بعد أيام من دعوة تركية لواشنطن، لزيادة انخراطها في أزمة ليبيا، التي باتت مسرحاً لنزاع دولي معقد، يمتد عبر ضفتي «المتوسط»، حثت موسكو الأميركيين، أحد اللاعبين الأساسيين ماضياً وحاضراً في ليبيا، على «التدخل»، في وقت تجد جميع الأطراف الخارجية نفسها في ورطة، مع عدم قدرة أي منها على الحسم العسكري، أو إجبار المتنازعين المحليين على الجلوس إلى طاولة حوار.

وغداة فشل اجتماع تركي- روسي لبحث تهدئة دائمة في ليبيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «إذا نجحت الولايات المتحدة في استخدام نفوذها على أطراف النزاع الليبي، لوقف إطلاق النار فوراً، فسيكون ذلك أمراً إيجابياً جداً».

Ad

جاء ذلك، في وقت تصاعدت حدة مواجهة كلامية بين فرنسا وتركيا. وأعلنت وزارة الجيوش الفرنسية، أمس، أن سفينة فرنسية تشارك في مهمة للحلف الأطلسي في البحر المتوسط تعرضت، مؤخراً، لعمل «عدواني جداً» من زوارق تركية، منددةً بمسألة «بالغة الخطورة» مع شريك أطلسي.

وأوضحت الوزارة أن «السفن التي تبحر بين تركيا ومصراتة أحياناً، بمواكبة فرقاطات تركية، لا تساهم في نزع فتيل الأزمة»، منددةً بأن تكون السفن الحربية التركية «تستخدم رموز الأطلسي»، لتعرِّف عن نفسها، خلال مهمات المواكبة هذه.

وقالت الوزارة إن وزيرة الجيوش فلورانس بارلي وضعت «النقاط على الحروف بشأن الموقف التركي في النزاع الليبي، خلال اجتماع لوزراء الدفاع في دول الحلف، عبر دائرة الفيديو المغلقة».

في غضون ذلك، وصل وفد تركي رسمي رفيع المستوى إلى طرابلس، لإجراء مباحثات مع السراج، بعد تقارير عن توجه أنقرة لإقامة قاعدتين إحداهما «الوطية»، جنوب العاصمة، والثانية قبالة ساحل مصراتة.

وكان على رأس الوفد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ووزير المالية برات البايراك، إضافة إلى مدير المخابرات هاكان فيدان، والناطق باسم رئاسة الجمهورية إبراهيم قالين.