيقات مازالت مستمرة لإلقاء القبض على باقي عناصر «المافيا»، مؤكداً أنه لن يتم كشفها قبل الوصول إلى جميع أفرادها، لكنه ألمح إلى وجود رابط بين نفاذ شبكة التجسس إلى «هرم السلطة في النظام» وقضية مدير شبكة «آمد نيوز» روح الله زم، وأكبر طبري المساعد التنفيذي السابق لرئيس السلطة القضائية السابق رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الحالي صادق عاملي لاريجاني. وقال المصدر إن التحقيقات حول «مافيا التجسس» بدأت بعدما استطاع الإسرائيليون سرقة مستندات مهمة وسرية جداً تتعلق بالتحقيقات السابقة في البرنامج النووي الإيراني كان من المقرر أن يتم التخلص منها، وفق اتفاق خلف الكواليس بين طهران ومجموعة «5 + 1»، لكن بعض قادة «الحرس الثوري» قرروا نسخها والاحتفاظ بها للمستقبل، وتم إخفاؤها دون علم الحكومة والأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الاستخبارات.وأضاف أن تحقيقات الأجهزة الخاصة، التي شكّلها مكتب المرشد من وزارة الاستخبارات واستخبارات «الحرس»، أثبتت أن عناصر محدودة جداً كانت على علم بمكان المستندات الحساسة والأرقام السرية للصناديق المصفحة التي كانت تخزن فيها.وأشار إلى أن عملية نقل المستندات من المخازن السرية أثارت الكثير من الشكوك، إذ استغرقت نحو 48 ساعة من العمل، ولم تكن خاطفة، فضلاً عن فتح الصناديق بطريقة طبيعية ودون اللجوء إلى كسر أقفالها أو تفجيرها، موضحاً أن التحقيقات أظهرت أن الذين اقتحموا المخبأ كانت لديهم خطط ومعلومات سرية جداً، وتمتعوا بغطاء أمني مريح أتاح لهم التحرك دون أي عوائق أو قلق.وذكر أن خيوط التحقيق أوصلت المحققين إلى تواطؤ عدد كبير من كبار الضباط في «الحرس الثوري» وقضاة وموظفين كبار في الحكومة، حتى بمكتب المرشد، بحيث تمكنت تلك «المافيا»، التي يحمل بعض أفرادها جوازات سفر دبلوماسية، من إصدار تصاريح رسمية بالتفتيش والمصادرة للاستيلاء على الملفات الحساسة في وضح النهار، في عملية تباهى بها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو علناً.وأشار المصدر إلى أن التحقيقات كشفت أن «المافيا الاستخباراتية الكبيرة»، التي ضمت عناصر منظمة «مجاهدي خلق» المتمردة، استطاعت اختراق الأجهزة الحكومية منذ سنوات عديدة ووصلت إلى مراكز صنع القرار، وتمكنت من استبعاد كل من لا يتعاون معها، وترقية المتعاونين معها، حيث عمل معها البعض، وأصبح ولاؤهم لها أكبر من النظام، دون علم بأنها تعمل لمصلحة إسرائيل وأميركا.وشدد على أن الشكوك الرسمية ثارت من جراء الدقة المتناهية للمعلومات التي كانت منظمة الطاقة الذرية تفاجئ بها المفاوضين والمسؤولين الإيرانيين عن الأنشطة الحساسة الخاصة بالبرنامج النووي وأماكن التخلص من النفايات والأبحاث الذرية الخاصة بكيفية صنع قنبلة ذرية وبرنامج تطوير الصواريخ، فضلاً عن انكشاف تحركات المسؤولين الإيرانيين واجتماعاتهم السرية في المنطقة.