التركيبة السكانية مشكلة محلية قبل أن تكون وافدة
بعد أن انتشر وباء فيروس (Covid-19) في أرجاء المعمورة ووصوله الى الكويت، انشغل الرأي العام بأكمله بمشكلتين رئيستين متوازيتين هما: كيف تتصدى الحكومة لتداعيات الوباء؟ والمشكلة الأخرى هي: كيف تتعامل أجهزة الحكومة المختلفة مع هذا الكم الكبير من المخالفين للإقامة؟وكالعادة فوجئت الحكومة بمناطق سكنية غير مؤهلة للسكن في جليب الشيوخ والحساوي وخيطان، حيث تميزت بالبيئة الصحية السيئة والكثافة السكانية العالية، ومناطق، مثل المهبولة والفروانية وحولي، ذات كثافة سكانية عالية لكنها أفضل حالاً من المناطق المذكورة آنفاً.
منطقة مثل جليب الشيوخ كانت إلى عهد قريب منطقة سكنية للمواطنين، ما الذي حولها الى مناطق عمال وعزاب ومكتظة هكذا؟ بالطبع ليس العامل البسيط ولا الأعزب الذي وجد فيها ملاذاً يلجأ إليه! الإجابة باختصار تاريخ من الفرز المبرمج للمنازل الى نصف ثم ربع ثم سدس، حتى وصلت أخيراً إلى ثمن المساحة الأصلية للمنازل، ثم أهملت نظافة المنطقة فظهر ما يتبع ذلك من مشاكل وأمراض، ثم أهملت صيانتها فظهرت المستنقعات والطرق المكسرة وما يتبعها من مضايقات لسكانها من العمال.فصاحب زيادة السكان نقص موازٍ للخدمات الصحية والخدمات التجارية لتوفير احتياجات سكان المنطقة، وظهرت المشاكل الأمنية والتوترات لكل من يدخل المنطقة من خارجها.في الوقت الذي أصبحت المنطقة في وضع سيئ قبل الأزمة فإنها ازدادت سوءاً بعد الأزمة تبعاً لوجوب البقاء فيها من جميع سكانها تنفيذاً لحظر التجول الشامل والطويل، لو نظرنا بكل تجرد وأمانة لوجدنا أن سكانها من الوافدين لم يختلقوا هذا الوضع، لكنهم وضعوا فيه بفعل شخص متنفذ جشع، ومسؤول وصاحب قرار لم يضع لسمعة وطنه محلاً في ضميره أو مستقراً في وجدانه.مع أن الحلول كثيرة وميسرة وليست صعبة، وأهمها إنشاء مدن عمال بإمكانات وتسهيلات تناسبها مع ربطها بخطوط مواصلات تخدمها وتخدم من يسكنها، وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.