ما السعر الذي تحتاج إليه شركات النفط الأميركية لاستمرار أعمالها؟
على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، تعافت أسعار النفط نوعاً ما، بالتزامن مع اتفاق "أوبك+" لخفض الإنتاج بنحو 9.7 ملايين برميل يومياً، بداية من الأول من مايو، وتم تمديد الاتفاق حتى نهاية يوليو.وعلاوة على ذلك، تعافى بعض الطلب العالمي على الخام، في ظل استمرار إجراءات إعادة تشغيل اقتصادات بعد أشهر من الإغلاق، ومع ارتفاع أسعار النفط قرب أربعين دولاراً للبرميل، بدأت الآمال تنعقد على المزيد خاصة في صناعة النفط بالولايات المتحدة.
إشارات الطلب
- وضع محللون هدفا جديدا لتوقعاتهم لأسعار النفط، بقفزة نسبتها 90 في المئة إلى 70 دولاراً للبرميل، بحلول خريف العام الحالي، وذلك مع استمرار خفض الإنتاج من جانب كبار المنتجين.- يرى مسؤولون في صناعة الخام الأميركية أن الشركات بدأت بالفعل في استئناف أنشطتها وإعادة تشغيل بعض الآبار المتوقفة، عندما لمسوا بأنفسهم إشارات التعافي في الأسابيع القليلة الماضية.- مع التوقعات بارتفاع سعر "نايمكس" إلى 70 دولارا للبرميل، يتساءل مراقبون عن مدى الفائدة التي ستجنيها الصناعة الأميركية حال بلوغ هذا المستوى مقارنة بمستوى قرب 40 دولارا حالياً.- رغم استمرار العمل باتفاق "أوبك+" لخفض الإنتاج حتى نهاية يوليو على الأقل، فإن عودة بعض منتجي الخام الأميركيين للضخ سيسبب ضغوطاً على السوق وقيودا على الأسعار. - تلقى الخام دعما من إشارات الطلب العالمي، خصوصاً من الصين التي عززت مشترياتها من النفط بنسبة تصل إلى 90 في المئة، مقارنة بمستويات ما قبل أزمة "كورونا"، كما ترد إشارات تعافٍ أخرى للطلب من الولايات المتحدة والهند بفعل تخفيف قيود الإغلاق.- يتساءل مراقبون عن مدى سرعة تعافي الطلب العالمي على النفط، وصولا إلى مستويات ما قبل أزمة "كورونا"، ففي الأسبوع الماضي (المنتهي في الخامس من يونيو) على سبيل المثال، ارتفع الطلب على البنزين في أميركا إلى 7.5 ملايين برميل يوميا من 7.3 ملايين برميل يومياً في الأسبوع السابق له.- رغم أن مستوى 70 دولارا للبرميل يعد ارتفاعاً قوياً من النطاق الحالي لخام "نايمكس" الأميركي، فإن شركات النفط العاملة في الولايات المتحدة ربما يكون لها رأي آخر.- يمثل عدد منصات التنقيب عن الخام مؤشراً جيداً لمدى نشاط أعمال الحفر في الولايات المتحدة، لكنه ليس مؤشراً رائداً، وفي ظل الهبوط الشديد لعدد منصات التنقيب منذ منتصف مارس، يرى محللون أن الشركات كانت توقف بعض المنصات عند سعر 55 دولاراً قبل أزمة "كورونا".- من مارس حتى أكتوبر 2019، كان "نايمكس" يبلي بلاء حسناً، حيث بلغ متوسط السعر في تلك الفترة 69 دولارا للبرميل، وفي الشهرين التاليين (نوفمبر وديسمبر)، ظل عدد منصات التنقيب في الولايات المتحدة وفي تكساس أعلى 1000 و500 على الترتيب.- بعد أكتوبر 2018، تراجعت أسعار الخام، لكنها تعافت في الأشهر القليلة التالية وبلغ متوسطها 56 دولارا للبرميل من يونيو 2019 حتى فبراير 2020، وفي هذه الفترة، انخفض عدد منصات التنقيب قرب 800 في أميركا وقرب 400 في تكساس.- يعني ذلك أن متوسط انخفاض سعر "نايمكس" من 69 دولارا إلى 56 دولارا (19 في المئة) ارتبط بهبوط نسبته 20 في المئة في عدد منصات التنقيب في الولايات المتحدة.- عندما بلغ متوسط سعر "نايمكس" 69 دولارا للبرميل، كانت "تكساس" تصدر 317 تصريحاً للتنقيب كل أسبوع، لكن بعد انخفاض أسعار النفط، وخلال الستة أشهر من سبتمبر 2019 حتى فبراير 2020، بلغ متوسط عدد التصاريح 209 كل أسبوع، بمعنى آخر، انخفضت أسعار النفط بنسبة 19 في المئة، وهبط عدد منصات التنقيب بنسبة 20 في المئة وتراجع عدد التصاريح بنسبة 33 في المئة.- على ما يبدو، تحتاج صناعة النفط الأميركية لإصدار 300 تصريح في المتوسط كل أسبوع، من أجل استمرار أعمالها والإبقاء على العمالة، وحتى سعر 55 دولارا للبرميل ربما لا يسعف هذه الشركات مع الأخذ في الاعتبار تقدم البعض منها بطلبات للحماية من الإفلاس. (أرقام)