«احتجاجات فلويد» توقظ جروح الحرب الأهلية الأميركية

نشر في 11-06-2020
آخر تحديث 11-06-2020 | 00:00
محتجون يحرقون تمثال كولومبوس في ريتشموند قبل رميه في بحيرة أمس الأول (رويترز)
محتجون يحرقون تمثال كولومبوس في ريتشموند قبل رميه في بحيرة أمس الأول (رويترز)
أعاد الاضطراب العرقي الأكبر منذ سنوات في أميركا، والذي أعقب حادثة مقتل الرجل الأسود جورج فلويد على يد 4 شرطيين بيض في مينيابوليس، إيقاظ جروح الحرب الأهلية الأميركية (1861 - 1865)، التي كانت قضية تحرير العبيد سبباً رئيسياً في اندلاعها.

وفي هذا الإطار، أمر قائد البحرية الأميركية، الأدميرال مايك غيلدي، بصياغة قانون داخلي يحظر استخدام أعلام الكونفدرالية.

وقال متحدث باسم قائد البحرية، في بيان، إن الأخير أمر بـ"البدء في صياغة أمر يحظر علم الكونفدرالية في جميع الأماكن العامة ومناطق العمل على متن المنشآت البحرية والسفن والطائرات والغواصات".

وأضاف البيان أن "القانون يهدف إلى ضمان تماسك الوحدة، والحفاظ على النظام والانضباط الجيدين، والتمسك بقيم الشرف والشجاعة والالتزام الأساسية للبحرية".

جدال عمره 155 عاماً

وقسَم علم الكونفدرالية ورموزه والتماثيل التي تخلد ذكرى القادة الكونفدراليين الولايات المتحدة فترة طويلة، لكن هذه القضية عادت إلى التداول الآن مع تصاعد غضب الأقلية السوداء من تعرضها لما تصفه بأنه تمييز عنصري منهجي مستمر رغم وصول أول رئيس أسود الى البيت الأبيض قبل 8 سنوات.

وأثارت خطوة البحرية ردود فعل متناقضة، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويرى منتقدو العلم الكونفدرالي أنه رمز يمثل الحرب لدعم العبودية، في حين يصفه المؤيدون بأنه علامة على الفخر والتراث الجنوبيين. ويجادل معتدلون بأن احترام العلم والقادة الكونفدراليين هما طريقة لحفظ الوحدة الوطنية التي جمعت الأمة بعد هزيمة الجنوبيين، لكن في الواقع أصبحت الرموز الكونفدرالية على نحو متزايد وسيلة لحشد المتطرفين البيض.

واعتبر البعض أن الخطوة تأخرت ١٥٥ عاماً، عند انتهاء الحرب الأهلية. وعبر متابعون عن استغرابهم من أن البحرية كانت لاتزال تسمح برفع العلم.

ورأى آخرون أن الخطوة ستغضب المحافظين، في حين أشار البعض الآخر الى أن حظر العلم خطوة قمعية، وتوقظ شعوراً مكتوماً بالهزيمة في المناطق الجنوبية. جاء ذلك في وقت تتعرض تماثيل لشخصيات تاريخية أميركية لها تاريخ عنصري أو جدلي للتدمير والتخريب من قبل محتجين.

قواعد «كونفدرالية»

وقال مسؤولان في وزارة الدفاع (البنتاغون) إن وزير الجيش الأميركي رايان مكارثي، ووزير الدفاع مارك إسبر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، منفتحين على عقد "محادثة بين الحزبين" حول إعادة تسمية ما يقرب من 12 قاعدة رئيسية، والمنشآت التي تحمل أسماء القادة العسكريين الكونفدراليين.

والاثنين الماضي أكد الجيش الأميركي، في بيان أن مكارثي وإسبر "منفتحان للنقاش"، لكنه أضاف أن "كل منشأة تابعة للجيش تحمل اسم جندي يحتل مكانة مهمة في تاريخنا العسكري".

وأضاف: "بناء على ذلك فإن الأسماء التاريخية تمثل أفرادًا وليس أسبابًا أو أيديولوجيات". وتشمل منشآت الجيش التي سميت باسم القادة الكونفدراليين فورت براج في نورث كارولينا، وفورت هود في تكساس، وفورت إيه بي هيل في فيرجينيا.​

وفي مدينة ريتشموند بولاية فرجينيا أقدمت مجموعة من المتظاهرين، مساء أمس الاول، على الإطاحة بتمثال المستكشف الإسباني البارز كريستوفر كولومبوس، وأضرموا النيران فيه قبل أن يرموه في بحيرة.

وأصدرت محكمة في ريتشموند، الاثنين الماضي، أمراً قضائياً يمنع سلطات الولاية من هدم تمثال الجنرال روبرت لي، قائد القوات الكونفدرالية الكاريزمي إبان الحرب الأهلية. وريتشموند لها دلالة كونها كانت عاصمة "الولايات الكونفدرالية الأميركية" في منذ مايو 1861 حتى 3 أبريل 1865.

«ناسكار»

في السياق نفسه، طالب بوبا والاس، السائق الأسود الوحيد في أشهر سباق أميركي للسيارات "ناسكار"، بحظر علم الكونفدرالية الذي لايزال يرفع بكثرة في السباقات. والاحد عند انطلاق سباق "ناسكار" في اتلانتا ركع أحد الموظفين السود على ركبته في حركة تضامن مع "احتجاجات فلويد"، بينما ارتدى والاس قميصاً كتب عليه "لا أستطيع التنفس".

back to top