خلال البحث في أرشيف الرسائل بمكتبتي، لفت نظري هذا المظروف العجيب، وله أربع فوائد، كالتالي:

1- تستخدم هذه الورقة كمظروف للرسائل عند طيّ الأجزاء وثنيها، فيصبح مظروفاً بريدياً.

Ad

2- تستخدم في الجهة الثانية الخلفية لكتابة الرسالة.

3- جاهز وعليه طابع البريد، ولا يحتاج أحد منا إلى الذهاب لمكتب البريد لشراء الطابع.

4- على المظروف صورة لأحد المعالم المهمة في الكويت، كوسيلة للدعاية، وتعريف دول العالم بما لدينا من معالم سياحية.

هذه الأنواع من المظاريف أصدرتها وزارة المواصلات في الكويت خلال فترة السبعينيات أيام تولّي الأخ العزيز عبدالرحمن خالد الغنيم وكالة الوزارة. ويدرك الأخ بوهيثم أهمية مثل هذه المظاريف، لاجتماع أكثر من خاصيّة في محتواها، فهي رخيصة الثمن، وتوفّر الجهد بوقت قصير وقت كتابة الرسالة على نفس المظروف، وإلى مرحلة الإلقاء بداخل صندوق البريد من دون تضييع الوقت في البحث عن المظاريف أو الطوابع في أيام العطل أو في أوقات غير العمل الرسمي.

وهذا المظروف ورد لي عندما كنت أدرس بجامعة الإسكندرية في بداية السبعينيات من الأخ العزيز عبدالوهاب عبدالله الغانم، وخطّه وأسلوبه رائعان في الكتابة، وهو في الحقيقة فنان قدير، ويرسم لوحات جميلة جداً بكامل الدقة، لكنّه يتحاشى الظهور أمام الأضواء تواضعاً، كما أنه كريم يمنح خدماته للأصدقاء من دون مقابل، وتفضَّل مشكوراً بتصميم صفحة غلاف كتابي الأول (الاقتصاد الكويتي القديم - 1977) والرسومات التراثية بداخله، فله الشكر والثناء.

كنت أتمنى أن تستمر هذه المظاريف إلى وقتنا الحاضر، لكن الناس أصبح لديها عزوف عن كتابة الرسائل الورقية، والاتجاه إلى الرسائل الإلكترونية، التي تتلاشى وتختفي لأي ظرف أو خطأ، في حين أن تلك الرسائل الورقية باقية، وهي أقرب إلى القلب والعاطفة، ومحفوظة عبر السنوات والأزمان.