الجزائر ترفض الحسم العسكري في ليبيا وتستقبل عقيلة صالح
• القاهرة تقلل من أهمية دعوة أنقرة للحوار
• حكومة الوفاق تخطط لانتزاع نفط الجنوب
وصل رئيس مجلس النواب الليبي، في طبرق، المعترف به دوليا، عقيلة صالح، إلى الجزائر، في زيارة مفاجئة أمس، وأفاد التلفزيون الجزائري الرسمي بأن رئيس المجلس الشعبي الجزائري سليمان شنين، ووزير الخارجية صبري بوقادوم، كانا في استقبال صالح في مطار الجزائر الدولي بالعاصمة.وجاء وصول صالح بعد ساعات من تجديد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون عرض بلاده للوساطة بين فرقاء الأزمة الليبية، وقال تبون إن "الحسم في ليبيا لن يكون عسكرياً"، مشددا على أن الجزائر "تقف على نفس المسافة" من جميع أطراف النزاع.لكنه أوضح أن بلاده "لن تدخل في لعبة المد والجزر بين الطرفين المتصارعين، إذ يطلب الخاسر في كل مرة وقف إطلاق النار والرابح يرفض"، مؤكدا أن الجزائر قالت سابقا إن "طرابلس خط أحمر، لأن سقوطها يعني نهاية الدولة هناك، وبداية حرب أهلية قرب حدودها".
ويأتي وصول صالح، المدعوم من قوات "الجيش الوطني"، بزعامة المشير خليفة حفتر، في ظل تقدم ميداني لقوات حكومة الوفاق الليبية، الموجودة بالعاصمة طرابلس، والمدعومة من أنقرة بالمناطق الغربية.ووسط حالة من الصمت المصري، الذي يصل إلى حد التجاهل، واصل كبار المسؤولين الأتراك محاولة كسر الجمود في العلاقات بين القاهرة وأنقرة، المستمر سياسيا منذ نهاية 2013، عبر "البوابة الليبية"، إذ دعا مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية، الحاكم في تركيا، ياسين أقطاي، أمس، إلى تجاوز الخلافات بين البلدين في شرق البحر المتوسط، وهي الدعوة التركية الثانية في غضون أيام، بعد تصريحات مماثلة لوزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، حمل فيها "التوازنات في ليبيا" مسؤولية "تعطيل تطبيع العلاقات". وقال أقطاي إن بلاده ومصر لهما مصالح مشتركة في مياه المتوسط الدولية، مضيفا: "لذلك من الأفضل أن نغض الطرف عن الخلافات بيننا في هذا الموضوع. نحن نختلف في قضية ليس من الحكمة أن نكون أعداء في كل القضايا، فعلى سبيل المثال نحن نتفق مع روسيا في أمور ونختلف في مواضيع أخرى".ولم تعر الحكومة المصرية أي اهتمام رسمي للدعوات التركية، بينما قال مصدر مصري مطلع لـ"الجريدة" إن الدعوات التركية للحوار الآن تحديدا هي تحرك مفهوم تماما، قبل الزيارة المرتقبة لوزير خارجية اليونان نيكوس دندياس لمصر نهاية الأسبوع الجاري، والتي قد تشهد حديثا عن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، بعد توقيع اليونان وإيطاليا اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بينهما الأسبوع الماضي، وهو ما يعني أن تركيا أصبحت معزولة على أرض الواقع في شرق المتوسط، لذا لم يكن غريبا أن تسعى للحوار مع القاهرة".من جانب آخر، شن أقطاي هجوما لاذعا على حفتر، واتهمه بنقض الاتفاقات السابقة، واتفاق "الصخيرات" الذي انبثقت منه حكومة "الوفاق" المعترف بها دوليا.وفي وقت سابق، طالب نائب وزير الخارجية المصري للشؤون الإفريقية السفير حمدي لوزا أعضاء "الائتلاف من أجل الساحل"، باتخاذ موقف حازم من الدول التي تقوم بتمويل وتدريب ونقل الإرهابيين من سورية إلى ليبيا، لما يمثله ذلك من تهديد وخطر على دول الجوار، وبصفة خاصة دول الساحل الخمس، وذلك خلال مشاركته أمس الأول في الاجتماع الوزاري الأول الذي دعت إليه فرنسا لمبادرة "الائتلاف من أجل الساحل"، والتي تهدف إلى مكافحة الإرهاب ودعم القدرات العسكرية لدول الساحل.في الأثناء، صرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي بأن الرئيس الفرنسي رحب بـ"إعلان القاهرة" خلال مكالمة مع نظيره المصري عبدالفتاح السياسي، مؤكدا أهميته في سبيل العمل على تغليب المسار السياسي كحل اصيل للأزمة الليبية ودعم جهود الجيش الوطني في مكافحة الإرهاب.يأتي ذلك بينما جددت الإمارات وفرنسا دعمهما للمبادرة المصرية بشأن ليبيا، وأكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد أنه اتفق مع الرئيس الفرنسي على دعم "إعلان القاهرة"، وتفعيل مخرجات "مؤتمر برلين"، بما يحافظ على وحدة الأراضي الليبية ويصون مواردها.ميدانيا، أفادت التقارير الواردة من ليبيا بأن حكومة الوفاق تخطط لانتزاع السيطرة على حقول النفط الجنوبية من قوات حفتر، بدلا من اقتحام مدينة سرت الواقعة وسط البلاد.