بعد توقف استمر أشهراً جراء أزمة «كورونا»، بدأت «العربات المتنقلة» تستعيد عافيتها وتتخطى مرحلة الخسائر إلى تعويض جزء منها داخل المناطق المعزولة، حيث تحاول أن تؤدي دوراً مسانداً للأسواق الغذائية.

ومنذ الإعلان عن انتهاء الحظر الكلي بدأت العربات المتنقلة تستعيد نشاطها من جديد، لكن وفق ضوابط محددة وساعات عمل معينة خلال فترة السماح، وداخل مناطق محددة حسب توزيع وزارة التجارة، وبات العديد من أصحاب العربات يتأقلمون تدريجياً مع الإجراءات الوقائية وضوابط الجهات الصحية، إذ تم إدراج خدمة التوصيل إلى المنازل مع توفير المعقمات والمناديل المطهرة لدى تسلّم الطلب من العربة، وعدم السماح للزبون بالنزول من السيارة تجنباً للتعرض للإصابة.

Ad

وقال رئيس اتحاد العربات المتنقلة عبدالمحسن البسام لـ«الجريدة» إنه منذ الإعلان عن الحظر وعزل بعض المناطق تم التنسيق مع وزارتي التجارة والداخلية لتوزيع 60 عربة متنقلة داخل منطقتي جليب الشيوخ والمهبولة، ومع ازدياد المناطق المعزولة طلبنا توفير عدد أكبر من العربات لدعم توفير الاحتياحات الغذائية لسكان تلك المناطق.

وأضاف البسام أن عمل العربات المتنقلة إلى الآن لم يعد إلى نشاطه الطبيعي، بل انحصر فقط في مناطق معينة حسب توجيهات بلدية الكويت ووزاتي التجارة والداخلية، موضحاً أن الموقع الإلكتروني لحجز المواقع التي وفرته «التجارة» مازال مغلقاً على الرغم من احتياج الوضع العام لدور العربات المتنقلة.

وأشار إلى أن أصحاب العربات كأصحاب أي مشروع تأثروا بموجة كورونا وتبعاتها، والكثير منهم تعرضت عرباته ومنتجاته للتلف بسبب وقوفها طويلاً.

تخفيف الضغط

من جانبه، دعا الناطق الرسمي لاتحاد العربات المتنقلة ناصر الهاجري أصحاب العربات المتنقلة للأنشطة المسموح لها مزاولتها خلال المرحلة الأولى إلى التسجيل عبر رابط إلكتروني تابع لوزارة التجارة مخصص لأصحاب العربات، للعمل داخل المناطق المعزولة من أجل تخفيف الضغط عن مراكز التسوق وتوفير الاحتياجات لأهالي المناطق، موضحاً أن نحو 20 عربة متنقلة تمارس نشاطها داخل كل منطقة من المناطق المعزولة مؤخرا حتى الآن.

ولفت الهاجري في تصريح لـ«الجريدة» إلى أن زيادة المناطق المعزولة تتطلب زيادة عدد العربات المتنقلة كمنافذ بيع داخل هذه المناطق، إضافة إلى أنها بمنزلة تحريك لسوق العربات المتنقلة التي توقف العمل بها منذ شهرين، مبيناً أنه يتم إصدار تصاريح لتسهيل الدخول والخروج من خلال النقاط الأمنية.

التزام بالإجراءات الوقائية

من جانبه، قال يحيى الرشيدي صاحب إحدى العربات في «جليب الشيوخ»، لـ«الجريدة»، إن هذه المنطقة تحتاج إلى عدد كبير من العربات المتنقلة لخدمة السكان ومساندة الأسواق الغذائية، لأنها غير كافية لتغطية احتياجاتهم، مبيناً أنه يقدم السلع بأسعار منخفضة مراعاة للجوانب الإنسانية للعديد من قاطني المنطقة خصوصاً من لايملك قوت يومه.

وتابع الرشيدي أن أصحاب العربات ملتزمون بالإجراءات الوقائية مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي للمقبلين على الشراء وعدم نزول البائع من السيارة بل عبر شباك مخصص للبيع، مبيناً أنه في بعض الأحيان تشن الجهات المسؤولة حملات على الباعة الجائلين تشمل عمالة أصحاب العربات المتنقلة لكن يتم تدارك الأمر في النهاية.

جانب إنساني

من ناحيته، قال مشعل الظفيري صاحب إحدى العربات في منطقة خيطان، لـ «الجريدة»، إن وجود أغلب العربات في المناطق المعزولة هو جانب إنساني أكثر مما هو ربحي، متابعاً: «نحاول مساعدة السكان عن طريق خفض الأسعار أو التغاضي عن بعض الحالات، وهذا أمر مهم في استمرار أي نشاط».