تخطط مكتبة الكويت الوطنية لتقديم حزمة من الخدمات الإلكترونية، وتهدف من خلالها إلى تعزيز استخدام أحدث النظم الذكية والتقنية، والتي تساعد في جودة العمل، وتسريع عملية حصول الجمهور على الخدمات التي تقدمها المكتبة، وفي ظل أزمة كورونا قدمت المكتبة جهودا حثيثة حتى تستمر في تقديم خدمات لجمهورها المثقف.

وقالت المديرة العامة لمكتبة الكويت الوطنية الشيخة رشا الجابر إنه في ظل جائحة كورونا التي ألمت بالعالم أجمع، وفي ظل ظروف الحظر استمرت المكتبة في التواصل مع الجمهور الكريم على مدى الأشهر العديدة الماضية، من خلال حساباتها على مواقع التواصل، عبر توفير محتوى أدبي وفني وفكري مستمر يخدم جميع شرائح المجتمع، وأطلقت إدارة حق المؤلف مؤخرا خدمة الواتساب لقسم الإيداع والترقيم الدولي، للرد على الاستفسارات على رقم 22929802.

Ad

وأشارت الجابر الى أن الهدف منها هو الرد على استفسارات المراجعين لسهولة وسرعة التواصل مع الجمهور عن طريق الواتساب، بالإضافة إلى البريد الالكتروني للقسم نفسه الذي تم الاعلان عنه من قبل.

وأضافت: "نظرا لاستمرار تعطيل العمل في مكتبة الكويت الوطنية، ولكثرة الاسئلة حول كيفية الحصول على شهادة ايداع مصنف فني أو أدبي أو كيفية الحصول على رقم دولي معياري للكتاب، تقرر اتاحة بريد الكتروني وبعده رقم واتساب للتواصل لذلك الغرض".

ذاكرة الكويت

وتابعت الجابر: "حقيقة مكتبة الكويت الوطنية استمرت في العمل والتواصل مع الجمهور خلال جائحة كوفيد-19، لأنه كان من الأهمية بمكان ان تستمر المكتبة في مواكبة الحدث، وتوفير متنفس للجمهور الكريم، وبالرجوع الى حساب المكتبة على الانستغرام تظهر جليا الفعاليات والمبادرات التي استمرت المكتبة توفيرها للجمهور (كبارا وصغارا)".

وبينت ان "من أهم المبادرات إتاحة مكتبة الكويت الوطنية مكتبتها الرقمية (ذاكرة الكويت) لمدة معينة، وهي حالة استثنائية عادة من يستطيع الاطلاع عليها من يزور المكتبة، ولا تنشر خارج مبنى المكتبة، لكن نظرا لتعطيل العمل في المكتبة، والظرف الصحي الاستثنائي الذي تمر به البلاد والعالم، تقرر إتاحة ذاكرة الكويت، وهذه المجموعة من الكتب تمتلكها المكتبة وحولتها رقميا، وهي كتب ومصادر معلومات مختلفة تتحدث كلها عن الكويت".

وأفادت بأنه تم إنشاء هذه المنصة بمبادرة من مكتبة الكويت الوطنية لتصل الماضي بالحاضر باحتوائها على كتب ودوريات ووثائق ومقتنيات تؤرخ مراحل تطور الكويت، من خلال منصة رقمية تفاعلية تستخدم تقنيات حديثة تتماشى مع رؤية المكتبة لمواكبة احدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات، والتي تتيح لعامة الزوار الاطلاع على أهم مقتنيات المكتبة التراثية.

واجب وطني

وأضافت الصباح أنه بالتوازي مع هذه المبادرة دعت مكتبة الكويت الوطنية المؤلفين ودور النشر للمشاركة ودعم المبادرة، من خلال إتاحة كتبهم وإصداراتهم عبر صفحة انشئت خصيصا لذلك على الموقع الرسمي لمكتبة الكويت.

وقالت: "ندعو المؤلفين ودور النشر الذين لم يبادروا بإتاحة إصداراتهم بعد أن يبادروا لذلك، علما أن خاصية التنزيل والطباعة للكتب الرقمية معطلة، سواء الموجودة في ذاكرة الكويت أو المتاحة من قبل المؤلفين أو دور النشر، تأكيدا من المكتبة، وحرصاً منها على حماية حقوق المؤلفين، لكننا نرى أن هذه المبادرة والاتاحة واجب وطني وإنساني في ظل هذه الظروف العالمية الصعبة". وأشادت بمبادرات المؤلفين في مجالات أخرى، مثل تعاون مكتبة "حزاية" مع المكتبة الوطنية في نشر سلسلة من القصص الهادفة موجهة للأطفال.

الملكية الفكرية

وتطرقت الجابر إلى أنشطة وفعاليات المكتبة، قائلة: "اطلقنا موسمين لبث مباشر عبر انستغرام سميناه "بث العشرون"، والموسم الأول كان عبارة عن سلسلة مقابلات بمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية الذي يحتفل فيه العالم يوم ٢٦ ابريل من كل عام.

ولفتت الى ان احتفالية هذا العام حملت شعار "لنبتكر من أجل مستقبل أخضر"، وكان من المقرر أن تحييه المكتبة من خلال ندوة في مسرح المكتب، "ونظرا لتعطيل العمل بسبب جائحة كورونا، قررنا أن نقابل الضيوف المختصين على الهواء مباشرة".

وتابعت: "بعد ذلك اطلقنا بث العشرون الموسم الثاني ضم كوكبة من الضيوف المميزين المتخصصين في شتى المجالات، ولم ننس فعالية كتاب الشهر، التي استضفنا خلالها في شهر رمضان غنيمة الفريح، مؤلفة كتاب زوارة أول".

التقنيات الحديثة

وشددت الجابر على أن مكتبة الكويت الوطنية ستستمر في العمل على مواكبة التقنيات الحديثة، لتوفير العديد من خدماتها عن بعد، وهذه أحد محاسن جائحة كورونا التي لا شك ستغير نمط سير العمل، والإسراع في تبني تقنيات المعلومات والاتصالات في مكتبة الكويت الوطنية في المستقبل القريب بإذن الله.