الرؤية المشتركة بين الهند وأستراليا... بداية التزام أمني بحري
![ذي دبلومات](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1616610621333007000/1616610658000/1280x960.jpg)
أولاً، يذكر الإعلان خطة دقيقة لتطوير "مبادرة المحيطَين الهندي والهادئ". اقترح مودي هذه المبادرة للمرة الأولى خلال قمة شرق آسيا في عام 2019، باعتبارها شكلاً من التعاون لضمان "مجال بحري آمن ومستقر"، وذكر مودي في ذلك الخطاب أن "الركيزة الأمنية" للمبادرة قد تبدأ خلال ورشة عمل ثلاثية بين الهند وأستراليا وإندونيسيا في قمة شرق آسيا حول الأمن البحري (حصلت لاحقاً في الهند في فبراير 2020). كذلك، اعترف مودي بالرؤية الإيجابية التي تحملها أستراليا تجاه "مبادرة المحيطَين الهندي والهادئ"، لذا قد تتحول هذه المبادرة في المرحلة المقبلة إلى أداة جديدة للتعاون الأمني البحري بين الهند وأستراليا، فلا يزال الوقت مبكراً لمعرفة النتيجة النهائية وتبقى التفاصيل قليلة حتى الآن، لكن من الواضح أن المبادرة ستشمل بلداناً أخرى، وتبدو إندونيسيا التي شاركت في استضافة ورشة العمل خلال قمة شرق آسيا شريكة محتملة، فحين زار مودي جاكارتا في عام 2018، وقّع على إعلان مماثل حول "رؤية مشتركة" مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو (نطاقها أوسع بكثير من النسخة الهندية الأسترالية). ثانياً، يذكر الإعلان أن التعاون البحري سيطاول جميع المستويات الثنائية والإقليمية والمتعددة الجوانب، فأصبح التعاون التنفيذي على المستوى الثنائي ومتعدد الجوانب قيد التنفيذ أصلاً، واستكمل التدريب البحري الثنائي "أوسيندكس" الذي انطلق في 2015 جولته الثالثة في السنة الماضية، كذلك شاركت أستراليا في نسخ متعددة من تدريب "ميلان" بقيادة البحرية الهندية. أخيراً، وقّع البلدان على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المتعلقة بمجالات معينة من التعاون، منها التهديدات السيبرانية وقطاعات العلوم والتكنولوجيا، وتبرز من بينها "اتفاقية الدعم اللوجستي المتبادل"، فهي تسمح بتطبيق تدابير أمنية بحرية خاصة على غرار زيارة الموانئ واستعمال القواعد البحرية، فضلاً عن تعزيز التعاون في مجالات مثل المساعدات الإنسانية وجهود الإغاثة خلال الكوارث، ومن المتوقع أن تُمهّد "اتفاقية الدعم اللوجستي المتبادل" لترسيخ الشراكة الثنائية، وسبق أن حدّد المحللون مناطق عمل محتملة لتطبيق التعاون بين الطرفين، بما في ذلك إطلاق عمليات مشتركة في أراضي الجزيرة.باختصار، تشكّل هذه العناصر المستجدة كلها خطوة كلامية وتنظيمية أولى تمهيداً لإرساء شراكة أمنية بحرية بين الهند وأستراليا في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ، يبقى أن نتأكد من درجة التزام مودي وموريسون بهذه المبادرة.* أنكوش واغل* «دبلومات»