رغم مرور أسابيع على إعلان الصين رفع القيود التي فرضت بصرامة في ظل تفشي فيروس "كورونا" المستجد، وتراجع أعداد الإصابات اليومية بشكل ملحوظ، مما أوحى بأن البلد الذي كان أول بلدان العالم الذي تفشى فيه الفيروس قد هزمه، أطل الوباء برأسه مجدداً.

وأعلنت بكين أمس، أنها أغلقت سوقاً رئيسية للمنتجات الزراعية مؤقتاً بعد ارتفاع عدد الإصابات خلال اليومين الماضيين.

Ad

وجرى إغلاق سوق شيفاندي للجملة في الساعة الثالثة من فجر أمس، بعد إعلان اكتشاف إصابة رجلين بالفيروس يعملان بمركز لأبحاث اللحوم. وكان الاثنان زارا السوق أخيراً. ولم يتضح بعد كيف أصيب الرجلان بالفيروس المستجد ولا أين؟

وأعلنت السلطات فرض حجر صحي على 11 منطقة مجاورة لهذا السوق، موضحة أن سبع إصابات سجلت في تلك المنطقة، بينها ست أمس.

كما أغلقت تسع مدارس ودور للحضانة في محيط المنطقة أيضاً.

وقال تشو غونواي المسؤول بمنطقة فنغتاي، إن اختبارات شملت 517 شخصاً بسوق شيفاندي أظهرت إصابة 45 منهم، مشيراً إلى أن المنطقة أصبحت في "وضع طوارئ الحرب" بعد ارتفاع في عدد الإصابات.

وأُغلقت تسع مدارس ودور للحضانة في محيط المنطقة أيضاً وأُرجئت عودة تلاميذ المرحلة الابتدائية إلى مدارسهم.

فاوتشي

يأتي هذا في حين يزداد الخوف من موجة ثانية من الفيروس حتى في دول بدت أنها تمكنت بالفعل من السيطرة على الوباء كالصين.

وفي هذا السياق، قال أنتوني فاوتشي مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية، إن ارتفاع عدد الإصابات الذي أبلغت عنه عدة ولايات أميركية قد يخرج عن السيطرة إذا لم توضع نظم قوية لتعقب المخالطين.

وأوضح لشبكة CNN الإخبارية، أن الولايات المتحدة معرضة لزيادة في عدد الإصابات مع رفع القيود عن النشاط الاقتصادي.

وأضاف: "عندما تبدأ في رؤية المزيد من الحالات بالمستشفيات فهذا بالتأكيد علامة تحذير بأنك في موقف تتخذ فيه الاتجاه الخاطئ".

من ناحية أخرى، أعرب فاوتشي "97 عاماً"، عن اعتقاده "بأننا سنرى علاجاً قبل التوصل إلى اللقاح".

وأضاف: "هناك فرصة أفضل، في الوقت المناسب، لامتلاك شيء يمكن أن يساعد فيما يتعلق بالعلاجات، قبل أن تكون لدينا بالفعل القدرة على توزيع اللقاح الآمن والفعال".

وأشار إلى أنه يثق في دواء "ريمديسفير"، الذي تنتجه شركة "غلياد ساينسيز". وقالت وزارة الصحة الأميركية، السبت الماضي، إنها ستمنح السلطات الصحية صلاحية توزيعه.

في المقابل، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن لاري كودلو المستشار الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض، إن الإدارة الأميركية لا تشعر بقلق من حدوث موجة ثانية.

وقال كودلو، خلال اجتماع افتراضي خاص لعملاء أحد المصارف الاستثمارية، "القصة هي وجود بعض البؤر للفيروس ويمكن السيطرة عليها".

وقال: "الخبراء لا يرون أي موجة ثانية. اسمحو لي أن أكرر، ليس هناك أي موجة ثانية".

وحسب جامعة "جونز هوبكنز"، فإن حصيلة الإصابات في الولايات المتحدة تجاوزت المليونين، بينها أكثر من 114 ألف حالة وفاة.

وتشهد نحو ست ولايات أميركية ارتفاعاً في عدد المرضى داخل المستشفيات.

البرازيل

إلى ذلك، أصبحت البرازيل ثاني أكثر دول العالم تضرراً من الفيروس في عدد الوفيات، بعد الولايات المتحدة، وتجاوزت بتسجيلها 41 ألفاً و828 وفاة منذ بداية تفشي الوباء، المملكة المتحدة في عدد الوفيات.

وأكبر بلد في أميركا اللاتينية يبلغ عدد سكانه 212 مليون نسمة هو أيضاً الدولة الثانية من حيث عدد الإصابات بعد الولايات المتحدة مع 828 ألفاً و810.

وأثار الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جايير بولسونارو الذي يقلل من حجم الوباء منذ بداية تفشيه ويدعو إلى استئناف الأنشطة الاقتصادية، جدلاً بعد طلبه، مساء أمس الأول، من الشعب تصوير المستشفيات بالفيديو للتحقق من امتلائها، مشككاً بنقص أجهزة التنفس والأسرة في العناية المركزة، وهو ما ندّد به العاملون في مجال الرعاية الصحية.

وسجّلت المكسيك وتشيلي أسوأ أعدادها يومية. وبلغ العدد الإجمالي للوفيات في المكسيك 5222 وفي تشيلي 2870.

وفي السياق، وبعد 3 أشهر من العزل داخل الحدود الوطنية، سيستعيد الأوروبيون غداً إمكانية السفر من بلد إلى آخر بسهولة أكثر، على إثر تراجع التفشي فيروس.

وبينما سجلت روسيا أمس، 8706 إصابات جديدة، ليصل إجمالي عدد الإصابات إلى 520129، سجلت الهند ارتفاعاً قياسياً في عدد الإصابات خلال الساعات الـ24 الماضية، بلغ 11458، كما سجلت 386 حالة وفاة.

وفي لندن، نقلت صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية عن بيانات لعلماء بالحكومة أن نحو خمس المصابين في بريطانيا التقطوا العدوى داخل مستشفيات.