اعتبر وزير الخارجية الشيخ د. أحمد الناصر ان التهديدات والاستفزازات الإسرائيلية بضم أراض فلسطينية تشكل تصعيدا خطيرا يهدد جهود السلام، وتؤدي الى عودة دوامة العنف وحالة عدم الاستقرار السياسي والعسكري. جاء ذلك في كلمة القاها الناصر لدى ترؤسه أمس وفد الكويت المشارك في أعمال الاجتماع الاستثنائي (الافتراضي) للجنة التنفيذية على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي أمس، بطلب من دولة فلسطين، لبحث الإجراءات الأحادية المتمثلة في تهديد حكومة الاحتلال الإسرائيلي بضم أجزاء من أرض فلسطين المحتلة عام 1967.
واستهل الناصر كلمته بشكر الحكومة السعودية ومنظمة التعاون الاسلامي على الدعوة لعقد واستضافة الاجتماع الطارئ، لبحث التصريحات الإسرائيلية المستفزة بشأن ضم أراض من الضفة الغربية، وفرض السيادة الاسرائيلية عليها. وقال: «منذ بداية الكشف عن النوايا الاسرائيلية المستفزة، بشأن مسألة ضم اراض من الضفة الغربية وفرض السيادة الاسرائيلية على مناطق غور الأردن وشمال البحر الميت، استنكرت الكويت بقوة هذه النوايا باعتبارها انتهاكا صارخا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وتمثل تقويضا للجهود الدولية الهادفة الى إحلال السلام العادل والشامل، مع التأكيد في الوقت نفسه على أن ما قد تسفر عنه هذه النوايا الاسرائيلية المستفزة يعد عملا باطلا لا يترتب عليه أي آثار قانونية تمس الحقوق المشروعة والتاريخية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك ضرورة الالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة، ومن بينها القرار 194 المتعلق بحق عودة اللاجئين وقرارات عدم الاعتراف بأي تغييرات في حدود عام 1967.
مخاطر التهديدات
واضاف الناصر: «من الأهمية أن يدرك المجتمع الدولي بأسره أن مثل هذه التهديدات والاستفزازات الاسرائيلية بالضم تعد تصعيدا خطيرا يهدد كل الجهود التي بذلت والمبادرات التي قدمت لإقامة سلام شامل وعادل ودائم في المنطقة، بل ومن الممكن أن تؤدي مثل هذه التهديدات والاستفزازات الاسرائيلية بالضم الى عودة المنطقة الى المربع الأول، من حيث اندلاع أشد خطورة لدوامة العنف وحالة عدم الاستقرار السياسي والعسكري، الأمر الذي له تداعياته وانعكاساته السلبية على مجمل قضايا السلم والأمن الدوليين، مع ضرورة أن تدرك اسرائيل والمجتمع الدولي في الوقت نفسه أن انشغال العالم الاسلامي بعدد من القضايا والأزمات الداخلية والاقليمية لا يعني بأي حال من الأحوال تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية باعتبارها حجر الزاوية في منظومة الأمن القومي الاسلامي».مساءلة إسرائيل
ودعا الناصر شعوب العالم الاسلامي الى ضرورة توحيد الصف والكلمة، والعمل على تعبئة الجهود للجم الاستفزازات الاسرائيلية، مطالبا المؤتمر بصيغة تضمن التركيز على خلق آليات تنفيذية لضمان مساءلة إسرائيل، ومحاسبتها عن استمرار انتهاكاتها لحقوق الشعب الفلسطيني.كما طالب بالتحرك إسلاميا باتجاه ضمان مجلس الأمن نفاذ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بالتهديدات والنوايا الإسرائيلية الأخيرة، بغرض تفعيل مبدأ المساءلة والمحاسبة، منعا من إفلات إسرائيل من العقاب إذا ترجمت نواياها الاستفزازية الى أرض الواقع.