واشنطن: لن نبقى بسورية و«النظام» مسؤول عن الانهيار

• تحسّن سعر الليرة ومغتربون يحوّلون «مبالغ ضخمة»
• الرئيس السوري بشار الأسد يستبدل الخميس بعرنوس

نشر في 12-06-2020
آخر تحديث 12-06-2020 | 00:04
جنود أتراك على جسر فوق على طريق حلب ــــ اللاذقية «M4» أمس الأول (ا ف ب)
جنود أتراك على جسر فوق على طريق حلب ــــ اللاذقية «M4» أمس الأول (ا ف ب)
بينما لا يزال الترقّب سيد الموقف على الساحة السورية مع بدء العد العكسي لسريان "قانون قيصر" الذي سيدخل حيّز التنفيذ منتصف الشهر الجاري، أكدت الولايات المتحدة أنها لا تنوي بقاء قواتها العسكرية بشكل دائم في سورية، محمّلة من ناحية أخرى الرئيس بشار الأسد مسؤولية الانهيار الاقتصادي.
في وقت يترقّب العالم تنفيذ "قانون قيصر" الذي يفرض عقوبات قاسية على الحكومة السورية والمتعاملين معها خصوصاً في إيران والعراق ولبنان، أكدت الولايات المتحدة أنها لا تنوي بقاء قواتها العسكرية بشكل دائم في سورية.

وفي مؤتمر عبر الفيديو في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيت ماكينزي: "لا أعرف كم من الوقت سنظل، ولكن من الواضح أننا لن نكون هناك إلى الأبد، وفي مرحلة ما، سينبغي علينا أن نغادر. سيكون قراراً سياسياً، ونحن مستعدون للامتثال لهذا الأمر عندما يأتي"، لكنه أوضح أن بلاده لم تحدد جدولاً زمنياً لانسحاب القوات من سورية.

إلى ذلك، حمّلت السفارة الأميركية في سورية، "الرئيس بشار الأسد وحكومته مسؤولية الانهيار الاقتصادي السوري بشكل مباشر، إذ يبذّرون عشرات الملايين من الدولارات كل شهر لتمويل حرب غير ضرورية ضد الشعب السوري بدل توفير احتياجاته الأساسية".

وأكدت السفارة في سلسلة تغريدات على "تويتر" أمس الأول، أن "الولايات المتحدة ستواصل فرض العقوبات الهادفة والضغط الاقتصادي المتزايد على نظام الأسد إلى حين تحقيق تقدم لا رجعة فيه في المسار السياسي، بما في ذلك من خلال وقف للنار على مستوى البلاد"، مشددة على أن "استراتيجية الخروج المطروحة أمام النظام السوري هي قرار مجلس الأمن رقم 2254".

الليرة والحكومة

في غضون ذلك، لا يزال الترقب سيد الموقف على الساحة السورية مع بدء العد العكسي لسريان «قانون قيصر» الذي يفرض عقوبات قاسية على الحكومة السورية والمتعاملين معها خصوصاً في إيران والعراق ولبنان.

وأمس، تراجع سعر صرف الليرة أمام الدولار من 3 آلاف إلى 2300 ، بينما أكد مدير العمليات المصرفية في مصرف سورية المركزي فؤاد علي، إن «المصرف ضرب معاقل السوق السوداء التي تضم بعض الأشخاص والشركات، ومنها شركات حوالات تلاعبت بسعر الصرف، وخالفت أنظمة القطع».

واعتبر علي أن «قانون قيصر لا يفرض عقوبات جديدة، بل هو تشديد للعقوبات»، مشيراً إلى أن «المصرف يتعامل مع العقوبات، وكل مرة لدينا مضاد حيوي جديد، ولدينا على الدوام آليات معلنة وغير معلنة لضبط سعر الصرف».

ولا يعرف سبب الانخفاض الملحوظ لسعر الصرف، خلال الساعات الماضية، لكنه جاء عقب تحركات إعلامية بينها إعلان مغتربين سوريين بينهم رجال أعمال موجودون في دول خليجية استعدادهم لتحويل «مبالغ ضخمة» من الأموال إلى البلاد.

من ناحية أخرى، أصدر الأسد أمس، مرسوما قضى بإعفاء رئيس مجلس الوزراء عماد محمد ديب خميس من منصبه، وكلف حسين عرنوس بمهام رئيس مجلس الوزراء إضافة لمهامه.

مكافحة التهريب

على صعيد آخر، أقر مجلس الوزراء السوري إجراءات جديدة لمكافحة التهريب بالتعاون والتنسيق بين الوزارات والمديرية العامة للجمارك.

وتشمل الإجراءات في المرحلة الأولى، «التشدد بضبط المعابر والمناطق الحدودية لمنع دخول المهربات»، في حين تتضمن المرحلة الثانية «التشدّد بمحاربة التهريب على الطرق الدولية ومداخل المدن الرئيسة».

وكان خميس طالب في اخر اجتماع حكومي له أمس الأول الوزارات المعنية باتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة أسباب التهريب من خلال تبسيط إجراءات الاستيراد والتصدير ومنح إجازات الاستيراد وتوسيع قائمة المستوردات بهدف تأمين المستلزمات الأساسية للمواطن، وكذلك إعداد قائمة بالمواد الأكثر تهريباً من وإلى سورية.

من ناحية أخرى، وبعد التصريحات شديدة اللهجة التي أطلقت الرئاسة التركية عقب التصعيد الأخير في محافظة إدلب، جراء غارات جوية كانت الأولى من نوعها منذ اتفاق مارس الماضي مع موسكو، استقدمت القوات التركية رتلاً عسكرياً جديداً نحو مواقعها ضمن منطقة "بوتين ــ أردوغان"، حيث دخلت عدة آليات صباح أمس، عبر معبر كفرلوسين الحدودي مع لواء إسكندرون.

وأكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن القوات التركية عمدت إلى إنشاء نقطة جديدة لها داخل قرية منطف بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، لتكون ثاني نقطة تركية هناك، إذ يتمركز الأتراك بالأطراف الشمالية للقرية.

وبذلك، يرتفع عدد النقاط التركية في منطقة "خفض التصعيد" إلى 63.

وقال قيادي في "الجبهة الوطنية للتحرير" المعارضة لموقع "عنب بلدي"، إن هذه النقاط العسكرية تعتبر متقدمة لخطوط التماس مع القوات السورية وحلفائها.

كما تحدث عن "خطة لنشر قوات من النقاط الموجودة في مناطق جبل الزاوية من بينين إلى مجدليا".

وتعد البلدة طريق إمداد مهم لفصائل المعارضة على محور بينين ومعرة النعمان والدانا، وداعمة للنقطة الموجودة في بلدة سرجة.

وأطلقت الرئاسة التركية تصريحات شديدة اللهجة بعد التصعيد الأخير في إدلب من القوات السورية والروسية، جراء غارات جوية كانت الأولى من نوعها بعد اتفاق 5 مارس الماضي بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين.

وأجرى بوتين وإردوغان مكالمة هاتفية أمس الأول، لبحث عدة قضايا على رأسها التطورات الأخيرة في إدلب.

وسيّرت تركيا وروسيا الدورية الـ16 المشتركة والأطول بين الدوريات التي يسيّرها الطرفان على طريق حلب ــــ اللاذقية M4 في إطار تنفيذهما لاتفاق الهدنة.

«داعش»

من ناحية أخرى، وفي وقت واصلت الطائرات الحربية السورية استهدافها لمناطق انتشار تنظيم "داعش" في ناحية عقيربات ببادية حماة الشرقي، بالتزامن مع تمشيط قوات الجيش لمنطقتي الرويضة وجنى العلباوي بحثاً عن خلايا التنظيم الارهابي، أعلنت "قوات الدفاع الوطني" التي تقاتل مع القوات الحكومية، إرسال تعزيزات إلى منطقة البادية ضمن حملة ملاحقة خلايا "داعش".

وينشط "داعش" بشكل كبير في مثلث حلب – حماة – الرقة ضمن البادية السورية.

ونشر حساب "الدفاع الوطني" على "فيسبوك"، صوراً تظهر تجمع العشرات من عناصره قرب حافلات، وقال إن هذه الدفعة هي من مركز دمشق، وستتجه لمساندة القوات النظامية في البادية لتمشيطها من خلايا التنظيم. وهذه المرة الثانية التي تشنّ فيها القوات السورية حملة أمنية ضد "داعش" في منطقة البادية، حيث ازداد نشاط الأخير خلال الأشهر الماضية، ووصلت هجماته إلى مدينة السخنة.

«قسد»

وتتزامن الحملة السورية مع أخرى مشابهة تشنها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بدعم من التحالف الدولي على الطرف الآخر من نهر الفرات في أرياف محافظتي الحسكة ودير الزور.

وقالت "قسد"، أمس، إن المرحلة الأولى من حملتها انتهت، معلنة اعتقال العشرات ممن اتهمتهم بالتعاون مع التنظيم، لكنها لم تعلن موعدًا لبدء المرحلة الثانية من حملتها.

back to top