«حرب» على الرموز والتاريخ بين الجمهوريين والديمقراطيين

دونالد ترامب يضع خطة لإصلاح الشرطة لا تمس الحصانة ويهدد بتدخل فدرالي لـ «تحرير» سياتل

نشر في 12-06-2020
آخر تحديث 12-06-2020 | 00:05
تمثال لكولومبوس تعرض للتخريب في ميامي أمس الأول 	(رويترز)
تمثال لكولومبوس تعرض للتخريب في ميامي أمس الأول (رويترز)
اتسع الصراع الساخن بين الديمقراطيين والجمهوريين على أعتاب الانتخابات الرئاسية، ليشمل التاريخ الأميركي ورموزه، بعد أن أعاد الاضطراب العرقي الأكبر منذ سنوات فتح ملفات الحرب الأهلية التي مضى 155 عاماً على انتهائها.
مع تجدد الجدل حول العنصرية بالولايات المتحدة في توقيت انتخابي بامتياز، قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية والعامة المقررة في نوفمبر، امتد النزاع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وخصومه الديمقراطيين الى الرموز والتاريخ، ولم يقتصر على القضايا التي فرضتها حادثة مقتل الأسود جورج فلويد على يد شرطيين بيض، مثل إصلاح الشرطة والتحرر من بعض رواسب الممارسات العنصرية.

ورفض الرئيس الأميركي بشكل قاطع مقترح تغيير أسماء قواعد عسكرية حملت اسماء جنرالات كونفدراليين من حقبة الحرب الأهلية (1861 - 1865) التي كان تحرير العبيد السبب الرئيسي في اندلاعها.

واعتبر ان هذه القواعد التي تقع في ولايات جنوبية، ساعد العديد منها في وصوله للبيت الأبيض عام 2016، ويعول عليها مجددا في انتخابات 3 نوفمبر، «أصبحت الآن جزءاً من التراث الأميركي العظيم»، مشددا على أن إدارته «لن تنظر حتى في احتمال» تعديل أسماء القواعد.

وأردف: «الولايات المتحدة دربت أبطالنا في تلك الأراضي المقدسة (القواعد) وفازوا بحربين عالميتين، ولذلك فإن إدارتي لن تدرس حتى إعادة تسمية تلك المنشآت العسكرية الرائعة والعظيمة»، وختم بالقول: «احترموا جيشنا!».

وكانت تقارير إعلامية قالت إن وزيري الدفاع والجيش منفتحان على تعديل أسماء القواعد، وجاء ذلك بعد أن أعلنت البحرية اخيرا منع رفع العلم الكونفدرالي.

والحرب الأهلية كان سببها الأساسي نظام العبودية الذي انقسمت بشأنه بين ولايات شمالية حاربت هذا النظام وأخرى جنوبية رفضت تحرير العبيد، وأعلنت انفصالها عن الاتحاد وتأسيس كونفدرالية.

وشددت الناطقة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني على موقف ترامب الإبقاء على أسماء منشآت عسكرية، مثل «فورت براغ» في كارولاينا الشمالية، كما هي خلال مؤتمر صحافي، قرأت فيه تغريدات الرئيس، ووزعت نسخا مطبوعة منها على الصحافيين، واعتبرت الدعوة إلى ذلك «أمرا لا يجدي نفعا على الإطلاق».

بيلوسي

في المقابل، دعت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى اتخاذ خطوات سريعة لإزالة 11 تمثالا، لعسكريين ومسؤولين كونفدراليين بينهم الجنرال الكونفدرالي الكاريمي الاكثر شهرة روبرت إي لي، من الكابيتول، مقر السلطة التشريعية في واشنطن.

وكتبت بيلوسي للجنة تضم أعضاء من الحزبين «النصب التذكارية التي تجسد رجالا دعوا إلى القسوة والوحشية لتحقيق غايات عنصرية تشكل إهانة بشعة لمثل الديمقراطية والحرية الأميركية»، مضيفة: «رغم أنني أؤمن بأنه من الضروري ألا ننسى تاريخنا أبداً لتفادي تكرار الأخطاء، أعتقد أيضاً أنه لا يوجد مجال لتكريم التعصب العنيف».

من ناحيته، تجنب المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن التطرق الى موضوع الحرب الاهلية، لكنه كتب، في تغريدة، «توجد عنصرية ممنهجة ليس فقط وسط قوات الأمن، لكن أيضاً في مجالات التعليم والإسكان وفي كل ما نقوم به»، مضيفا: «علينا العمل جاهدا لوضع حد لها».

ناسكار وكرة القدم

إلى ذلك، قررت سلسلة سباقات ناسكار للسيارات، التي عادة ما تشهد تلويح المشجعين بعلم الكونفدرالية، حظر العلم من فعالياتها.

كما ألغى اتحاد كرة القدم مطلبه بوقوف اللاعبين خلال السلام الوطني، معتبرا أن هذه السياسة خاطئة ومقيدة لحركة حياة السود مهمة، وكان العديد من اللاعبين السود اثاروا قبل اشهر جدلا شارك فيه ترامب بركوعهم خلال النشيد الوطني احتجاجا على التمييز ضد السود.

حملة على التماثيل

ومنذ خروج الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد، تركز غضب المتظاهرين على تماثيل لرموز الحرب الأهلية الجنوبيين والعلم الكونفدرالي وتماثيل لمكتشف اميركا كريستوفر كولومبوس، الذي يرجع إليه فتح الأميركيتين أمام المستعمرين الأوروبيين.

وأسقط المحتجون في مدينة ريتشموند بولاية فيرجينا تمثال كولومبوس، وأشعلوا النار فيه، ومن ثم ألقوه في الماء، فيما قطع محتجون آخرون في بوسطن رأس تمثاله في حديقة أتلانتيك أفينو.

وأظهرت مقاطع فيديو في وقت متأخر أمس الأول تمثالاً لرئيس الكونفدرالية جيفرسون ديفيس ملقى بالشارع في ريتشموند في فرجينيا، بعد إزالته من قاعدته، بعد أيام من إسقاطهم تمثال وليام كارتر ويكهام على بعد أميال قليلة في حديقة مونرو.

إصلاح الشرطة

وفي مقابل عرض الديمقراطيين قانونا في مجلسي الكونغرس لتسهيل ملاحقة أفراد الشرطة قضائيا لارتكابهم انتهاكات وإعادة النظر في طريقة تجنيدهم وتدريبهم، أمضى ترامب الأيام العشرة الأخيرة في العمل بشأن قضايا أثارها المحتجون، بحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض، التي أوضحت أن خطته لاصلاح الشرطة «تدخل مرحلة الصياغة النهائية، ويأمل طرحها في الأيام المقبلة».

واستبعدت مكناني دعم المساعي الرامية لتقليل الحصانة الممنوحة للشرطة، معتبرة أنه «سيدفع الشرطة إلى التراجع».

إلى ذلك، كتب ترامب على «تويتر»: «لقد استولى الإرهابيون المحليون على سياتل، التي يديرها ديمقراطيون يساريون راديكاليون بالطبع». وانتقد أيضا الديمقراطيان حاكم ولاية واشنطن، جاي إنسلي، وعمدة المدينة جيني دوركان، وحثهما على اتخاذ إجراءات أكثر حسما ضد أعمال الشغب. وقال ترامب لهما: «استعيدوا مدينتكم الآن. إذا لم تفعلوا، فسأفعل. هذه ليست لعبة. يجب إيقاف هؤلاء الفوضويين الكرهين، على الفور!».

حملة على تماثيل كولومبوس و«ناسكار» تحظر العلم الكونفدرالي و«اتحاد القدم» يسمح بالركوع خلال النشيد
back to top