في حين حذرت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الكويتية من أن فئات بعينها تعتبر الأكثر خطورة عند الإصابة بمرض «كوفيد 19» منها الحوامل والمسنون وأصحاب الأمراض المزمنة وأصحاب المناعة الضعيفة، تشير إحصائيات صحية رسمية إلى أن عدد المصابين بالأمراض المزمنة غير المعدية وكبار السن في البلاد قد يصل إلى مليون شخص، مما يستدعي الحذر والحرص الشديد من تلك الفئات، وعدم تعرضها للخطر خلال الأيام الحالية والمقبلة، جراء المضاعفات الخطيرة لذلك عليهم أكثر من غيرهم.

وتظهر إحصاءات وزارة الصحة أن العدد الإجمالي لكبار السن في الكويت يبلغ 111 ألفاً و782 شخصاً، من بينهم 62 ألفاً و257 كويتياً وبنسبة 4.3 في المئة من مجمل أعداد الكويتيين.

Ad

وتؤكد الإحصاءات الرسمية أيضاً أن معدل انتشار الأمراض المزمنة غير السارية في المجتمع الكويتي شهدت تصاعداً خلال السنوات الماضية، وتأتي ضمن الأسباب الرئيسية للوفاة، إذ تشكل هذه الأمراض ما نسبته 72 في المئة من أسباب الوفيات في الكويت، في حين تمثل أمراض القلب والأوعية الدموية ما نسبته 41 في المئة من الوفيات.

ووفق الإحصاءات والدراسات الصادرة عن الجهات الرسمية والمتخصصين في أمراض السكري فإن نسبة انتشار مرض السكري في المجتمع الكويتي تصل إلى 20 في المئة.

«الجريدة» سألت عدداً من المتخصصين، عن أسباب تصنيف تلك الفئات ضمن الأكثر خطراً عند الإصابة بفيروس «كورونا»، وما الآليات والطرق التي يجب عليهم اتباعها واتخاذها في سبيل حماية أنفسهم من الإصابة بالمرض.

بداية، كشفت رئيسة قسم الخدمات الصحية لكبار السن في إدارة الخدمات الصحية لكبار السن في وزارة الصحة د. آسيا الحمدان أن العدد الإجمالي لكبار السن في الكويت يبلغ 111 ألفاً و782 شخصاً، بينهم 62 ألفاً و257 كويتياً وبنسبة 4.3 في المئة من مجمل أعداد الكويتيين، و49 ألفاً و525 من غير الكويتيين.

وقالت الحمدان لـ«الجريدة» إن القانون الكويتي عرف كبير السن على أنه كل من بلغ سن الـ 65 عاماً فما فوق، مشيرة إلى أن نسبة كبار السن الكويتيين سترتفع لتصل إلى 20 في المئة من تعداد الكويتيين بحلول سنة 2050.

15% وفيات

وأوضحت أن فئة كبار السن تعتبر من الفئات الأكثر اختطاراً في حال تعرض هؤلاء للإصابة بفيروس «كورونا»، خصوصاً من تجاوز عمره 80 عاماً، إذ أثبتت الدراسات أن نسبة الوفاة قد تصل إلى 15 في المئة، وكذلك من يعانون أمراضاً تنفسية مزمنة، والمدخن لأكثر من 10 سنوات ومن يعاني سمنة مفرطة أو من يعاني 3 أمراض مزمنة أو أكثر (الضغط، والسكر، والكبد، والكلى، أو أمراض القلب أو الأوعية الدموية)، وأي أمراض تقلل المناعة (أدوية الكورتيزون، أو العلاجات الكيميائية للسرطان، أو أي شكل من حالات فقر الدم، والذين يعانون مشاكل ذهنية وفقد الإدراك والذاكرة والتركيز).

وأكدت أن باستطاعة كبار السن حماية أنفسهم عن طريق اتباع جميع الإجراءات الوقائية لتوفير أقصى درجات الحماية لهم وتطبيق معايير السلامة المعتادة، إضافة إلى البقاء بالمنزل وتجنب مخالطة الناس قدر المستطاع والمحافظة على تناول الأدوية والتغذية السليمة والنظافة من غسل اليدين وتغطية الأنف والفم عند الخروج للضرورة القصوى.

استمرار عمل العيادات

وأكدت الحمدان أن إدارة الخدمات الصحية لكبار السن وضعت خطة توعية لهذه الفئة خلال جائحة «كورونا»، إذ استمر العمل في عيادات الخدمات الصحية لكبار السن بجميع المناطق الصحية يومياً لتأمين خدمة متواصلة وفعالة لهم حتى تحت هذه الظروف.

وأوضحت أنه تم تأمين والإعلان عن وجود خطوط ساخنة للتواصل بين كبار السن وأطباء العيادة في جميع شعب المناطق للرد على الاستفسارات وتأمين توصيل الأدوية لهم بالمنازل لتقليل المخالطة وفرص نقل العدوى لهم، إضافة إلى إرسال بعض الرسائل التوعوية من خلالها.

وذكرت أن الإدارة شاركت خلال جائحة فيروس «كورونا كوفيد 19»، بعدد من المحاجر، إذ تم تشكيل فريق من أطباء وتمريض لمتابعة حالات كبار السن بمحجر منتزه الخيران، وفريق مكون من 20 طبيباً وممرضة ضمن فريق محجر المطار لاستقبال رحلات الإجلاء للعالقين خارج الكويت.

وأشارت إلى مشاركة أطباء من إدارة كبار السن بمحجر صبحان وأرض المعارض بمشرف ومحجر مستشفى الجهراء الجديد، لافتة إلى أن فريق أطباء من الإدارة عملوا جنباً إلى جنب مع أطباء مستشفى جابر لفرز ومعالجة المصابين منذ بداية الجائحة، حتى اليوم.

وأضافت الحمدان أنه في خطوة رائعة تعبر عن التعاون المثالي الفعال والمثمر بين إدارة مستشفى مبارك الكبير وإدارة كبار السن ومستشفى نفط الكويت بالأحمدي، تم نقل 60 مريضاً من كبار السن بالمستشفى بالتدريج لمستشفى الأحمدي القديم لتتم بعدها متابعة حالتهم بفريق طبي من إدارة الخدمات الصحية لكبار السن ونخبة من أطباء الباطنية بمستشفى مبارك بقيادة رئيس وحدة المسنين د. علي القطان، وتعاون من إدارة مستشفى النفط KOC.

الحوامل والخطورة

من جانبه، أكد استشاري النساء والولادة وطب الخصوية في مستشفى الجهراء د. حازم الرميح أن كبار السن ومن يعانون الأمراض المزمنة والحوامل ومن يتناولون أدوية تقلل المناعة والعلاجات الكيماوية لمرضى السرطان هم أكثر عرضة عن غيرهم للإصابة بالأمراض الفيروسية وخصوصاً «كوفيد ـ 19»، لأن هذه الفئات يصاحبها ضعف في مناعة الجسم عموماً مما يقلل محاربة الجسم للفيروسات.

وبشأن وضع السيدات الحوامل ضمن الفئات الأكثر خطورة على الرغم من أن معظمهن من صغيرات السن وتقل أعمارهن عن 40 عاماً، أكد الرميح لـ«الجريدة» أن ذلك يرجع إلى ضعف المناعة المؤقت خلال الحمل، بسبب التغيرات الفسيولوجية والهرمونية المصاحبة للحمل، كي تستطيع السيدة الحامل تقبل الجسم الغريب في جسدها وهو الجنين والمشيمة المصاحبة له خلال فترة الحمل.

ودعا الجميع، وتحديدا المرضى، إلى المحافظة على الوزن وممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين، لأن ذلك من شأنه رفع قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات، وتقوية جهاز المناعة.

تعليمات وإرشادات

وشدد على أن هذه الفئات عليها أكثر من غيرها، اتباع التعليمات الصادرة عن الجهات المسؤولة في الدولة، وعلى رأسها وزارة الصحة، والإرشادات العامة، ومن بينها التباعد الجسدي وعدم الخروج من المنزل إلا في الضرورة القصوى، وغسل اليدين باستمرار وبشكل منتظم والابتعاد عن التجمعات وأماكن الزحام وتقليل المخالطة قدر الإمكان، وارتداء الكمامات، واتباع نظام غذائي صحي وتناول الخضراوات والفاكهة الغنية بفيتامين «سي»، لأن ذلك كله يؤدي إلى حماية هذه الفئات من الإصابة بالفيروس.

مرضى السكري

من ناحيته، أكد رئيس وحدة الغدد في مستشفى الجهراء استشاري الأمراض الباطنية والغدد الصماء د. سمير الشمري أن الأشخاص المصابين بمرض السكري بنوعيه الأول والثاني، والمصابين بالأمراض المزمنة الأخرى، يعانون ضعف الجهاز المناعي في الجسم، مشيراً إلى أن زيادة مستويات السكر في الدم تؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة، وإذا أضيف إلى ذلك مرض معد أو فيروسي، فقد يؤدي ذلك إلى تدهور الحالة العامة لمريض السكري.

وقال الشمري لـ«الجريدة» إن خطورة المرض على هذه الفئات يرجع إلى أن الإصابة بالأمراض المزمنة والتقدم في العمر يؤديان إلى خلل في العملية المناعية للجسم.

وأضاف أن جزءاً كبيراً من مرضى السكري ممن يعانون سمنة مفرطة وعدم انتظام سكرهم في الدم معرضون أكثر من غيرهم من المرضى الآخرين للإصابة بالفيروس ومضاعفاته الخطيرة.

وبين أنه مع عدم إنتاج لقاح أو عقار مضاد لفيروس «كورونا» حتى الآن، فإن الالتزام بتعليمات وإرشادات وزارة الصحة والإجراءات الاحترازية المتمثلة في عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، وارتداء الكمامات والمحافظة على غسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، مع المحافظة على التباعد الجسدي في الأماكن العامة، هي الضمان الوحيدة للوقاية من الفيروس.

عوامل الخطورة

بدورها، أكدت رئيسة مكتب الإيدز والإحصاءات والمعلومات في وزارة الصحة سابقاً د. هند الشومر أن عوامل الخطورة تختلف، فهل هي عوامل خطورة للإصابة بالفيروس أم لشدة الحالات أم لدخول العناية المركزة أم للوفيات؟ لافتة إلى أن عوامل الخطورة تختلف من دولة إلى أخرى بسبب اختلاف ضراوة الفيروس.

وقالت الشومر لـ«الجريدة» إن كل المعلومات المتاحة حالياً هي من تحليل فريق منظمة الصحة العالمية عند زيارته للصين خلال الفترة من 16 وحتى 24 فبراير 2020، وهذا التقرير يتعلق بالصين، ومن هنا تكمن مسؤولية الأكاديميين والمتخصصين والأساتذة في كلية الطب وكلية الصحة العامة لإجراء الدراسات وتحديد الفئات الأكثر خطورة.

وأوضحت أن هذه الدراسات ستفيدنا في تطوير سياسات إجراءات الوقاية والعلاج.

وأشارت إلى أنه في الصين تبين من التقرير أن الوفيات تكون أكثر لمن هم في سن أكبر من 80 سنة فهل ينطبق ذلك بصفة مطلقة على باقي الدول؟ بالتأكيد لا.

وأضافت أن عوامل الخطورة تختلف، فمنها الأسباب الوراثية وكبار السن والأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأمراض التنفسية والتدخين والإجهاد وضعف المناعة والسرطان ومن يخضعون لعلاج يضعف المناعة، فاعتماداً على الدراسات المتاحة من تقرير منظمة الصحة العالمية الذي زار الصين، قد تختلف هذه العوامل حسب الدول وهذا يتطلب إجراء دراسات للتعرف على عوامل الخطورة في كل دولة على حدة.

إرشادات وتعليمات لكبار السن

أكدت د. آسيا الحمدان أن من أهم التعليمات والإرشادات المفترض اتباعها لكبار السن هي غسل اليدين كثيراً ونظافة الأسطح بانتظام، والمحافظة على تناول الأدوية واتباع النصائح الطبية، واتباع أسلوب حياة صحي لتعزيز الجهاز المناعي، والمحافظة على التباعد الاجتماعي وتجنب الذهاب للأماكن الحاشدة بالناس.

كما تتضمن الإرشادات التأكد من توفر مخزون أدوية لمدة شهرين على الأقل والتعرف على أعراض مرض «كوفيد - 19» حتى يتعرف عليها بسرعة إن ظهرت.