دونالد ترامب يخطب في أكاديمية ويست بوينت... ويُصعِّد ضد سياتل

ألمح إلى أنه سيقبل نتائج رئاسية 2020 وأجل «لقاء تولسا» يوماً ومناصروه يوقعون تعهداً قبل حضور التجمعات

نشر في 14-06-2020
آخر تحديث 14-06-2020 | 00:05
خريجو ويست بوينت ينتظرون وصول ترامب أمس (رويترز)
خريجو ويست بوينت ينتظرون وصول ترامب أمس (رويترز)
وسط توتر مع الجيش، والنقاش المحموم حول الحرب الأهلية التي انتهت قبل 155 عاماً، ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطاباً في حفل تخرج أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية، في وقت اضطر إلى تغيير موعد أول حدث في حملته الانتخابية، والمقرر في تولسا، لتزامنه مع ذكرى نهاية العبودية.
في خضم تباين مع وزارة الدفاع (البنتاغون)، واتهامه بتسييس الجيش، شارك الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، في احتفال تسليم شهادات 1100 من طلبة أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية المرموقة قرب نيويورك.

وأخذ خطاب ترامب في "ويست بوينت"، الذي تابعه بدقة مسؤولون عسكريون حاليون وسابقون، نأوا بأنفسهم عن نبرته الحادة إزاء التظاهرات المناهضة للعنصرية ووحشية الشرطة في الأسابيع الأخيرة، منعطفا سياسيا أيضا.

وبعد ان بدا بموقع المدافع عّن قادة كونفدراليين في الحرب الاهلية، اشاد ترامب بقادة المعسكر الاتحادي وخص بالذكر الجنرال يوليسيس غرانت الذي هزم الجنرال الكونفدرالي روبرت اي لي وأنهى الحرب لمصلحة الاتحاديين.

واذ اشاد بالجيش وتراثه ومعاركه منذ حرب الاستقلال، قال ترامب ان الولايات المتحدة لن تكون بعد الان «شرطي العالم» وانها لن تخوض اي حرب الا للفوز.

واستبق ترامب مراسم الحفل، الذي لم تدع له عائلات الخريجين بسبب تفشي وباء كورونا بنيويورك، وأدخلت تعديلات تضمن التباعد الاجتماعي بأكبر قدر ممكن، وبدا حريصا على تهدئة علاقاته مع "البنتاغون"، وقال لقناة "فوكس نيوز": "لدي علاقات جيدة مع العسكريين".

وبعد معارضة وزير الدفاع مارك إسبر، وهو بنفسه خريج أكاديمية "ويست بوينت"، الأسبوع الماضي، لنشر الجيش بمواجهة المتظاهرين، أعرب رئيس هيئة الأركان مارك مايلي، في بيان استثنائي الخميس، عن ندمه لوقوفه بزيه العسكري إلى جانب ترامب بعد التفريق العنيف للتظاهرات قرب البيت الأبيض، مؤكدا أن الجيش غير سياسي.

ولم يتردد 400 خريج سابق في الأكاديمية يمثلون كل الأجيال، وخدموا في 10 إدارات سابقة في تحذير نظرائهم الجدد من "أي إذعان أعمى" للأوامر، مذكرين بالخطر الذي يشكله "الطغاة"، معتبرين أن "تسييس القوات المسلحة يضعف رابطها بالمجتمع، وإذا كسر هذا الرابط الأضرار ستكون لا تحصى".

وسعى ترامب إلى ربط نفسه بشكل وثيق بالجيش طوال فترة رئاسته، وتحدث في السنوات الماضية في مراسم بدء الأكاديمية البحرية وأكاديمية القوات الجوية، وحضر العديد من مباريات كرة القدم بين الجيش والبحرية، وأشار مرارا إلى القادة العسكريين في إدارته على أنهم "جنرالاته".

تجمعات جماهيرية

و"لتجنب أي صدام"، قرر ترامب ليل الجمعة - السبت تأجيل تجمعه الانتخابي الأول المقرر في تولسا بولاية أوكلاهوما من 19 إلى 20 يونيو، لتزامنه مع "يوم الحرية"، وهو ذكرى تحرير العبيد بعد الحرب الأهلية، التي شهدت عام 1921 قيام حشود من البيض بذبح مئات السود خلال أعمال شغب.

وكتب ترامب الخميس: "هذه ليست مجرد إشارة وتلميح لمؤيدي مبدأ تفوق البيض، إنه يقيم لهم حفل ترحيب منزليا"، مبيناً أن قرار التأجيل جاء عندما تقدم العديد من أصدقائه السود ومؤيديه باقتراح تغيير التاريخ، احتراما لإحياء ذكرى 19 يونيو.

ومع تأهب الولايات المتحدة للمزيد من الأحداث الساخنة، زاد ترامب المشهد ضبابية، بتأكيده أنه سيفعل أمورا أخرى إذا خسر انتخابات الرئاسة المقررة في 3 نوفمبر، أمام خصمه الديمقراطي جو بايدن.

وجدد ترامب اتهامه للديمقراطيين بأنهم يستهدفون استخدام زيادة في التصويت عبر البريد كوسيلة لتزوير الانتخابات، في حين تعهد بايدن بنشر محامين في مراكز الاقتراع على مستوى الولايات، لرصد جهود الجمهوريين للتلاعب بالتصويت.

وفي وقت سابق، أبدى بايدن الثلاثاء قلقه من أن ترامب سيحاول "سرقة" الانتخابات، لكنه عبر عن ثقته بأن جنود الجيش سيرافقونه من البيت الأبيض إذا خسر ولم يعترف بالنتيجة.

إخلاء مسؤولية

وبينما لم تشر تصريحات ترامب إلى أنه قد يقبل بنتيجة الانتخابات على وجه التحديد، طلبت حملته الانتخابية من مؤيديه وأنصاره التوقيع على إقرار يمنعهم من مقاضاته إذا أصيبوا بفيروس كورونا، في حال مشاركتهم بالتجمعات الأسبوع المقبل.

وجاء في نموذج الإقرار، الذي سيتم توقيعه على الانترنت، "بالنقر أدناه، فإنك تقر بوجود خطر كامن للتعرض للإصابة بفيروس كورونا في حال حضورك التجمع الانتخابي، ويجب أن تتحمل أنت وأي كان من تصطحبه معك طواعية جميع المخاطر المتعلقة بذلك، وأن توافق على عدم تحميل الرئيس ترامب المسؤولية، وكذلك الأطراف الأخرى ذات الصلة بالتجمع".

حكم ذاتي

إلى ذلك، صعد ترامب تهديداته للسلطات المحلية في سياتل وولاية واشنطن، محذرا من التدخل في حال لم يتم وضع حد لسيطرة المتظاهرين على منطقة تمتد الى 10 شوارع أعلنوا فيها "منطقة ذاتية الحكم".

وفي تعليق على تصريح لعمدة سياتل جيني دوركان، وصفت فيه احتجاجات فلويد بـ"صيف الحب"، قال ترامب: "الإرهابيون يحرقون وينهبون مدننا، ويعتقدون أن ذلك مجرد شيء رائع. يجب إنهاء هذا الاستحواذ على سياتل الآن!".

يأتي ذلك بعد يوم من تهديد الرئيس باتخاذ إجراء اتحادي إذا لم يقم عمدة سياتل وحاكم ولاية واشنطن "باسترداد المدينة الآن". ورد حاكم ولاية واشنطن جاي إنسلي بأنه يتعين على ترامب البقاء بعيدا عن شؤون الولاية الواقعة في شمال غربي البلاد، وقالت عمدة سياتل إن أي اجتياح للمدينة سيكون غير دستوري وغير قانوني.

وأصدر قاض في سياتل أمرا مؤقتا أمس الاول، يمنع الشرطة المحلية من استخدام الغاز المسيل للدموع، وغيره من الوسائل لتفريق المتظاهرين السلميين.

وبعد أيام من الاشتباكات مع السلطات، أقام متظاهرون "منطقة حكم ذاتي" في المدينة، عندما قامت الشرطة بإخلاء إحدى المناطق من المتظاهرين في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وأفادت صحيفة "سياتل تايمز" بأن المخيم المؤقت، المقسم بالحواجز، ويمتد لعدة مبان في المدينة، أطلق عليه اسم "تشاز"، وهو اختصار لـ "منطقة كابيتول هيل ذاتية الحكم".

قضية الشرطة

وخلال زيارة لدالاس، تحدث ترامب بدون أن يدخل في التفاصيل، عن مرسوم يجري إعداده "لتشجيع" عناصر إنفاذ القانون على العمل بأكبر قدر من المهنية. لكنه دافع عنهم وأكد ضرورة امتلاك شرطة "أقوى".

وعلى غرار توجه 20 مدينة، تبنت ولاية نيويورك سلسلة قوانين ترمي إلى وضع حد لعنف الشرطة. ووقع حاكم الولاية الديمقراطي أندرو كومو 10 نصوص أقرها هذا الأسبوع برلمان نيويورك بغرفتيه، من بينها نص يمنع الشرطة من استعمال الخنق، حمل اسم إريك غارنر، المواطن الأسود الذي توفي خنقا على أيدي شرطة نيويورك عام 2014، وكذلك إلغاء مادة قانونية تحمي عناصر الشرطة المتهمين بـ"سوء التصرف".

وبعد أيام من تصويته على حل إدارة الشرطة، وافق مجلس مدينة منيابوليس بالإجماع على قرار يسعى لتشكيل نظام للأمن والسلامة العامة بقيادة المجتمع ليحل محل إدارة الشرطة.

إلى ذلك، أبلغ وكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستخبارات جوزيف كيرنا رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف أن أي شخص في إدارة ترامب أو وزارة الدفاع لم يطلب من وكالات الاستخبارات أن تكون جزءا من أنشطة "غير قانونية أو غير مناسبة" تتعلق بالاضطرابات المدنية الأخيرة في الولايات المتحدة.

الرئيس الأميركي بدا حريصاً على التهدئة مع «البنتاغون» وأكد علاقته الجيدة بالعسكريين
back to top