الشباب والسقف الزجاجي
استطعنا منذ القدم امتلاك ما يؤهلنا لخلق الميزة التنافسية في المجال التجاري، فلماذا نتعثر اليوم أمام القرارات الاقتصادية والأزمات المالية؟ ولماذا نفتقر إلى منصات لانطلاق المشاريع الصغيرة بحرية دون ذلك الحاجز الزجاجي الذي يصطدم به الشباب فيقيد سواعدهم؟• عادت الأحاديث في سياق الخطط الاستراتيجية وإدارة الأزمات بشكل عام وأزمة كورونا بشكل خاص مرة أخرى لتتأرجح حول تفاعل القطاع العام مع أزمة الوباء العالمي، ومدى تأثير خصخصة بعض القطاعات في تخفيف وطأة الأزمة المالية على الدولة، وأيهما أنسب للمرحلة، وإن كنا قد مررنا قبل كورونا بمرحلة استثنائية من الهدوء البرلماني، فتحنا خلالها بوابة التوظيف بأعداد ضخمة في القطاع الحكومي، واستمتعنا ببعض بوادر النمو الاقتصادي الجزئي على الأقل، فقد اختلف الأمر وأصبحنا بحاجة الى إعادة ترتيب الأولويات وإعادة تصميم بيئة العمل لاجتذاب أهل المهارات والاستثمار فيها وإعداد الكوادر بصيغة متجددة، فهل سننجح في ظل التنافس البرلماني لاجتياز مرحلة العبور للانتخابات القادمة؟
• نمتلك ما يميزنا عن الآخر من خلال أمور كثيرة، أبرزها قديما من خلال الفكر التجاري الفريد الذي ساد في زمن السفر والغوص، وتطور تدريجيا من تجارة اللؤلؤ حتى وصل حديثا الى بناء المؤسسات المالية العالمية، واستطعنا قديما أن نملك ما يؤهلنا لخلق الميزة التنافسية، فلماذا نتعثر اليوم أمام القرارات الاقتصادية والأزمات المالية؟ ولماذا نفتقر إلى منصات لانطلاق المشاريع الصغيرة؟ وما السبب في عدم انطلاقها إلى مراحل أعلى؟ هناك أسباب عديدة قد يكون أحدها الجمود الذي أصاب المناهج التعليمية، والخشية من التغيير الذي يقابله التمسك بالتعليم التقليدي والابتعاد عن الولوج إلى التعليم الإلكتروني، حتى المؤسسات التعليمية قد تأثرت فغمر الاهتمام الحكومية منها، وفي المقابل تهميش التعليم الخاص واستبعاده من دائرة صنع القرار التربوي، حتى جاء زمن كورونا فقلب الموازين بعدما أثبتت مدارس وجامعات التعليم الخاص قدرتها على تطبيق التعليم الإلكتروني. وعلينا اليوم أن نتخلص من ذلك الجمود وننفض غبار التمسك بالنمطية والبيروقراطية، ففي الماضي لم يكن التعليم يشكو الجمود، لذلك انطلقت رحلات السفر والغوص غير عابئة بالأخطار، وأخشى أن يزحف ذلك الجمود لينال روح المبادرة لدى الشباب.