دخلت الأسواق والمحلات سباقا مع الزمن للتواصل مع الزبائن وعرض البضائع أمام الجمهور في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، فور إعلان مجلس الوزراء رفع الحظر الشامل الأسبوع الماضي، وعودة الحظر الجزئي، لاسيما ان إغلاق المحلات ما زال مستمرا حتى إشعار آخر.ولم يجد أصحاب المحلات في كثير من الأسواق حلا أفضل من تقديم خدمة تلقي الطلبات وتوصيلها عبر "واتساب"، إذ دشن الكثير منهم حسابات جديدة مع تأكيد أن عملية التوصيل تكون عبر التواصل مع الجمهور في جميع المناطق.
"الجريدة" استطلعت آراء بعض أصحاب المحلات والأسواق الشعبية، والزبائن، لرصد ردود الأفعال حول عملية "التسوق الهاتفي".بداية، أكد مسؤول المبيعات في سوق الأبراج الثلاثة في سوق المباركية أبوفراس أن "الأسواق والمحلات التجارية تضررت بشكل كبير بعد إغلاقها بسبب فيروس كورونا، خصوصا تلك الملتزمة بتسديد الإيجارات ورواتب موظفيها".وأضاف: "التزمنا جميعا بقوانين وتعليمات الجهات المختصة في البلاد، لاسيما انها تهدف إلى المحافظة على أرواح البشر ومصلحة الجميع"، موضحا ان "قرار إعادة فتح الأسواق أثار ارتياح أصحاب المحلات، لاسيما اننا تكبدنا خسائر طائلة خلال الأشهر الماضية".وأردف: "مع صدور قرار عودة العمل في الأسواق والمحلات، بدأنا الاستعداد للعمل عبر استغلال وسائل التواصل الاجتماعي للبيع عن طريق الواتساب، وهي الطريقة المسموح بها للتواصل مع الزبائن، إذ قمنا بإنشاء حساب خاص على موقع انستغرام، لعرض بضاعتنا أمام الزبائن مع تخصيص هواتف للتواصل، وطلب ما يريدون من مستلزمات معروضة في هذا الموقع".وبين أن "نسبة الطلبات تزداد يوما بعد آخر، خصوصا مع استمرار العمل في النهار فقط، باعتبار ان الحظر الجزئي مستمر في المساء، إذ نقوم بتوصيل البضاعة إلى الزبون خلال الفترة المسموح بها، وتلقي الطلبات يستمر حتى وقت متأخر من الليل بشكل يومي"، لافتا إلى ان "أكثر الطلبات غالبا ما تكون دراعات نسائية وملابس للأطفال، وغيرها من احتياجات الأسرة".
وسيلة ناجحة
بدوره، أوضح مسؤول المبيعات في سوق زمان الخير بمحافظة الأحمد أبو خالد، ان "التسوق عبر الهاتف وسيلة أثبتت نجاحها في وقت الحظر الجزئي، لاسيما ان الاتصالات مستمرة طوال اليوم من مختلف المناطق، إذ نستقبل طلبات الزبائن عبر الواتساب فقط، مع تزويده بأسعار القطع المطلوبة، على أن يقوم المندوب بتوصيلها إلى الزبون خلال يومين أو ثلاثة كحد أقصى".وأضاف ان "السوق لديه حسابات على موقعي سناب شات وانستغرام، منذ فترة طويلة، إلا ان الإقبال عليهما لم يكن بالمستوى المطلوب، لكن مع أزمة كورونا وعدم قدرة الناس على الذهاب إلى الأسواق، ارتفعت نسبة المتابعة لهذه الحسابات، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الطلبات على البضائع الموجودة في السوق"، مؤكدا "التزامنا بالأسعار المحددة دون مبالغة أو استغلال الظروف، وهذا ما لمسه جميع الزبائن الذين يحرصون على التواصل معنا بشكل يومي".ولفت إلى ان "البضائع التي يقبل على طلبها الزبائن بشكل أكبر، هي الملابس بأنواعها، والمفروشات، والأحذية لصغار السن، وغيرها"، مضيفا ان "عملية الدفع تكون (كاش)، عند استلام الزبون لما تم طلبه، كما يحق له تبديل البضاعة في حال لم تكن المقاسات مناسبة أو لم تعجبه خلال فترة لا تتجاوز الأسبوعين".من جهته، قال مسؤول البيع في سوق زايد مول زكريا أبو يحيى ان "التسوق عبر أونلاين فكرة مميزة لاقت رواجا ونجاحا كبيرين بعد رفع الحظر الكلي بسبب فيروس كورونا"، مشيرا إلى ان "الجمهور يتواصل معنا عن طريق حساباتنا في مواقع التواصل سواء في انستغرام أو سناب شات، من الصباح حتى وقت متأخر من الليل، وهو الوقت المخصص لتحضير الطلبات وتجهيزها من المخازن لتوصيلها في الوقت المسموح به للتنقل".وأردف: "لم نجد طريقة للتواصل مع الزبائن أفضل من خدمة الواتساب، من خلال أرقام خصصت لتلقي الطلبات وتوفيرها مع أسعارها وأي تفاصيل عنها لتوضيحها مع الصور أمام الزبون، حتى تكون البضاعة في متناول الجميع خلال دقائق، على أن يتم توصيلها قبل دخول وقت الحظر الجزئي في حال كان الطلب في وقت مبكر من الصباح أو قبلها بيوم".من جانبها، أكدت أم حسين ان "الشراء من مواقع التواصل من خلال أونلاين أسرع الحلول المتوافرة حاليا، لاسيما ان المحلات والأسواق لا تزال مغلقة بناء على التوصيات الحكومية، لذا نجد أنفسنا مضطرين إلى التسوق عبر الهاتف، والدخول إلى مواقع هذه المحلات المنتشرة في انستغرام وسناب شات"، موضحة ان "إغلاق الأسواق بسبب فيروس كورونا حرمنا من الذهاب إلى السوق وشراء متطلبات الأولاد".وبينت ان "التسوق عبر الهاتف ممتع وسهل، إذ يتيح لنا حرية اختيار السلعة ومقارنة الأسعار بين مختلف الأسواق"، مشيرة إلى ان "إغلاق المحلات منذ أشهر ساهم في زيادة طلبات الأسرة، خصوصا ان الأطفال يستهلكون الملابس بشكل أكبر، إضافة إلى الأواني المنزلية والمفروشات".بدورها، أبدت أم محمد تأييدها "لفكرة التسوق عبر الهاتف"، معتبرة "هذه الخطوة آخر وأفضل الحلول في ظل الحظر المفروض على الجميع في مواجهة فيروس كورونا"، مؤكدة "التمسك بها حتى وإن تم رفع الحظر بشكل نهائي، إذ تعتبر أكثر أمانا للأسرة مع وجود كورونا، كما أنها توفر الوقت والجهد أيضا".بضائع غير جيدة وبأسعار أغلى
أبدت أم شيخة تذمرها من التسوق عبر الهاتف، مؤكدة ان «التواصل الذي يتم مع المحلات يكون من خلال الواتساب، الأمر الذي لا يعطي صورة حقيقية لما يعرض من بضائع، إذ تبقى الخيارات محدودة، ويضطر معها الزبون إلى شراء أنواع غير جيدة وبأسعار تكون أغلى بكثير عن السابق».واستدركت: «على الرغم من تأييد الكثيرين لفكرة التسوق عبر الأونلاين أو الهاتف، إلا أنني أرى ان الذهاب إلى السوق أفضل بكثير، لاسيما انه يمنحنا خيارات متعددة ورؤية أفضل للاختيار دون ندم أو تردد».