بعد ثلاثة أشهر من قرار إغلاقها، عادت مساجد الكويت لتحتضن المصلين من جديد في أجواء إيمانية روحانية، تغلبت على حرارة الشمس الحارقة، بحضور لافت في أكثر من 908 مساجد في المناطق النموذجية جهزتها وزارة الأوقاف.

وشهدت المساجد، التي حددتها الوزارة لتكون نقطة العودة إلى الحياة مرة أخرى، ظهر أمس، في كثير من مناطق البلاد، توافدا كبيرا من المصلين، إذ وفرت "الأوقاف" كل الوسائل التي طالبت بها السلطات الصحية لحماية المصلين من خطر الإصابة بفيروس كورونا، لاسيما أن قطاع المساجد، ممثلا في إدارات المساجد، بذل جهودا كبيرة من أجل هذا اليوم الذي انتظره عشاق بيوت الله.

Ad

من جانبه، قال إمام مسجد مريم العتيقي في منطقة الأندلس، إبراهيم الأنصاري، "فرحنا بهذا اليوم الذي عودنا فيه إلى مساجدنا، وليس هناك شك أن الإنسان يسعد بطاعة الله"، مؤكدا أن "إغلاق المساجد كان لمصلحة الناس والمجتمع بشكل عام وحمايتهم من الضرر".

وأضاف أن توافد المصلين على المساجد دليل على تعلق قلوبهم بها، مبينا انه "تم اتخاذ كل التدابير والإرشادات الخاصة وأهمها التباعد الجسدي، وإحضار كل مصل سجادته معه، وغيرها حسب توجيهات وزارة الأوقاف والجهات المختصة الأخرى".

بدوره، قال محمد الزعبي، ان "الله سبحانه وتعالى منّ علينا اليوم بفضل كبير من الصلاة في مسجدنا الذي انقطعنا عنه مرغمين بسبب كورونا"، موضحا انه "شعور جميل أن ندخل المسجد بعد انقطاع طويل، ونأمل من الله أن يكشف الغمة عن الكويت وبلاد المسلمين ودول العالم أجمع".

من جانبه، أكد سعد الحربي، أن "العودة إلى المسجد مرة أخرى لها لذة مختلفة وشعور من الصعب جداً وصفه"، مشيرا إلى "انني حرصت على القدوم إلى المسجد بوقت طويل لسعادتي بقرار إعادة افتتاحه".

من جهته، قال أحمد الشريكة، "نحمد الله ان عادت الحياة إلى طبيعتها ولو بشكل جزئي، وأهمها فتح المساجد الذي يعتبر خيرا كثيرا للناس"، متمنيا أن "تستمر الأوضاع في تحسن، وأن يحفظ الكويت وأهلها من كل شر وبلاء".

بدوره، أعرب طلال الشمري، عن سعادته بفتح المساجد بعد هذه الفترة الطويلة "التي كنا بعيدين فيها عن المسجد"، مؤكدا أن "للمسجد مكانة كبيرة في قلوب أهل الكويت والمسلمين بشكل عام، ونتمنى من الله القدير أن يحفظ الجميع وتعود الحياة إلى طبيعتها في كل مكان".

التزام كبير بالضوابط والإجراءات المعتمدة

خلال جولة على عدد من المساجد، لوحظ التزام المصلين بتعليمات وتوجيهات وزارتي الأوقاف والصحة، إذ حرص المصلون على الوضوء في المنزل، وأحضر كل مصل سجادته، وأخذ مكانا مناسبا، وفقاً للعلامات الأرضية التي حددتها إدارات المساجد، حيث يبعد كل مصل عن الآخر مسافة تزيد على المتر ونصف، حسب الاشتراطات الصحية.

والتزاماً بالتعليمات، كان السلام بين المصلين بإلقاء التحية فقط دون مصافحة، وهي ضمن الإرشادات التي شدد عليها قرار وزير الأوقاف المستشار الدكتور فهد العفاسي، الذي تضمن ضوابط وآلية إعادة فتح المساجد في البلاد.

كما وفرت المساجد مواد التعقيم عند مدخل كل مسجد، فضلا عن التزام المصلين بالقدوم قبل موعد الأذان بخمس دقائق، باستثناء بعض كبار السن الذين حضروا قبل الأذان بربع ساعة في بعض المساجد، علما بأن المصلين حرصوا على تبادل التهاني بمناسبة إعادة فتح المساجد، كما كان الالتزام واضحا في مغادرة المسجد فور الانتهاء من أداء الصلاة.