لليوم الثاني، شهد شمال العراق، أمس، قصفاً إيرانياً مدفعياً بالتزامن مع توغل قوات برية تركية، في وقت أفادت تقارير بأن التحرك الايراني ـــ التركي الذي يبدو متزامناً جاء بتفاهم "تحت الطاولة" مع حكومة مصطفى الكاظمي.

وكانت بغداد استدعت السفير التركي، أمس الأول، للاحتجاج على غارات تركية، ولم تعلق على القصف الإيراني، إلا أن المحلل الأمني العراقي هشام الهاشمي، تحدث عن تفاهمات عراقية ــــ إيرانية ــــ تركية.

Ad

وكتب الهاشمي على "تويتر" أن "العمليات العسكرية التي تشنها القوات التركية والإيرانية في العمق العراقي من إقليم كردستان، على مناطق المعارضة الكردية من جنسيات غير عراقية وهم حزب العمال الكردستاني التركي، وحزبا كوملة وحدكا الإيرانيان، انجزت بعد تفاهمات مسبقة سرية مع الجانب العراقي".

ولليوم الثاني على التوالي، تعرضت بلدة حاجي عمران بمحافظة أربيل لقصف من "الحرس الثوري" الإيراني استهدف مواقع لحزبين إيرانيين معارضين. وذكرت مصادر كردية عراقية أن "القصف الإيراني تزامن مع تحليق لطائرات تركية بالمنطقة" الواقعة عند المثلث الحدودي بين البلدان الثلاثة.

في غضون ذلك، أعلنت تركيا نشر قوات خاصة في شمال البلد العربي لملاحقة عناصر حزب "العمال الكردستاني" المتمرد ضمن ما أسمته أنقرة عملية "مخلب النمر" غداة إطلاق عملية جوية تحت عنوان "مخلب النسر".

وبدأت قوات برية تركية بالتوغل، فجر أمس، داخل أراضي الإقليم العراقي بعمق أكثر من 10 كيلومترات بالقرب من منطقة باطوفة الحدودية التابعة لبلدة زاخو في أقصى شمال محافظة دهوك.

وأفادت بنشر وحدات من القوات الخاصة "الكوماندوز" بمساندة مروحيات قتالية وطائرات مسيرة تم نقلها بواسطة القوات الجوية.

وسبق التوغل البري التركي قصف جوي ومدفعي مكثف شمل 8 قرى حدودية في منطقة حفتنين قرب الشريط الجبلي الفاصل بين العراق وتركيا، الأمر الذي تسبب في نزوح عشر عائلات من القرى وإلحاق خسائر مادية بحقول المزارعين في تلك القرى.

في غضون ذلك، كشف الناطق الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة العراقية يحيى رسول عن قرب انطلاق عميلة عسكرية في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وإقليم كردستان. وفي رد على سؤال حول اشراك قوات البيشمركة الكردية بالعملية قال رسول إن القرار يعود القيادة العسكرية العراقية.

وكان الكاظمي ترأس أمس الأول اجتماعاً لمجلس الأمن القومي العراقي، بعد تعرض مطار بغداد لقصف بالصواريخ في اطار عمليات قصف تستهدف قواعد تضم اميركيين.

من ناحيته يقول الباحث عادل بكوان انه «لا يمكن تصور دخول القوات التركية دون تعاون فعلي من سلطات اقليم كردستان العراق».

وعن توقيت العملية في سياق سياسي متوتر بالنسبة لحزب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يعتبر بكوان أن أنقرة «ملتزمة بشدة في سورية وليبيا، وترغب في أن تكون كذلك في اليمن. وخطتها هي تقديم نفسها كقوة أساسية في تسوية النزاعات في الشرق الأوسط، والعراق جزء من ذلك».

وأكد نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي، أمس، استعداده تسليم نفسه للقضاء العراقي على غرار قرار وزير المالية الأسبق رافع العيساوي مرحباً بخطوة الأخير.

وقال الهاشمي، الذي يقيم في العاصمة القطرية الدوحة: «أنا جاهز للمثول أمام القضاء العراقي في أي وقت من أجل تبرئة ساحتي من جميع التهم المنسوبة إلي، وكل الذي أطلبه ضمانات بالتقاضي العادل ووفقاً للدستور».

وأشار الى أن خطوة العيساوي، أمس الأول، تمثل «فرصة طيبة للقضاء العراقي ليستعيد استقلاليته وعافيته بعد أن تعرض في الماضي إلى ضغوط وتدخلات عرقلت العدالة وحكم القانون».

وأعرب عن الأمل أن «تفتح هذه الخطوة المجال أمام إحداث مراجعة شاملة لملفات العديد من السياسيين من العرب السنة في العراق الذين كانوا قد تعرضوا للاستهداف في فترة سابقة».