أكد المخرج البحريني حسين الحليبي أن أزمة كورونا اثرت بشكل سلبي على الدراما الخليجية هذا العام، إذ "افتقدنا العديد من المسلسلات المهمة لزملاء نعتز بهم ونقدر تجربتهم"، لافتا إلى أنه يجب ان "نتعايش مع هذا الفيروس ونتطلع للمستقبل بنظرة تفاؤل لنعبر هذا الاختبار الصعب، وكلنا أمل أن تعود الحياة الطبيعية في اقرب وقت لتدور الكاميرات مجددا وتعود الروح لمواقع التصوير المختلفة".واعتبر الحليبي أن حصول مسلسله الأخير "وكأن شيئا لم يكن" على ردود افعال ايجابية وأخرى سلبية أمر صحي وسليم "ويبقى أننا نسمع لكل الآراء ونتقبل النقد بصدر رحب وهي طبيعة أي عمل درامي"، مشيرا إلى أن هذا التباين أمر طبيعي لأن أذواق الجمهور مختلفة ومتعددة، وعلى كلٍّ "أتمنى أن نكون قد وفقنا في تقديم عمل غير تقليدي ومختلف برؤية جديدة".
غاية لا تُدرَك
وأضاف الحليبي أن "ارضاء جميع الاذواق غاية لا تدرك، فنحن نتحدث عن ملايين من المشاهدين الذين يتابعون العمل الفني، وهناك من يستقبل المحتوى بشكل ايجابي، وكذلك هناك من يستقبله بشكل سلبي"، معربا عن فخره بهذا المسلسل، بل "أعتبره من اهم المشاريع الدرامية التي قدمتها خلال السنوات الاخيرة، لاننا طرحنا من خلاله فكرة جديدة ورؤية استطعت ان اطبقها عبر اداء الممثلين والديكور المميز، وكذلك من خلال مدير التصوير خليفة حداد، واستطعنا كفريق فني ان نتحدى انفسنا ونقدم شيئا جديدا".وعن سير الأحداث قال إنها تتحدث عن "زهرة، وهي تلك الفتاة التي تدخل الى ماضيها من خلال حاضرها، إذ كان هناك تداخل بين حقبتي التسعينيات والألفية التالية لها، وهو ما احتاج الى تركيز وتدقيق من المشاهد حتى يصل الى النتيجة او الهدف من وراء العمل"، لافتا الى ان المسلسل طرح العديد من القضايا لاسيما العنف الأسري وأثره على اضطراب ابطال العمل، مشيدا بأبطال المسلسل الذين اجتهدوا جميعا ليقدموا انفسهم بصورة مختلفة وجديدة.العرض الرقمي
وذكر ان الجمهور لم يعد سهلا حتى يقدم له الفنان اي مادة او محتوى، مضيفا أن هناك اليوم "الكثير من المحطات التي تقدم عشرات المسلسلات في ظل وجود منصات العرض الرقمي ايضا، مثل نتفليكس وغيرها، مما غير الذوق العام وأصبحت هناك معايير معينة، وهو ما يضعنا كقائمين على الدراما الخليجية امام مسؤولية مواكبة التطور ومراقبة كل ما هو جديد، وأن نقدم ما يرضي الجمهور".اجتزاء
وأعرب المخرج البحريني عن استيائه من اجتزاء بعض المشاهد من سياقها الدرامي وعرضها عبر مواقع التواصل، وبالتالي توجيه الانتقاد إليها، معقبا "هنا يخرج الأمر عن سياقه النقدي البناء"، إذ على من يريد أن يبدي رأيه ان يشاهد العمل، ثم يدلي بدلوه "وهنا نستمع له ونتقبل رأيه، لكن ان يتم تقييم العمل من مقطع عبر مواقع التواصل فهذا مستغرب".وتمنى من نقاد الأعمال الخليجية ان يقدموا قراءة تحليلية تفصيلية للمسلسل مع التطرق لجميع عناصر العمل الفني بدءا من اداء الممثل في المقام الأول، ثم الديكور والاضاءة والازياء، وجميعها تفاصيل مهمة يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار"، مؤكداً أن الاخراج ليس مجرد اختيار زوايا بدقة وحركة كاميرا، وإنما قائم على عناصر كثيرة متكاملة، منها على سبيل المثال الألوان المستخدمة في العمل والتي قليلا ما يتم التطرق إليها.