مواجهة الضم... وثلاثة أوهام يجب تبديدها
يجب عدم الركون إلى بالونات التخدير التي يطلقها الإعلام الإسرائيلي حول خلافات أميركية- إسرائيلية لا وجود لها، فحكومة إسرائيل التي ضمت متنافسين لدودين، نتنياهو وغانتس، لم تشكل إلا لتنفيذ الضم والتهويد وصفقة القرن بكل ما تمثله من نوايا التصفية لكل الحقوق الفلسطينية.
![مصطفى البرغوثي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1564897822016822100/1564897879000/1280x960.jpg)
الوهم الثاني، الاعتقاد أن إسرائيل ستمنح الجنسية الإسرائيلية للفلسطينيين المقيمين في المناطق التي ستُضم، وهذا الوهم المريع يتجاهل ما أعلنه نتنياهو بلسانه، وما نصت عليه صفقة القرن بكلام واضح كالشمس، بأن الأرض ستُضم دون سكانها، الذين سيصبحون أغرابا في أرضهم، وستحال الأراضي التي يملكونها إلى ملكية دولة إسرائيل، التي قد تؤجرهم أرضهم لفترة من الزمن قبل أن تستولي عليها نهائيا، وأن ما يقوم به نتنياهو هو تكريس نظام قانونين في أرض واحدة، قانون لمصلحة اليهود الإسرائيليين، وقانون آخر يضطهد الفلسطينيين، وهذا ما نسميه نظام الأبارتهايد العنصري. الوهم الثالث، الذي يجب تبديده الاعتقاد بأن الضم يمكن مكافحته بالعمل الدبلوماسي فقط، وبدون حل مشكلة الانقسام الداخلي الفلسطيني.العمل الدبلوماسي مهم، ولكنه مجرد عنصر واحد من عناصر مقاومة المخطط الإسرائيلي، ونظام الأبارتهايد العنصري الذي أنشأه، ولا بد أن يترافق مع جهد وطني مشترك وموحد، لتصعيد المقاومة الشعبية في وجهه، ولخلق آليات لتوحيد النضال الفلسطيني المشترك في الداخل مع مثيله في الأراضي المحتلة، ومع جهد اللاجئين وجميع الفلسطينيين المقيمين في الخارج، ولا بد أن يركز إلى جانب المقاومة في فلسطين على تصعيد حركة المقاطعة وفرض العقوبات على نظام الاحتلال والضم والأبارتهايد الإسرائيلي، وكل ذلك يمثل أجزاءً من الاستراتيجية الوطنية البديلة المطلوبة.ولعل أفدح الأوهام الاعتقاد بأن كل ذلك يمكن تحقيقه بجهد فصيل واحد، ودون إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني وتشكيل قيادة وطنية موحدة بالفعل والمضمون لا بالاسم فقط، قيادة قائمة على مبدأي الشراكة الحقيقية والديمقراطية الداخلية، مع وحدة القرارات الكفاحية والسياسية.المسؤولية هائلة، ولكن الطريق واضح، والنصر ممكن، إذا ما تم التخلي عن أوهام وأدوات وأفكار الماضي، وتبني رؤية كفاحية عيونها على المستقبل لا الماضي. * الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية