الاستجوابات لمصلحة من؟
مع تزايد صفقات الفساد وفضائح غسل الأموال التي تنشرها صحف الدول الغربية لم يجد نوابنا مادة مستحقة تلهي الشارع الكويتي سوى هذه الاستجوابات، فهناك تذمر شعبي كبير من أداء المجلس الحالي ومع اقتراب الانتخابات القادمة التي لم يتبق عنها سوى أشهر قليلة سيعود الناخب إلى الواجهة مرة أخرى فهل سيكون على قدر المسؤولية هذه المرة؟
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
لو كان استجواب وزير التربية بسبب تراجع مستوى التعليم وتأخره في مؤشرات القياس العالمية أو لضعف مخرجاته ودوره في برامج التنمية لكان مقبولاً، ويمكن فهمه، لكنه وبكل أسف جاء ليضرب مستقبل جيل كامل بخلاف ما كنا نأمل من السادة النواب بدعم قرار استمرار العام الدراسي وتفعيل التعليم عن "بُعد" بحسب الخطة المعلنة.استجواب وزير المالية براك الشيتان يطلق عليه استجواب كسر العظم أو استجواب التجار الذي جاء على خلفية بعض القرارات التي اتخذها، لذلك لن تكون نتائجه سهلة على الحكومة ولا على مستقبل الكثير من النواب إن مضوا في طرح الثقة، وحينها سيكون الطريق مغلقاً تماماً شعبياً، وقد يصل الأمر بالمجلس إلى نهاية الطريق.مع تزايد صفقات الفساد وفضائح غسل الأموال التي تنشرها صحف الدول الغربية لم يجد نوابنا مادة مستحقة تلهي الشارع الكويتي سوى هذه الاستجوابات "عش رجبا ترى عجبا"، فهناك تذمر شعبي كبير من أداء المجلس الحالي ومع اقتراب الانتخابات القادمة التي لم يتبق لها سوى أشهر قليلة سيعود الناخب إلى الواجهة مرة أخرى فهل سيكون على قدر المسؤولية هذه المرة؟الجواب أستبعد ذلك كثيراً، فمفردات التغيير مازالت غائبة والتشاوريات قد زكت مرشحيها تحت عين الحكومة، والتغيير محصور بالأسماء، والناخب مازال حبيس مصالحه، فأبو طبيع لن يتخلى عن طبعه وسيعاود جزء كبير من المجتمع مزاولة هوايته بندب حظة على وسائل التواصل الاجتماعي.الخلاصة أن التغيير مطلب الشعوب الحية لكن الوصل إليه يتطلب إدارة وهمة عالية، وقد أشار سبحانه وتعالى إلى هذه الحقيقة في سورة الرعد (الآية - 11): "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ". ودمتم سالمين.