العالم بعد «كورونا» لن يعود إلى ما كان عليه قبل انتشار الجائحة، وهذا ينطبق على جميع مناحي الحياة، وعلى رأسها المجال الصحي.وفي هذا السياق، يرجح المسؤولون الصحيون في الكويت، أن تشهد مستشفياتها ومرافقها الصحية تغيرات كبيرة وجوهرية خلال المرحلة المقبلة، بسبب هذه الجائحة، حيث سيتم الاعتماد على التقنيات الحديثة ووسائل التكنولوجيا المتطورة في المستشفيات، بهدف حماية المرضى من التداعيات السلبية الناجمة عن الفيروس.
فعقب الانتهاء من «كورونا» وعودة الحياة إلى شبه طبيعتها، ستختفي - وفق المسؤولين الصحيين - كثير من المشاهد والممارسات السابقة في مستشفياتنا ومراكزنا الصحية، فلن نشاهد، على سبيل المثال، الناس في طوابير وازدحام، سواء في ممرات المستشفيات، أو بالصيدليات عند صرف الأدوية، أو أمام العيادات الخارجية، أو أقسام الأشعة، كما ستختفي مشاهد رؤية الأطباء في غرفهم بكثرة، وسيكون الاعتماد بشكل أكبر على الاجتماعات الافتراضية بين رؤساء الأقسام الطبية وأطبائهم.وستعتمد المستشفيات على استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في القطاع الصحي، لتنظيم مواعيد المرضى والمراجعين، وحجز مواعيد العيادات الخارجية، من خلال خدمة «الواتساب»، بالتزامن مع تطبيق الاشتراطات الصحية للمرضى والمراجعين، وتحقيق مبدأ التباعد الجسدي، وارتداء الكمامات خلال التواجد في المرافق الصحية.وضمن التغيرات المرتقبة في المرافق الصحية، سعي وزارة الصحة خلال الفترة المقبلة إلى تنفيذ آلية حجز المواعيد الطبية عبر تطبيق «شلونك»، في مسعى للقضاء على ظاهرة الازدحام بمراكز الرعاية الصحية الأولية، حيث ستعمل الوزارة على التوسع في شرائح المسجلين بالتطبيق، ولن يشمل ذلك مَن هم بالحجر المنزلي فقط، بل جميع المواطنين والمقيمين.
البوابة الإلكترونية
وسوف تشهد الفترة المقبلة توسعا في تدشين «البوابة الإلكترونية» في مختلف المستشفيات العامة والتخصصية، بهدف تسهيل التواصل عن بُعد مع المرضى والمراجعين من المواطنين والمقيمين، يعقبها تدشين تقنية «التطبيب عن بُعد»، وهو ما يعني تمكين المرضى من التواصل مع الطبيب المعالج من خلال التواصل عن بُعد، ومتابعة نتائج الفحوصات وتجديد الوصفات العلاجية والدوائية بشكل تلقائي، عبر النظام الإلكتروني.وهذه الإجراءات التي تعمل «الصحة» على إنجازها خلال المرحلة المقبلة تهدف إلى الحفاظ على سلامة وصحة المرضى، وتقليل زياراتهم للمستشفيات، للحد من انتشار «كورونا» واحتوائه.كما سيتم تخصيص أرقام هواتف في كل مستشفى، لخدمة الردود على أي أسئلة أو استفسارات طبية للمرضى والمراجعين، لتسهيل الأمور على المراجعين دون الحاجة إلى زيارتهم للمستشفى وبقائهم في منازلهم قدر المستطاع.