يدخل «قانون قيصر» الأميركي، الذي سيفرض عقوبات قاسية على سورية، حيز التنفيذ غدا، بعد 6 أشهر على توقيعه في ديسمبر الماضي، من قبل الرئيس دونالد ترامب، وابتداء من سريان القانون ستفرض الولايات المتحدة عقوبات على أي جهات (مؤسسات، شركات أو أشخاص) تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تمويل الحكومة السورية ودعم عملياتها العسكرية. وفي روحية القانون تصويب مركز على الأطراف الأجنبية التي تساعد دمشق على الالتفاف على العقوبات أو الاستثمار في إعادة الأعمار.

ويصف مقال نشره تلفزيون «الحرة» الأميركي الوضع مع سريان القانون بأن دمشق ستجد نفسها «بين فكي قيصرين»، من جهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «قيصر الكرملين»، بضغوطه ومطالبه التي ستطاول صلاحيات الرئيس بشار الأسد، أو الأسد نفسه، وبين قبضة «قانون قيصر» الأميركي الذي ينص على تجميد مساعدات إعادة الإعمار، وفرض عقوبات على الحكومة السورية وشركات متعاونة معها، ما لم يحاكم مرتكبو الانتهاكات التي وقعت خلال الأزمة السورية.

Ad

التظاهرات

وعشية دخول «قانون قيصر» حيز التنفيذ، أفاد موقع «السويداء 24» بأن المخابرات السورية نفذت حملة اعتقالات بحق المتظاهرين، وقمعت تظاهرة كانوا يشاركون فيها بمدينة السويداء التي تقطنها غالبية درزية أمس.

من ناحيته، قال الناشط السوري جبر حناوي إن «العشرات من أبناء السويداء خرجوا بتظاهرة جابت عددا من شوارع المدينة، ولدى وصولها إلى ساحة السير اعترضها بعض الموالين للحكومة، واتهموا المتظاهرين الذين يهتفون ضد بشار الأسد مطالبين برحيله، بأنهم مرتبطون مع جهات خارجية».

وأضاف حناوي أن الأمر تطور، مما أدى الى وقوع عراك بين الطرفين، الأمر الذي دفع قوات مكافحة الارهاب، التابعة للحكومة، الى التدخل واعتقال ثلاثة من المتظاهرين. وفي بلدة الكرك الشرقي بريف درعا الشرقي، شوهدت كتابات وعبارات مناوئة للحكومتين السورية والإيرانية، جرى خطها على جدران أحياء ومدارس البلدة.

«مسار أستانة»

وفي إسطنبول، قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، في مقابلة صحافية مشتركة مع نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو، أمس، إن بلاده ستعقد قمة عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع روسيا وتركيا، ضمن مسار استانة حول سورية.

وفي طهران، أكد الناطق باسم الخارجية الإيرانية سيد عباس موسوي، امس، حصول القمة، مشيرا إلى أن موعدها سيحدد قريبا، وأضاف ان «زيارة ظريف لأنقرة اليوم، ومن ثم غدا لموسكو، تأتي بناء على ضرورة إجراء مباحثات دبلوماسية مع تركيا وروسيا» بشأن سورية.

الأسد

على صعيد آخر، كشف الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، عن «بعض الأخطاء ارتكبها حزب البعث الحاكم خلال مسيرته، مما تسبب في تراجع دوره في بعض المراحل».

وأوضح الأسد، في كلمة مكتوبة لأعضاء الحزب الحاكم قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في 19 يوليو المقبل، «أن أخطاء حزب البعث الحاكم تسببت في تغييب الكوادر ذات الكفاءة»، قائلا: «مسيرة الحزب لم تخل من الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الأحزاب، والتي أدت لتراجع دوره في بعض المراحل».

وأضاف أن «تلك الأخطاء أدت إلى تغييب الكوادر ذات الكفاءة عن ممارسة حقها وواجبها في الترشح والانتخاب والمشاركة في إيصال القيادات الكفؤة لتمثيلها في المواقع الحزبية أو في المؤسسات الوطنية المنتخبة»، مبينا أنه «لا بد من القيام بأهم إجراء يحفظ المؤسسة الحزبية ويطورها ويقويها، وهو توسيع مشاركة القواعد الحزبية في اختيار ممثليهم لمجلس الشعب».

ريبال الأسد

من ناحية أخرى، نشر ريبال رفعت الأسد صورا لابن عمه الرئيس، خلال مرحلة مراهقته وهو يحمل السلاح في احد التدريبات العسكرية بالمجموعات التابعة لميليشيات «سرايا الدفاع»، مطالبا إياه بالوفاء لعمه رفعت.

وكتب ريبال، على صفحته في «فيسبوك»، «كونوا أوفياء لتلك القيم والمبادئ التي تعلمتموها في معاقل الفرسان وللقائد (رفعت أسد) الذي علمنا ما معنى الفروسية والشجاعة والتضحية والفداء والإيثار، فوالله لولاه (رفعت) لما كنتم ولا كنا».

وعلق أحد المتابعين ان «الأساس هو الرئيس الراحل حافظ الأسد ومن بعده ابنه بشار»، مما دفع ريبال للرد عليه بنشر صورة لمنشور قديم له يؤكد خلاله أن «بشار قال حرفيا في إحدى الدورات العسكرية: لولا عمي رفعت لما كنا أصلا موجودين هنا».

الوضع الميداني

ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل المسؤول العسكري العام لـ»حراس الدين»، وهو اردني وقائد عسكري آخر يمني في التنظيم المتشدد بغارة درون في مدينة إدلب شمال غربي سورية، التي شهدت مناطق بريفها قصفا روسيا.

الفرقة الرابعة

في غضون ذلك، وبينما سيرت القوات التركية مع نظيرتها الروسية دورية مشتركة جديدة شمال شرقي سورية، حيث جابت الدورية قرى واقعة على الشريط الحدودي مع تركيا بريف بلدة رميلان، تداولت وسائل إعلام محلية، بنجاح الضغوط التي تمارسها روسيا على ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، وقائد «الفرقة الرابعة» في الجيش، من أجل سحب عناصر الفرقة وإعادتهم إلى الثكنات العسكرية.

وذكرت شبكة «دير الزور 24» أن محافظة دير الزور شهدت سحب «الفرقة الرابعة» لجميع حواجزها من النقاط التي كانت تنتشر فيها، مؤكدة أن عناصر الفرقة لم تغادر المحافظة، بل انسحبت إلى ثكناتها ومقراتها في محيط المدينة.

كما تحدثت بعض المواقع عن انسحاب عناصر تابعين لـ«الفرقة الرابعة» من عدد من الحواجز في ريف درعا الغربي.