بعد أن فتح الاضطراب العرقي الأكبر في الولايات المتحدة ملفات الحرب الأهلية، التي مضى على نهايتها أكثر من 150 عاماً، توسّع الصراع الساخن بين الديمقراطيين والجمهوريين ليشمل التاريخ الأميركي ورموزه، فارضاً، بقوة، ملفاً استقطابياً جديداً على طاولة الانتخابات الرئاسية والعامة المقررة في نوفمبر.وفي ظل احتدام الجدل حول رواسب الممارسات العنصرية للشرطة، وعدم اقتصاره على قضايا معقدة فرضتها حادثة مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد خنقاً في 25 مايو الماضي، رفض الرئيس دونالد ترامب بشكل قاطع تغيير أسماء قواعد عسكرية حملت أسماء جنرالات كونفدراليين من حقبة الحرب الأهلية، التي كان تحرير العبيد السبب الرئيسي في اندلاعها في الفترة من 1861 إلى 1865م.
وأكد ترامب أن هذه القواعد الواقعة بالولايات الجنوبية، التي يعول عليها في انتزاعه ولاية رئاسية ثانية على غرار الأولى، «أصبحت الآن جزءاً من التراث الأميركي العظيم»، مشدداً على أن إدارته «لن تنظر حتى في احتمال» تعديل أسمائها.في المقابل، دعت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى اتخاذ خطوات سريعة لإزالة 11 تمثالاً، لعسكريين ومسؤولين كونفدراليين بينهم الجنرال الكاريمي الأكثر شهرة روبرت إي لي، من الكابيتول، معتبرة أن «النصب التذكارية لرجال دعوا إلى القسوة والوحشية لتحقيق غايات عنصرية تشكل إهانة بشعة للديمقراطية والحرية الأميركية». وفي حين، تجنب المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن التطرق لموضوع الحرب الأهلية، أعاد التأكيد على أن «العنصرية الممنهجة لا تزال موجودة، ليس فقط وسط قوات الأمن، لكن أيضاً في مجالات التعليم والإسكان، وفي كل ما نقوم به»، مطالباً: «بالعمل الجاد لوضع حد لها».
وفي تطور تلا تخريب وتحطيم تماثيل رموز الحرب، منها مكتشف أميركا كريستوفر كولومبس ورئيس الكونفدرالية جيفرسون ديفيس ووليام كارتر ويكهام، قررت سلسلة سباقات ناسكار للسيارات، التي عادة ما تشهد تلويح المشجعين بعلم الكونفدرالية، حظر العلم من فعالياتها، في حين ألغى اتحاد كرة القدم مطلبه بوقوف اللاعبين خلال السلام الوطني، معتبراً أن هذه السياسة خاطئة ومقيدة لحركة «حياة السود مهمة». وبكل ثقة كتب ترامب، أمس، في رده على حجج الديمقراطيين: «أولئك الذين ينكرون تاريخهم محكوم عليهم بتكراره!».