الرئيس دونالد ترامب يستعيد شعارات 2016 ويراهن على «الأغلبية الصامتة»

معارك قضائية حول التصويت بالبريد وتزوير رئاسية 2020... وجدل إصلاح الشرطة يتواصل

نشر في 16-06-2020
آخر تحديث 16-06-2020 | 00:04
استعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجواء حملة صاخبة أوصلته إلى البيت الأبيض في 2016، مجدداً الرهان على "الأغلبية الصامتة"، بينما تتزايد المعارك القضائية حول التصويت عبر البريد وإمكانية تزوير الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
قبل أيام من استئناف حملته الانتخابية بتجمع "حي" في مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما، جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب رهانه على ما أسماه "الأغلبية الصامتة"، مستعيداً أجواء الحملة التي قادته إلى البيت الأبيض قبل 4 سنوات، عندما كان يهاجم بطريقة عنيفة "المؤسسة السياسية" و"السياسيين في واشنطن".

وبينما يتحدث خصومه عن تراجع شعبيته لدى المستقلين الذين سيلعبون دوراً حاسماً في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، مثل أي استحقاقات أخرى، كتب ترامب على "تويتر": "الأغلبية الصامتة أقوى من أي وقت مضى".

وعادة يشير تعبير "الأغلبية الصامتة" إلى المواطنين غير الناشطين سياسياً والبعيدين عن الانقسام الحزبي. وتتأثر هذه الشريحة عادة بالشعارات الوطنية العامة والأمان الاقتصادي والسياسي وتفضل الاستقرار، بمكاسب بسيطة، على اضطراب بمكاسب عالية لكنه يتضمن مخاطر.

ولاحقاً، أعلن ترامب أن ما يقرب من مليون شخص يطلبون تذاكر حضور تجمعه في تولسا بأوكلاهوما، مؤكداً أنه "أنجز في أقل من 4 سنوات -بما في ذلك للأميركيين السود- أكثر مما فعله بايدن في أكثر من 40 عاماً".

واتهم ترامب، في تغريداته، بايدن بأنه "كان جزءاً من كل الصفقات التجارية الفاشلة، والحروب التي لا نهاية لها"، معتبراً أنه "أظهر افتقارا تاماً للقيادة، وضعيف".

ومع قرب موعد الانتخابات الرئاسية، تصاعد الجدل حول التصويت عبر البريد، الذي توفره 46 من أصل 50 ولاية، ويتوقع خبراء أن يستخدمه نحو 70 في المئة من الناخبين، وبات محل إشكال سياسي خوفاً من عمليات تزوير أشار إليها ترامب صراحة.

وفي تكساس، التي لا تدعم توسيع التصويت البريدي، يخوض الجمهوريون معارك قضائية للحفاظ على الوضع كذلك. وقال المدعي العام في تكساس كين باكستون، إن "الخوف من الإصابة بكورونا لا يرقى إلى مرض أو حالة جسدية، كما يشترطها قانون الولاية"، مؤكداً أن "مكتبه سيقاضي الأشخاص بتهمة تزوير الانتخابات إذا استخدموا بطاقة اقتراع بريدي بطريقة غير مناسبة".

ومنعاً لانتقال ولايات أخرى، على غرار كولورادو وهاواي وأوريغن وواشنطن ويوتا، إلى اعتماد التصويت عبر البريد بشكل كامل خلال الأعوام الأخيرة، رفع الديمقراطيون دعاوى قضائية في ولايات بينهما بنسلفانيا ونورث كارولاينا المهمتين في هذه الانتخابات، من أجل السماح لطرف ثالث بجمع بطاقات الاقتراع.

وفي حين يقول خبراء الانتخابات إن التزوير في التصويت عبر البريد أكثر شيوعاًَ بقليل عنه في التصويت الشخصي، ألمح وزير العدل ويليام بار، خلال مقابلة مع "نيويورك تايمز مغازين"، إلى أن الدول الأجنبية قادرة "على إنتاج بطاقات اقتراع مزورة بسهولة، ووضع أسماء عليها ثم إرسالها"، وقال إن ذلك يشكل إحدى القضايا التي تثير قلقه بشدة.

تساهل ديمقراطي

إلى ذلك، حمل ترامب على الديمقراطيين بشدة واتهمهم بالتساهل مع حركة "أنتيفا" في الولايات التي يسيطرون عليها. واستنكر على وجه الخصوص مساعيهم لتخفيض مخصصات الشرطة أو إلغائها، واصفاً الأمر بـ"الجنون".

ومع تعالي الأصوات الداعية إلى استقالة عمدة مدينة سياتل جيني دوركان بسبب تخبطها وسماحها للمخربين باحتلال منطقة تعتبر إحدى المناطق الحيوية، وواحدة من نقاط الشرطة الرئيسية للعاصمة، أكد ترامب تحول القادة الديمقراطيين الضعفاء فجأة إلى "راديكاليين" عندما تعلق الأمر بإعادة فتح الاقتصاد في الولايات والمدن على حساب المواطنين ودافعي الضرائب.

وفي ردها على اتهام ترامب لها بتدمير سياتل، أكدت دوركان أن مدينتها "بخير"، داعية الرئيس إلى عدم "الخوف من الديمقراطية!". وتحت تغريدتها، دعا الآلاف إلى استقالتها، أو البدء بعزلها، كما وصفها محافظون بأنها أسوأ عمدة في تاريخ الولايات المتحدة.

وغداة تعهده بأنه لن يسمح لمنافسه الديمقراطي بركوب قطار تدمير إدارات إنفاذ القانون، وصف ترامب، أمس، سعي الديمقراطيين لتخفيض مخصصات الشرطة أو إلغائها، بـ"الجنون"، متعهداً بعد السماح بذلك.

استقالات بالجملة

وفي إطار التعبئة ضد العنصرية، التي شملت مختلف دول العالم، شهدت شرطة مينيسوتا وجورجيا منيابوليس سلسلة استقالات لضباط كبار منذ مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد، خنقاً تحت ركبة الشرطي الأبيض ديرك شوفين، في 25 مايو الماضي بمنيابوليس، في حادثة أطلقت احتجاجات عرقية غير مسبوقة وأججها قبل يومين إطلاق الشرطي غاريت رولف النار على الشاب الأسود رايتشارد بروكس، خلال محاولة اعتقاله بأتلانتا.

وبعد أن تسببت قضية بروكسل، الذي اعتبر الطبيب الشرعي أنه قتل إثر إصابته بالرصاص في الظهر، في اندلاع موجة ثانية من أعمال العنف، ودفعت قائدة شرطة أتلانتا إريكا شيلدز إلى ترك منصبها، استقال سبعة على الأقل من رجال شرطة منيابوليس، بحسب المتحدث باسم مجلس المدينة كاسبر هيل.

ووفق صحيفة "ستار تريبيون"، فإن مسؤولي إدارة شرطة المدينة أقنعوا آخرين بالبقاء. وتأتي الاستقالات غير المعتادة في وقت تواجه فيه شرطة المدينة تحقيقاً من إدارة حقوق الإنسان بولاية مينيسوتا، فضلاً عن دعوات بسحب التمويل والتسريح.

قلق الشرطة

ووجد عناصر الشرطة الأميركيون، الذين باتوا محور الحركة الاحتجاجية، أنفسهم أمام معضلة الالتزام بأداء واجبهم والاعتراف في الوقت ذاته بالحاجة إلى تطبيق إصلاحات للتعامل مع العنصرية المؤسساتية، معربين كذلك عن قلقهم من وصمهم جميعاً بالعنصرية.

ومن كاليفورنيا إلى ماساتشوستس، أعرب عدد من عناصر الشرطة عن شعورهم بالهلع حيال طريقة وفاة جورج فلويد. لكنهم نددوا بالاتهامات بأن تصرّفات المتورّطين في الحادث تعكس قيم أفراد جهاز إنفاذ القانون.

وقال رئيس نقابة الشرطة في نيويورك مايكل أوميرا، بغضب، خلال مؤتمر صحافي هذا الأسبوع: "لست ديريك شوفين. هو قتَل شخصا ما. نحن لم نقم بذلك. نحن منضبطون". وأضاف: "يحاول الجميع دفعنا للشعور بالعار من مهنتنا... توقفوا عن التعامل معنا كحيوانات وكلاب، وأظهِروا بعض الاحترام".

بدوره، أكد رئيس رابطة أفراد الشرطة في ألباكركي في نيو مكسيكو، أنه لا شك في أن شوفين ارتكب عملا إجراميا معيبا بحق جميع عناصر الشرطة، لكن من غير المنصف وضع جميع المنضوين في الجهاز في ذات الخانة.

back to top