نعم، أكتب هذا المقال وأنا في أقصى حالات الانحياز، الرجل الأصلع أكثر وسامة ومظهرا رجوليا في أعين الجنس اللطيف بحسب آخر الدراسات المنشورة ما بين عامي 2015 و2019، فهو أيضاﹰ مصدر ثقة أكبر لدى الطرف المتلقي لحديثه ويعطي ﺇحساساً بالأمان له أيضاﹰ، وﺇن كان الصلع ابتلاء ربانياً كما يراه بعض الناس (هم في نظري ممن يغارون من الصلعان - القرعان) فلا أشد وطأة على قلب من أنتمي إليهم جينياﹰ وهرمونياﹰ، من انتشار نتائج دراسة جامعة براون الأميركية التي رأت النور منذ قرابة الأسبوعين. تشير الدراسة إلى أن هرمون «الأندروجين» الذكوري والمسؤول عن فقدان الشعر في فروة رأس الٕانسان، يمثل في الواقع بوابة العبور لفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، فالرجل الأصلع أكثر عُرضة للفيروس من غيره، ونحتسب الأجر عند الله من تلك الحقيقة العلمية المخيفة، تسمى تلك الحالة أو الدلالة الطبية بالمعنى الأصح التي أثبتتها تلك الدراسة (المشؤومة) بحالة أو علامة «جابرن» تيمناﹰ بأول طبيب أميركي معالج يموت من وباء كورونا. كان المتوفى الدكتور فرانك جابرن أصلع أيضاﹰ، ولذلك أُطلق على هذه الدلالة الطبية اسمه، ليدخل ويخلد اسمه في دهاليز العلم ﺇلى الأبد، أجريت الدراسة المذكورة أعلاه على عدد من المرضى في إسبانيا والتي تفشى فيها الوباء باستفحال في الفترة الماضية، والتي يبدو لي أن رجالها ينتمون في الغالب ﺇلى حزب الصلعان.
كثير هم القادة والشخصيات العامة الذين يحَظون بمسمى أصلع، فمن نجم الكرة (الأسطورة) زين الدين زيدان، مروراﹰ بالقائد (المتقشف) المهاتما غاندي، ووصولاﹰ لعدد كبير لا يعد ولا يحصى من السياسيين ومشاهير السينما والعلماء والاقتصاديين، وكأن التفرقة والتمييز لا يطولان الصلعان بما فيه الكفاية، أصبحت بعض قوات الشرطة في القارة السوداء تُحذر الرجال الصلعان من العصابات والمتمردين. نعم، فمن السائد والمتعارف عليه لدى الكثير من السحرة والمشعوذين (بالياء، بمعنى المتحايلين)، أن لدى الرجل الأصلع قوى خارقة في رأسه وﺇن داخل ذلك الرأس اللامع جزيئات من معدن الذهب التي تكون مسؤولة عن فقدان الشعر. نعم الذهب!! كذلك كانت تحذر شرطة موزنبيق الرجال الصلعان في منتصف عام 2017 من جراء انتشار مثل تلك العصابات.أتفق طبعاﹰ أن داخل رأس الرجل الأصلع ذهباﹰ، كذلك، لم أرَ قط، نائباﹰ آسيوياﹰ يتاجر بالبشر أو رجل أعمال يسلب بنوك الخليج العربي وهو أصلع!! فمن على شاكلتهم هذه الأيام ينعمون بخيراتنا ولسان حالهم يقول «كويتي نفر، وازد جنجال»، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن الرجل الأصلع، هو في الواقع مثال للتقنية الخضراء صديقة البيئة، والتي وضعها الرب للمحافظة على الاتزان الكربوني، ناهيك عن أشياء أخرى في زخم التطور التكنولوجي الذي ننعم به، فمن المتعارف عليه أن تسخين جالون واحد من الماء، ينجم عنه انبعاث كربوني من تبعية العمليات المصاحبة بمقدار 0.18 رطل من ثاني أكسيد الكربون (الانبعاث الكربوني يتم قياسه بالكتلة لا الحجم). وعليه، تشير بعض الدراسات إلى أن وقت الاستحمام ومدته بسبب غسل الصابون وشامبو الشعر (وفي بعض الحالات البلسم) يتناسب طرداً مع انبعاثات الكربون المسببة للاحتباس الحراري، فالأرقام تشير إلى أن كل دقيقة استحمام في الماء الساخن ينجم عنها مقدار 0.45 رطل من ثاني أكسيد الكربون، وبما يكافئ وقت استحمام بمتوسط عشر دقائق للفرد، أي 2.25 رطل من الكربون، فمن البدهي أن يستغرق الرجل الأصلع وقتاً أقل في الاستحمام من صاحب الشعر الغزير المفروق على جنب ذي الشعيرات الذهبية كما يفعل أبناء الجالية الآسيوية الغنية من أموال الخليج والتي تصدرت وسائل الإعلام مؤخراﹰ (نفرات جنجال). زد على ذلك البصمة الكربونية لإنتاج الشامبو وغيره من المستحضرات والمنتجات المستخدمة على الشعر. كن فخوراﹰ أيها الرجل الأصلع، فأنت تنقذ الكوكب الأزرق الذي نعيش عليه، قطرة بقطرة وشعرة بشعرة.
مقالات
الأصلع... صديق البيئة!!
18-06-2020