غداة استضافته مصالحة درزية في عين التينة بين زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان، اتصل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أمس، برؤساء الكتل النيابية ودعاهم إلى المشاركة في حوار وطني بالقصر الجمهوري في بعبدا، يوم الخميس 25 الجاري، بحضور رؤساء الجمهورية والحكومات السابقين إضافة إلى رؤساء الأحزاب، وذلك قبل ساعات من استقباله رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.وكشفت مصادر سياسية متابعة لـ «الجريدة»، أمس، أن «المبادرة الحوارية نسقها بري مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وغايتها تداول الأوضاع الراهنة والتركيز على وحدة الصف في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان». وأضافت المصادر أن «هناك تفكيراً جدياً لدى رئيس المجلس بتوسيع دائرة التفاهمات وعقد طاولة الحوار، لأن البقاء على المشهدية السياسية الراهنة غير جائز اطلاقا سيما وان في ظلها تتعاظم المخاطر المالية والأمنية والتي بدأ يتلمسها الجميع».
وتابعت: «لقاءات المصالحة التي يجريها بري في عين التينة هي للوصول إلى جو إيجابي يجمع الخصوم على طاولة بعبدا»، مشيرة إلى أن «مساعي بري تأتي في إطار تخفيف جوّ الاحتقان السياسي في الشارع وعلى مستوى العلاقات السياسية بين الكتل». في سياق منفصل، على عكس مسعى الحكومة ومصرف لبنان، لم تنخفض أسعار الدولار إلاّ بشكل صوَري مع تحديد سعر صرف لدى الصرّافين يتراوح بين 3860 ليرة كحد أدنى للشراء، و3910 ليرات كحد أقصى للمبيع. فقد حلّق الدولار في السوق السوداء، أمس، بعدما تراوح سعر الشراء بين 4300 و4500 ليرة، في حين تراوح سعر المبيع بين 4600 و4800 ليرة. ورغم تغيّر هوامش تحرّك السعر بين المناطق، يُتوقَّع أن يشهد سعر الدولار مزيداً من الارتفاع، نتيجة تداول الدولار بأسعار مرتفعة في السوق السوداء، مقابل انخفاضها لدى الصرّافين، مما يعزز اتّجاه حاملي الدولار إلى السوق السوداء.في موازاة ذلك، تتكثف الحركة الدبلوماسية في اتّجاه لبنان فيما يتعلق بالوضع الداخلي على صعيد الاتصالات والإجراءات المطلوبة لوقف التدهور المالي والاقتصادي. وعلى أبواب بدء تنفيذ قانون «قيصر» من الولايات المتحدة، تلتقي السفيرة الأميركية دوروثي شيا عدداً من المسؤولين اليوم من بينهم وزير الخارجية ناصيف حتّي في قصر بسترس .وعلى خط موازٍ يتحرك منسق الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيش في اتجاه وزارة الخارجية لبحث مجمل الوضع اللبناني بما في ذلك شأن «اليونيفيل» والاتجاه الأميركي لتعليق المساهمة في ميزانية القوات الدولية التي ستقرّ في مجلس الأمن خلال الشهر الجاري، وما لذلك من تداعيات تؤثر على مهام وولاية القوات الدولية بدءاً من يوليو المقبل، وبالتالي مخاطر تتعلق بتعديل ولاية هذه القوات بما يواكب الضغوطات الأميركية على لبنان من باب العقوبات على حزب الله.وينتظر أن يجول سفراء الدول الأوروبية بمبادرة فرنسية على مناطق عمل «اليونيفيل» المحظور توجهها إلى مناطق نفوذ تابعة للحزب بحسب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والجولة المُزمعة غداً ستقود الدبلوماسيين الى الناقورة بغية رفع تقارير إلى بلادهم لاتخاذ الموقف المناسب من موضوع تمويل اليونيفيل وولايتها التي تنتهي في أغسطس المقبل، ومن المفترض أن تبدأ المشاورات بشأنها في نيويورك مطلع الشهر المقبل بعدما يكون النقاش بشأن الموازنة قد أنجز.
دوليات
لبنان: رئيس مجلس النواب نبيه بري «يهندس» لقاء أقطاب في محاولة لإبطاء الانهيار
17-06-2020