المياه الافتراضية وأمن الكويت الغذائي

الحل الأمثل لتحقيق الأمن الغذائي قد يكون في حصاد مياه الأمطار الموسمية، بالرغم من أن معدل هطول الأمطار السنوي منخفض في الكويت فإن المناطق الحضرية شاسعة، وهي تمثل أحواض تجميع الأمطار، مما يجعل كمية المياه المتجمعة في شبكة صرف مياه الأمطار كبيرة جدا، فإذا افترضنا أن معدل هطول الأمطار السنوي يساوي مئة مليمتر على مساحة أرض تساوي كيلومتر مربع واحد فقط فسيكون حجم المياه المتجمعة يساوي مئة ألف متر مكعب سنويا، وهذا يعادل تقريبا استهلاك المياه لألف فرد سنويا، ولذلك فإن مياه الأمطار المتجمعة على امتداد المساحة الحضرية الشاسعة تحتاج إلى معالجة أولية غير مكلفة نسبيا، وتحتاج أيضا إلى مرافق تخزين كافية في باطن الأرض كخزانات المياه الجوفية الطبيعية، وذلك سيساعد على تحسين جودة المياه الجوفية الغنية بالمعادن. الاستخدام الأمثل للمياه يحتاج إلى تحديد نوع الإنتاج المطلوب لتأمين الغذاء، فالمنتجات الزراعية كالحبوب والسكر والزيوت النباتية تتطلب كمية كبيرة من المياه وتعتبر مثالية للتخزين على المدى الطويل، ولذلك يمكن استيرادها بدلا من إنتاجها لتحقيق الأمن الغذائي، كما أن المنتجات الزراعية غير الأساسية التي تتطلب عناية كبيرة من أصحاب المزارع كبعض أنواع الفاكهة يمكن استيرادها أيضا لأنها لا تهدد الأمن الغذائي، كما يجب تشجيع إنتاج الألبان واللحوم من أنواع المواشي التي تتكيف مع ظروف البيئة الصحراوية كالماعز والأغنام، فتكلفة تربية البقرة الواحدة تعادل تكلفة سبعة أغنام مما يعني أن نفوق بقرة واحدة يرفع من هامش خسارة الإنتاج المطلوب ويهدد الأمن الغذائي، بالإضافة إلى ذلك يجب إعادة النظر في نسبة الكثافة السكانية في ظل الإمكانات المائية والغذائية المتاحة، فارتفاع نسبة الكثافة السكانية يؤدي إلى زيادة الطلب على الإنتاج الغذائي، كما يجب فتح الأسواق المركزية لتشجيع المزارعين بدلا من سياسة الوسيط في تصريف المنتجات المحلية، في رؤية مثالية على القطاع الزراعي والحيواني أن يساهم بنسبة من إجمالي الناتج المحلي وتوظيف القوى العاملة.* أستاذ موارد المياه، قسم الهندسة المدنية، جامعة الكويت