الأصلع... صديق البيئة!!
![د. سلطان ماجد السالم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/32_1703695080.jpg)
نعم، فمن السائد والمتعارف عليه لدى الكثير من السحرة والمشعوذين (بالياء، بمعنى المتحايلين)، أن لدى الرجل الأصلع قوى خارقة في رأسه وﺇن داخل ذلك الرأس اللامع جزيئات من معدن الذهب التي تكون مسؤولة عن فقدان الشعر. نعم الذهب!! كذلك كانت تحذر شرطة موزنبيق الرجال الصلعان في منتصف عام 2017 من جراء انتشار مثل تلك العصابات.أتفق طبعاﹰ أن داخل رأس الرجل الأصلع ذهباﹰ، كذلك، لم أرَ قط، نائباﹰ آسيوياﹰ يتاجر بالبشر أو رجل أعمال يسلب بنوك الخليج العربي وهو أصلع!! فمن على شاكلتهم هذه الأيام ينعمون بخيراتنا ولسان حالهم يقول «كويتي نفر، وازد جنجال»، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن الرجل الأصلع، هو في الواقع مثال للتقنية الخضراء صديقة البيئة، والتي وضعها الرب للمحافظة على الاتزان الكربوني، ناهيك عن أشياء أخرى في زخم التطور التكنولوجي الذي ننعم به، فمن المتعارف عليه أن تسخين جالون واحد من الماء، ينجم عنه انبعاث كربوني من تبعية العمليات المصاحبة بمقدار 0.18 رطل من ثاني أكسيد الكربون (الانبعاث الكربوني يتم قياسه بالكتلة لا الحجم). وعليه، تشير بعض الدراسات إلى أن وقت الاستحمام ومدته بسبب غسل الصابون وشامبو الشعر (وفي بعض الحالات البلسم) يتناسب طرداً مع انبعاثات الكربون المسببة للاحتباس الحراري، فالأرقام تشير إلى أن كل دقيقة استحمام في الماء الساخن ينجم عنها مقدار 0.45 رطل من ثاني أكسيد الكربون، وبما يكافئ وقت استحمام بمتوسط عشر دقائق للفرد، أي 2.25 رطل من الكربون، فمن البدهي أن يستغرق الرجل الأصلع وقتاً أقل في الاستحمام من صاحب الشعر الغزير المفروق على جنب ذي الشعيرات الذهبية كما يفعل أبناء الجالية الآسيوية الغنية من أموال الخليج والتي تصدرت وسائل الإعلام مؤخراﹰ (نفرات جنجال). زد على ذلك البصمة الكربونية لإنتاج الشامبو وغيره من المستحضرات والمنتجات المستخدمة على الشعر. كن فخوراﹰ أيها الرجل الأصلع، فأنت تنقذ الكوكب الأزرق الذي نعيش عليه، قطرة بقطرة وشعرة بشعرة.