مواجهة حول تمثال ونستون تشرشل في لندن

رئيس الوزراء جاستن ترودو «مصدوم» من طريقة توقيف زعيم من السكان الأصليين

نشر في 14-06-2020
آخر تحديث 14-06-2020 | 00:05
يمينيون يحرسون تمثال تشرشل بساحة البرلمان في لندن أمس (أ ف ب)
يمينيون يحرسون تمثال تشرشل بساحة البرلمان في لندن أمس (أ ف ب)
حالت اجراءات الشرطة البريطانية دون وقوع اشتباكات واسعة أمس في لندن بين متظاهرين ضد العنصرية يتضامنون مع ما يجري في الولايات المتحدة ويشنون حملة على رموز التراث "الاستعماري والعنصري" للمملكة المتحدة، وبين متظاهرين يمينيين بيض.

عراكات بسيطة ومواجهة "معنوية" في ساحة البرلمان بالعاصمة البريطانية بين مناهضي العنصرية الذين ارادوا مهاجمة تمثال رئيس الحكومة البريطاني خلال الحرب العالمية ونستون تشرشل وبين متظاهرين يمينيين دعوا للتظاهر دفاعاً عن التمثال.

وتحدث رئيس بلدية لندن اليساري صادق خان عن "معلومات مخابراتية تفيد بأن مجموعات من اليمين المتطرف ستأتي إلى لندن وتقول ظاهريا إن هدفها حماية التماثيل لكننا نعتقد أنها قد تكون نقطة تفجر محتملة للعنف".

وكانت السلطات غطت تمثال تشرشل وتماثيل شخصيات تاريخية بالألواح الخشبية لمنع تشويهها كما فرضت الشرطة البريطانية قيوداً كبيرة وخصصت مناطق منفصلة لتظاهرات "حياة السود مهمة" وتظاهرات الجماعات اليمينية المضادة.

وفي وقت سابق، حذّر رئيس الوزراء بوريس جونسون من أن التظاهرات المنددة بالعنصرية "خطفها متطرفون يهاجمون الصروح الوطنية سعيا لفرض رقابة على ماضينا"، واصفاً تخريب تمثال تشرشل في ساحة البرلمان بـ "السخيف والمعيب".

وتشرشل يعتبر بطلا قومياً بسبب طريقة ادارته للبلاد خلال الحرب العالمية الثانية وصولا الى دحر المانيا النازية، لكن العديد يأخذ عليه مواقف عنصرية وكذلك سياسات استعمارية في المستعمرات البريطانية السابقة.

الى ذلك، ورغم مناشدات زعماء استراليا بإلغاء الحدث خشية حدوث موجة ثانية من العدوى بفيروس كورونا، شارك الآلاف في احتجاجات سلمية في مجملها وراعت قواعد التباعد الاجتماعي.

وسار محتجون في الشوارع خصوصاً في بيرث وملبورن وسيدني وتجمع آخرون في متنزهات عامة ورفعوا لافتات كُتب عليها "لا عدالة، لا سلام" و"نأسف للإزعاج، نحاول تغيير العالم".

وفي أوج الجدل حول العنصرية حول العالم، طلب رئيس الوزراء جاستن ترودو أمس الأول إجراء تحقيق مستقل في فيديو "صدمه" لتوقيف زعيم من السكان الأصليين بوحشية من قبل الشرطة الفدرالية.

وعلق ترودو على لقطات صورتها ونشرتها الشرطة بنفسها لأحد عناصر "الدرك الملكي الكندي" يندفع باتجاه آلن آدم عند خروجه من سيارته ويلقيه أرضا بعنف ويضربه على وجهه، بقوله: "نعرف أنه ليس حادثاً معزولاً وأن عدداً كبيراً من الكنديين السود أو السكان الصليين لا يشعرون أنهم آمنون في مواجهة الشرطة، وهذا غير مقبول وكحكومة علينا أن نغير ذلك".

ويظهر في الفيديو الذي تبلغ مدته نحو 12 دقيقة آدم وهو يجري نقاشاً حاداً مع شرطي أمام كازينو في مقاطعة ألبرتا، بينما يتم استجواب زوجته بشأن لوحات تسجيل السيارة التي انتهت مدتها. وتطور النقاش قبل أن يندفع شرطي آخر باتجاه الزعيم آدم ويلقيه أرضا ويلكمه بعنف على وجهه.

في إطار التعبئة ضد العنصرية، عاد الجدل إلى ألمانيا بشأن وجود كلمة "عرق" في دستورها، الذي أقر في 8 مايو 1945 ويتضمن رؤية عرقية وبيولوجية للبشر موروثة عن القرن التاسع عشر وينص بشكل واضح على الرغبة في رفض جذري لاضطهاد النازيين للأقليات.

وفي سياق الحراك العالمي، دعت الدول الإفريقية أمس الأول مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تنظيم نقاش عاجل حول العنصرية والعنف الأمني.

back to top