الموسيقى الحرام!!
![د. سلطان ماجد السالم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/32_1703695080.jpg)
صرخةُ الحق أتت على شكل هتافات الجماهير الغفيرة في الولايات المتحدة الأميركية، وتعقبها «المعزبة» بريطانيا العظمى و«العزيزة» ألمانيا الفدرالية، فصرخةُ الجماهير هناك بـ«أنا لا أستطيع أن أتنفس» هي الكلمات التي رددها الرجل الأسمر «جورج فلويد» في لحظات عمره الأخيره قبل أن تسلب آخر أنفاسه من شرطة ولاية مينيسوتا وبالتحديد في مدينة مينيابولس، أستخدم الجمع هنا، لأني أرى في الشرطة الأربعة قاتلا واحدا، اشترك أربعة من عناصر الشرطة بأدوار مختلفة في قتل رجل وجهت له تهمه لم ينظر في صحتها أبداﹰ، وﺇن كان مجرماً فهناك قانون وقضاء يستطيع أن يأخذ مجراه بعيداﹰ عن لغة وأسلوب قانون الغاب، لكن صرخة الحق أتت من كل تلك الجماهير، ليس على الجريمة الشنعاء المرتكبة ضد فلويد فقط، لكن احتجاجاﹰ على كل أنواع التمييز والتفرقة، والطبقية التي خلفت 13% من الأميركيين دون عمل جراء الجائحة الملعونة. ثار الشعب الأميركي وصدح بالحق، واكتشف أنه لقمة سائغة لرأس مالية وطبقية ملعونة، فكانت ردة فعله هي الاحتجاج والعنف والتخريب، ومما زاد الطين بلة أسلوب «الضرب بالمليان» وﺇهانة الصحافة الدولية، ليكشر النظام الرأسمالي عن أنياب لم تكن مخفية، لكن تم غض البصر عنها من قبل الشعوب لفترة طويلة. تلاحقت الصيحات بعدها وتكاتفت الشعوب في الاستهجان المنظم لتصدح بالحق في وجه الاستبداد «لن يتم إسكاتنا»، تلك الجماهير الغفيرة التي صدحت بأعلى صوت، شكلت مجاميع من الطبقات الفقيرة والمتوسطة الدخل، والتي استغلها النظام الرأسمالي لمنافعه على مدى سنين طويلة في ملء جيوب العم سام. سألوا رجلاً حكيماً، قيل إنه القائد الثوري «أرنيستو تشي جيفارا»: أي نوع من الموسيقى توصف بالحرام؟! فأتى الجواب الخالد كالتالي: «صوت الملاعق في صحون الأغنياء حين يسمعها الفقراء».